ذكرى ليلة مباركة
منذ عام ونصف تقريباً، احتفلنا بذكرى ليلة النصف من شعبان، وتحويل القبلة، بمسجد بدر، بمدينة بيلا، فى محافظة كفر الشيخ، وكان لى الشرف أن أقدم تلك الاحتفالية الكبرى، التى أعددت لها جيداً من قبلها بعدة أيام.
كان لديَ إصرار كبير على إحياء تلك المناسبة التى باتت على حافة الاندثار من مجتمعنا بشكل كبير، وأصبح يتجاهلها الكثيرون من الأئمة فى المساجد المختلفة، حيث اقتصر البعض على التطرق إلى تلك الذكريات العطرة فى خطب الجمعة فقط، دون تنظيم الاحتفالات التى اعتدنا عليها منذ أن كُنا أطفالاً صغاراً، وكانت تُربى الفضائل ومكارم الأخلاق فى نفوسنا.
باتت الاستعدادات مكتملة، وبدأنا الاحتفالية عقب صلاة المغرب مباشرة، بتلاوة قرآنية عطرة للقارئ الشاب «محمود خليفة»، ومن ثم كلمة لفضيلة الشيخ «عبد الوهاب خليفة»، ثم أعقبها كلمة الشيخ «محمد القماش»، وكان الحضور فى المسجد ليس بكثير، ولكن كانت هناك أجواء روحانية ونفحات ربانية أدخلت الخشوع والإيمان لدى أفئدة الحاضرين.
لم ننتهى من حفلنا ومضى الوقت سريعاً ولم نخرج من خشوعنا هذا إلا بسماع صوت أذان العشاء فى المساجد المجاورة، أذن أحد الحاضرين لصلاة العشاء، وصلينا فى جماعة، وكانت الصفوف الأولى من المسجد ممتلئة تماماً بالمصلين الذين جاءوا من كل مكان على صوت الاحتفالية الذين لم يشهدوها منذ سنوات مضت.
عقب صلاة العشاء واصالنا احتفالانا بذكرى ليلة النصف من شعبان، تلك الليلة الفارقة فى توجيه مسيرة الأمة المسلمة، والتى حدثت فيها حادثة تحويل القبلة، والتى تُعد من الحوادث الفارقة فى تميز الصف المسلم، ويظل حدثا فارقاً فى تاريخ الدعوة الإسلامية، ومسيرة بناء الدولة المسلمة كذلك.
استمع الحضور إلى كلمة جميع المشايخ، والابتهالات الدينية العذبة التى استمتع الحضور بها، وانتهينا من تلك الاحتفالية العطرة، التى كنت أتمنى أن لا تنتهى أبداً، وصافح المتخصامون بعضهم البعض، وسادت حالة من الود والمحبة بين جميع المشاركين فى تلك الليلة.
كانت ليلة لا تُنسى، فيها الكثير من التجليات الواضحة والصريحة، ونصيحتى للجميع بأن يستعيدوا ذكرياتهم مع تلك المناسبات الدينية التى تُعيد للقلب شعوره بالإيمان، وقربه من الله عز وجل، ابحثوا عن شئ يسعدكم من دينكم الإسلامى الحنيف.