"عمرو" ذهب إلى "سوق الجمال" بهدف "صورة حلوة" فخرج منه بـ"دماء وصدمة"
ذهب إلى سوق الجمال بهدف "صورة حلوة" فخرج منه بـ "دماء وصدمة"
سوق الجمال
بحثا عن "صورة حلوة" توجه عمرو جمال، المهندس المعماري الشاب الذي يهوى التصوير، ضمن مجموعة من المصورين الهواة إلى سوق الجمال، حيث جرت العادة بين المصورين على الخروج بصور استثنائية من هذا المكان، لكن المفاجأة لم تكن سارة، ففي موسم شراء الأضاحي، بدا الوضع مؤلما منذ اللحظة الأولى على "البوابة".
"بياخدوا من المصورين اللي داخلين 100 جنيه، قلت مش مشكلة، مادام هاتطلع بحاجة كويسة من جوا" هكذا بدأ الدخول إلى عالم لم يتخيل وجوده من الأساس "أنا جالي اكتئاب من اللي شوفته، أول مشهد كان طريقة المعاملة وهم داخلين، رابطين رجل الجمل بطريقة غبية ويضربوهم عشان يجروهم، الجمال كانت بتقع، وتتجرح ودي بس كانت البداية".
الكثير من المشاهد لم تبد قابلة للتصديق بالنسبة لعمرو، قائلًا: "التاجر هناك عنده 10 -15 واحد معاه، يفضلوا يضربوا في الجمل لحد ما يجيب دم من كل حتة في جسمه، عينه تتفقع، فكه يتكسر، مقدرتش أفهم السر في اللي بيعملوه، هل دا زي استعراض لقوتهم مثلا على الحيوانات المقيدة الغلبانة، ولا عشان يوروا المشترين إن الجمل صحته حلوة وبيتحمل البهدلة!".
سؤال أخلاقي أبدي حول المصور، هل يتدخل في اللحظات الصعبة أم يكتفي بالتقاط الصور لها فقط، بدت الإجابة واضحة لعمرو الذي سارع بالتدخل لدى أحد التجار الذي راح يضرب جمله "قولتله حرام عليك، هاتستفاد إيه لما تضربه بالعنف دا؟ فرد بمنتهى القسوة وقالي وإنت مال أهلك !" لم يرغب الشاب الصعيدي في الدخول بمعركة لذا اكتفى بتوثيق ما يحدث، فيما حاول زملاءه العثور على صور جميلة وسط الواقع القبيح هناك: "مش هانسى مشهد جمل من كتر الضرب وقع في الأرض وقعد يترعش، لحقوه بالسكينة" في المقابل كان هناك تجار يتعاملون برفق مع جمالهم: "دول قليلين جدا، ودول اللي الناس بتحب تصورهم لكن الواقع أقبح بكتير".