رئيس «التدخل السريع» فى «التضامن»: نسعى لتحويل المشردين إلى أفراد منتجين
محمد يوسف رئيس وحدة التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي
أكد محمد يوسف، رئيس وحدة التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعى، أن الوحدة تسعى إلى تحويل المشردين والأطفال بلا مأوى إلى أفراد منتجين داخل دور الرعاية فى المستقبل، وقال فى حوار لـ«الوطن» إن مهمة الدور فى الوقت الحالى تتمثل فى استضافة ورعاية المشردين وتوفير حياة آدمية، من حيث الأكل والشرب واللبس والكشف الصحى، وأوضح أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد خطة لعمل النزلاء وفقاً لقدراتهم البدنية وخبرتهم العملية.. إلى نص الحوار.
متى تأسست وحدة التدخل السريع؟ وما طبيعة عملها؟
- تم تشكيل الوحدة فى أكتوبر عام 2014، وتتكون من 8 أعضاء مقسمين ما بين أخصائيين نفسيين واجتماعيين، بهدف إجراء التدخلات العاجلة بمؤسسات الرعاية الاجتماعية فى حالة رصد تجاوزات أو انتهاكات ضد نزلاء تلك المؤسسات سواء أطفال أو مسنين، ولأول مرة فى مصر تم عمل معايير لجودة الرعاية المقدمة داخل دور الرعاية، ووجدنا بعض الدور بها بعض المشكلات، وشكلنا فريقاً للتعامل معها، وظهر فى هذا الوقت فيديو لأحد العاملين بإحدى الدور يقوم بضرب مريض، إلى جانب المشاكل الخاصة بالتجهيزات، وأى شكوى تخرج من الدور، أو تنشر على مواقع التواصل الاجتماعى، نتعامل معها فوراً، ولدينا حالياً 976 حالة، مقسمين لدور رعاية، ومشردين، وفى 2015 تم إضافة المشردين، وبدأنا تلقى بلاغات عن المشردين بالشوارع والكبارى والميادين، سواء كانوا من الأطفال أو المسنين، كما تم فى عام 2015 أيضاً عمل برنامج أطفال بلا مأوى، وقبل هذا التاريخ كنا نتعامل مع الأطفال والمسنين، وتعاملنا مع أكثر من 26 حالة من الأطفال تم إيداعهم داخل الدور التابعة للوزارة.
محمد يوسف: صغار السن أصعب فى إيوائهم من المسنين.. والدور للرعاية وليست عقابية
كيف يتم التعامل مع المشردين بشكل عام؟
- كان للوزارة 7 مشاريع يتم إيداع المشردين فيها بشكل عام منها دار «عقيلة السماع» التابعة لجمعية التجمع الوطنى للمرأة، وتضم دار أم كلثوم للمسنين، وبدأ أهل الخير من الشباب التوسع فى الموضوع وبدأنا تقنين الوضع، بحيث لا يجوز إيداع أحد المشردين فى أى منزل دون تصريح أو وجود جمعية مرخصة، ويتم القبض على المخالف بتهمة إيواء أشخاص بدون تصريح، وهذا يعرضهم للمساءلة القانونية بتهمة الاتجار فى البشر، وقامت الوزارة بتوجيه عدد من الشباب لإنشاء جمعية لإيواء المشردين تحت مظلة التضامن الاجتماعى، حتى تتمكن من إنشاء دار لاستضافتهم ورعايتهم، وجمع تبرعات على هذه الدار.
ماآلية توزيع المشردين على الدور؟
- يكون لكل دار سعة فى استقبال الحالات، فمثلاً فرع الهرم لو فيه مكان يسمح باستقبال الحالة تذهب إليه، وبالتالى نسكن فى كل مكان ونأخذ من الدور المزدحمة ونوزع فى باقى الدور، سواء الموجودة فى المنوفية والدقهلية، وبنى سويف، وهى عملية صعبة، لكوننا نشتغل على المشردين ودور الرعاية، وأى مشكلة تحدث فى دار رعاية نتوجه إليها، بجانب الزيارات والمتابعة الدورية.
كيف يتم التعامل مع المختلين عقلياً؟
- يقسم المشردون فى الشارع إلى 3 فئات «الفئة الأولى المتسولون، والفئة الثانية ضعيف البنية أو فاقد الأهلية، والثالثة المختل عقلياً»، ونقنع ضعيف البنية والفاقد للأهلية ونصطحبه إلى الدار، بينما يرفض المتسول رفضاً تاماً الذهاب مع الفريق، ويكون غير مستقر فى مكانه ويتنقل فى مناطق وحسب نوباتجيات، بعكس ضعيف البنية والمختل يكون ثابتاً فى مكانه، وتواجهنا مشكلة مع المختل عقلياً، الدور التابعة للتضامن غير مهيأة لاستقبال المختلين عقلياً، ولا بد من التعامل معهم بنظام معين، ووجود المختل داخل الدار يسبب مشاكل عديدة، وبيبقى خطر على نفسه وعلى الموجودين بالدار، وحدث أن قام أحد المشردين بتكسير دار رعاية، لكن لو عنده مشكله نفسية أو مقبل من مستشفى الأمراض العقلية بعد تعافيه يتم إعطاؤه أدوية والتعامل مع حالته وفقاً للتقرير المقبل من المستشفى، وننسق مع الصحة النفسية فى «عقيلة السماع» لأنها أكثر الدور التى تتعامل مع المختلين عقلياً، ولا أستطيع أن أجبر أحداً وآخذه غصباً عنه أنا بكلم الحالة وأقنعها بالذهاب معنا، وأعمل لها عملية متابعة، وأخدنا حالة من رمسيس لإحدى الدور ورفض الإقامة بها، وصمم على الرجوع إلى الشارع، والدور ليست عقابية حتى أجبر الناس على الإقامة فيها، وهذه المشكلة تواجهنا كثيراً، ولو وجد شخص فى مكان ما وأصبح خطراً على الناس، الجهة الوحيدة التى يحق أن تأخذه بالقوة هى الشرطة.
كيف يتم استقبال الحالات؟
- يوجد خط ساخن تابع للوزارة 16439، و16528 تنظمه بوابة الشكاوى التابعة لمجلس الوزراء، وهناك خط للفريق، بخلاف مواقع التواصل الاجتماعى، واستقبلنا بالأمس شكويين، إحداها عن وجود طفلين على كوبرى الحلمية، والوحدة كانت تتعامل مع دور الرعاية فقط ولكن توسعت منتصف 2015، وبدأنا بقصة الحاجة زبدة عند نفق شبرا، هذه السيدة كانت موجودة عند النفق منذ 20 عاماً، وأخذناها، وهناك ناس تتصل وتقول إنه ليس لها مكان وتريد الإقامة فى إحدى الدور، وهناك امرأة زوجها ضربها وطردها تم إيداعها فى دار الاستضافة، نحن نتعامل مع الكل، وننزل على الفور إلى المكان بناء على الاتصال المقبل للخط الساخن، وفى حال عدم وجود الحالة، نقوم بتصوير المكان الخالى ونتواصل مع مقدم الشكوى ونبلغه أنه لم يتم العثور على الحالة، والأطفال الصغيرة أصعب فى إيوائها من المسنين، كوبرى أكتوبر كان عليه مسن تجاوز عمره 70 عاماً، وذهبنا إلى المكان وأقنعناه بالذهاب معنا لإحدى الدور، وبعدها بأقل من شهر توفى داخل الدار، ولو كان فضل فى مكانه كان هيبقى مصيبة، الميت فى الشارع كارثة، وفكرة وجوده داخل 4 حيطان موتة كريمة بدلاً من الرصيف، والدار طلعت له تصريح دفن، والصفحة الخاصة بالوحدة تقوم بنشر صورة أى شخص يتم إيداعه، آملين فى تعرف أحد أقاربه عليه، وحدث أن قمنا بإيواء حالتين أحدهما شاب ثلاثينى والآخر لم يتجاوز 15 عاماً كان يعانى من فقدان ذاكرة جزئى، وقامت الدار بنشر صورته وتعرف عليه أهله، وأخرى كانت ملقاة بالقمامة أمام مستشفى ناصر، ولم تكن ملامحها واضحة من الجلوس فى صندوق الزبالة، وتم إيواؤها فى دار عاقله السماع، ونشرنا صورتها وتعرف عليها أبناؤها وتسلموها وقالوا إنهم يبحثون عنها منذ شهرين.
ما أبرز الصعوبات التى تواجهها وحدة التدخل السريع؟
- صادفنا بنت عندها 28 سنة تجلس تحت شجرة ووجدنا معها 10 آلاف جنيه، ولم تكن طبيعية، وأوقات كثيرة الناس المحيطون بالحالة فى الشارع يرفضون أن نأخذها، وهناك ناس تستغلهم وتدفعهم إلى الشحاتة ويأخذون منهم النقود آخر اليوم، وأبرز المشكلات التى تواجهنا هى مقاومة الشخص نفسه، والناس مش فاهمة طبيعة شغلنا، وآمالنا فى هذه الدور هى تحويل الشخص الذى بلا مأوى إلى شخص منتج، ونحاول فى الوقت الحالى تطوير هذه الفكرة، وأن تصبح دور المشردين دور إنتاج، ونوفر لهم فرص عمل داخل الدار، بحيث تكون خطة حياة وسبق أن نفذنها فى دور الأحداث، وتتمثل مهمة الدور فى الوقت الحالى فى إقامة ورعاية المشرد أو النزيل من خلال توفير الأكل والشرب والكشف الصحى وتوفير حياة آدمية داخل الدار، وتعمل الوزارة حالياً مع إحدى الدور ونناقش معها خطة عمل لعمل النزلاء وفقاً لقدراتهم البدنية وخبرتهم العملية، فمن خلال التعامل معهم من خلال الأخصائيين الاجتماعيين نكتشف أن أحدهم كان يعمل فى النجارة، وما زلنا فى مرحلة احتواء الظاهرة، وحالياً هناك 15 داراً لاحتواء المشردين، والوزارة فاتحة ذراعيها لأى فرد يريد أن يشتغل فى موضوع ايواء المشردين، بشرط تقنين الوضع والعمل بشكل رسمى.
كيف يتم التصرف مع النزيل المصاب بمرض مزمن؟
- ليس لدىّ سلطة داخل الدار، وتتمثل سلطتى فى نقل الحالة من الشارع أو من دار رعاية إلى أخرى، ولكن الجهاز الإدارى التالبع للوزارة، الذى يقوم بالإشراف على الدار، يسجل الوضع داخلها، خاصة كيفية تلقى الرعاية الصحية والنفسية ويسجل أى شكوى مقدمة من النزلاء بالدار، وتقوم الوحدة التابعة للوزارة بالتحرك فى حال وجود شكوى من الدار، أو من النزلاء، ويخضع النزيل لفحص شامل لمعرفة الأمراض التى يعانى منها والتى قد تكون معدية مثل «الجرب»، وبعد الاطمئنان على حالته ومعرفة ما إذا كان يعانى من السكر أو الضغط، والحالات المزمنة، ويتم التنسيق مع صندوق مكافحة الإدمان فى توفير العلاج، وتعاملنا حتى الآن مع 250 حالة.