ما دلالات تولي مواطنين من أصول عربية رئاسة دول أمريكا اللاتينية؟
ماريو بينتيز - رئيس بارجواي
أدى ماريو عبده بينيتز، عضو مجلس الشيوخ السابق في باراجواي، البالغ من العمر 46 عاما، اليمين الدستورية رئيسا جديدا لبلاده، بعدما هزم منافسه الليبرالي في الانتخابات، أبريل الماضي.
بينيتز من أصول لبنانية، وتشير بعض التقديرات إلى أن اللاتين من أصول عربية قد يصل عددهم إلى نحو 40 مليونا، وقد برزت منهم أسماء في مختلف المجالات.
بخلاف بينيتز هناك خمس رؤساء آخرين من أصل لبناني، وفلسطينيان، وسوري، هم ميشال تامر الرئيس الحالي للبرازيل وهو من أصل لبناني، وكارلوس فلوريس فقوسه رئيس هندوراس 1998- 2002 وهو فلسطيني الأصل، وأنطونيو سقا، فلسطيني الأصل في السلفادور في الفترة ما بين 2004 و2009، وجوليو سيزار طربيه، لبناني الأصل، في كولومبيا 1978-1982، وشغل كرسي الحكم في الإكوادور وحدها ثلاثة رؤساء من أصول لبنانية، هم خوليو ثيودور سالم كرئيس مؤقت في عام 1944، وعبدالله بوكرم 1996-1997، وجميل معوض في الفترة 1998-2000، وشغل كارلوس منعم، سوري الأصل، رئاسة الأرجنتين لعشر سنوات كاملة في الفترة ما بين 1989 و1999، بالإضافة لنائب رئيس فنزويلا طارق العيسمي ومرشح المعارضة الرئيسي في انتخابات هندوراس الأخيرة سلفادور نصر الله.
وفي مجال التجارة والأعمال هناك المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم حلو، الذي يعد من أغنى أغنياء العالم، والبرازيلي من أصل لبناني كارلوس غصن الذي وصل لمنصب الرئيس التنفيذي لـ"رينو ونيسان"، والذي جعلته مجلة "فورتشن" رجل العام سنة 2003.
وفي الموسيقى هناك المغنية الكولومبية من أصل لبناني شاكيرا، وفي التمثيل النجمة المكسيكية الشهيرة سلمى حايك اللبنانية الأصل.
وفي الرياضة يلعب نادي "ديبورتيفو باليستينو"، الذي أسسه المهاجرون الفلسطينيون في عشرينات القرن الماضي، في دوري الدرجة الأولى بتشيلي ويرتدي لاعبوه ألوان الأحمر والأخضر والأسود، وهي ألوان العلم الفلسطيني.
وفي منتصف القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين مئات الآلاف من الشباب العربي، وبشكل خاص من بلاد الشام "سوريا– لبنان– فلسطين- الأردن"، يقتحمون ديار الغربة البعيدة ويبحثون عن العالم الجديد في القارة الأمريكية شمالها وجنوبها، هربا من الحكم العثماني، آنذاك.
ويقدر بعض المؤرخين أن تاريخ الهجرة العربية إلى أمريكا اللاتينية يعود للعام 1874، فقد وطأتها أقدام الأخوين زخريا، وهما من أسرة واحدة من بيت لحم الفلسطينية، وتبعهما "باسيل حجار" عام 1877.
وتؤكد المصادر التاريخية أن حكومة البرازيل وقّعت مع الدولة العثمانية عام 1892 معاهدة لتنظيم هجرة السوريين واللبنانيين إليها، وهذا يعني أن الهجرة إلى البرازيل كانت قد بدأت من قبل ذلك بوقت طويل، لأن البرازيليين تعرفوا على طبيعة عمل ونشاط وحيوية السوريين واللبنانيين كأناس مرغوب فيهم بالهجرة إلى البرازيل، للمشاركة في تعميرها وبنائها.
ويبلغ عدد المنحدرين من أصل عربي في البرازيل، اليوم، حسب بعض الإحصاءات الرسمية حوالي 15 مليون إنسان، يعملون في جميع مناحي الحياة وقطاعاتها المختلفة.
وبدأت هجرة السوريين إلى الأرجنتين عام 1876، وبلغ عددهم حسب إحصاءات الحكومة الرسمية عام 1914 بـ139500، وهي الجالية العربية الثانية من حيث كبرها، واليوم يبلغ تعدادها حوالي 10% من مجموع السكان، أي حوالي 3 ملايين ونصف إلى 4 ملايين متحدر من أصل سوري ولبناني، ويتواجدون في جميع مناشط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي إشارة لنجاح المنحدرين من هؤلاء المهاجرين، أعلن المدير العام السابق لليونسكو فيديريكو مايور زاراغوزا، عام 1997، أن "المجتمعات العربية الأصل في أمريكا اللاتينية تشكل مثالا للاندماج المجتمعي".
ولكن الباحث في مقعد اليونسكو للفلسفة من أجل السلام في جامعة "خاوم" في إسبانيا، سعيد باهاجين، تساءل حول كون هذه الحالة تمثل نموذجا للاندماج، واعتبر أنها تمثل "نموذجا للضيافة".