«عبدالناصر»: «الدار» أنقذتنى من مرمطة الشوارع
«الوطن» تستمع لقصة «عبدالناصر»
«كان عندنا بيت ولما وقع أصبحت بلا مأوى، وكنت شغال فى كشك بقالة، لكن عملت حادثة كبيرة أصابتنى بالعجز بعدها محدش رضى يشغلنى وماكانش ليا مأوى غير القعدة جنب الجامع فى شبرا»، كلمات مغلفة بالحزن والدموع خرجت من عبدالناصر محمد، البالغ من العمر 60 عاماً، بتلقائية شديدة ليصف بها حاله مع رحلة التشرد والضياع فى الشوارع.
«عبدالناصر»، الذى كان يقيم فى منطقة شبرا، قال لـ«الوطن» إنه تعرض لحادثة كبيرة أسفرت عن عجزه وعدم قدرته على المشى بشكل سليم وبعدها بدأت رحلته مع الألم، مضيفاً: «قاعد فى الشارع بقالى شهور ومحدش اهتم بيا وإخواتى ماسألوش عليا وكل واحد فيهم بيقول يلا نفسى، وأمى ماتت من وأنا لسه فى اللفة، صعبت عليا نفسى من مرمطة الشوارع وعجزى».
«عبدالناصر» يواصل سرد حكايته: «عندما أتيت إلى دار «معاً» فى الدقى قاموا بالذهاب معى إلى أحد المستشفيات وعملت أشعة على رجلى وبعض التحاليل والآن أذهب إلى المستشفى مرتين أسبوعياً لمتابعة العلاج الطبيعى، وكل من فى الدار أصحبوا جميعاً بمثابة إخوتى».
«أمى ماتت وأنا فى اللفة وبيتنا وقع وإخواتى ماسألوش عليا.. ومحدش رضى يشغلنى بعد عجزى»
ويقول: «فيه ناس أهلها بتيجى تاخدها من الدار لأنهم بيكونوا تايهين، وناس تانية بتيجى وتمشى لأنها بتحب الشارع أكتر والناس اللى مش لاقية مأوى زيى بتقعد هنا، وعرضت عليهم يعلمونى أى شغلانة أساعدهم بيها قالولى لما رجليك وحالتك تتحسن هتساعدنا»، وأشار إلى أن الدار تنظم لهم رحلات للكورنيش والحدائق، مضيفاً: «محدش بيطلب لنفسه التعاسة والدار مش مخلية الناس عاوزة حاجة».
من جهة أخرى، قال منصور ياسين، أحد نزلاء مؤسسة «معاً لإنقاذ إنسان»: عندى 70 سنة وكنت شغال بائع متجول وساكن فى منطقة السيدة زينب، الحكومة قالت هتطور العشوائيات وأزالت المساكن فى تل العارم، وبقينا فى الشارع، والمحافظ قال عشان تسكنوا لازم وصل نور وإحنا كنا سارقين الكهربا من العمود».
أضاف: «من يومها بقيت فى الشارع وفيه حد اتصل على مؤسسة معاً أيام ما كانت فى هرم سيتى واتنقلت معاهم لـ6 أكتوبر وبعدين نقلوا فى الدقى ونقلت معاهم».
«منصور»: «معاً» أعادتنى للحياة.. وشغلتنى بـ1200 جنيه بعد ما كنت نزيل
وتابع: «كنت الأول نزيل هنا، بس بقيت دلوقتى باشتغل وبساعدهم وأساعد النزلاء، لو فيه حد كفيف أو مريض بأكله وأشربه وباخد مرتب 1200 جنيه فى الشهر وبفضلهم رجعت للحياة تانى».