«Idea Bank».. هل تشهد مصر انتشار البنوك المتحركة؟!
«Idea Bank» من الداخل
كل دقيقة تمر تشهد ابتكاراً جديداً فى مجال تعزيز الشمول المالى، ونشر الخدمات المالية فى جميع المجتمعات بغرض تخفيض تداول «الكاش»، وإحكام السيطرة على المعاملات المالية، فضلاً عن ترسيخ الشفافية والاستقرار المالى والنقدى للدولة.
وشهدت بولندا تجربة رائدة فى مجال تعزيز الشمول المالى فى عام 2015، وهى ظهور بنك متحرك فى شكل قطار، يتحرك بين المواقع الجغرافية المختلفة بغرض تقديم الخدمات المصرفية المتنوعة تحت اسم «Idea HubExpress».
ويعد «Idea Hub» واحداً من أحدث ابتكارات Idea Bank الذى تأسس عام 2010، ويعد البنك الأكثر ابتكاراً فى أوروبا، المعروف جيداً بأفكاره الباهظة.
مصرفيون: محاكاة التجربة فى مصر ممكنة بشرط تهيئة البيئة التشريعية وموافقة «المركزى»
وحققت هذه الفروع المبتكرة تفاعلاً كبيراً مع العملاء، حيث قدمت خدماتها لنحو 30 ألف زائر منذ بداية تنفيذ المشروع، وحصل المشروع على جوائز فى العديد من المسابقات المرموقة فى بولندا وخارجها، كما ساهم فى ارتفاع عدد عملاء Idea Bank إلى 280 ألف عميل.
وحول دوافع ظهور الفكرة، فقد استندت لاستطلاع أجراه البنك البولندى، وكشف من خلاله أن 61٪ من الشركات الصغيرة تضطر إلى السفر عبر حدود مدنها أسبوعياً لتلقى الخدمات المصرفية من الفروع التقليدية، كذلك الحال بالنسبة لـ 82% من أصحاب الأعمال، كما كشف الاستطلاع أن 57٪ من رجال الأعمال ينفقون أكثر من 10 ساعات سفر أسبوعياً بغرض هذه الخدمات، وكانت تلك النتائج كفيلة بقيام البنك البولندى بمغامرته الجديدة.
وفيما يتعلق بالوضع فى السوق المصرفية المصرية، فهناك العديد من المحاولات المبتكرة أيضاً التى قدمتها البنوك المصرية بهدف جذب العملاء للقطاع المصرفى، ونشر ثقافة الشمول المالى بين المواطنين، حيث قام البنك الأهلى المصرى باستخدام سيارات البنك الموجودة فى العديد من المناطق وخاصة مدن القناة والدلتا والصعيد لفتح حسابات للعملاء ونشر الثقافة البنكية بينهم، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الشمول المالى الذى قام برعايته البنك المركزى المصرى.
كما كان بنك مصر موجوداً خلال أسبوع الشمول المالى فى 50 مركزاً من مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، كما عزز من وجوده بالوحدات المتنقلة بالجامعات لإصدار البطاقات المدفوعة مقدماً.
وفى نفس السياق، قام بنك القاهرة بإطلاق سيارات دعائية تجوب مختلف المحافظات والقرى والنجوع للترويج لحملة الشمول المالى التى تمت بالتنسيق مع البنك المركزى، كما وُجد البنك فى 35 موقعاً خارجياً خلال فعاليات هذه الحملة، ومنها أماكن التسوق، ومراكز الشباب والجامعات والأندية.
أسبوع الشمول المالى ألهم البنوك المصرية بتجارب جديدة.. و«الأهلى» و«مصر» و«القاهرة» الأبرز
كما قام البنك الزراعى المصرى بتوفير 20 سيارة متنقلة لتقديم الخدمات البنكية بقرى ومدن محافظات مصر، ضمن فعاليات أسبوع الشمول المالى.
وفى هذا السياق، قال عمرو الشافعى، نائب رئيس بنك القاهرة، إن تطبيق بنك متنقل فى مصر يعد فكرة رائعة خاصة بعد النتائج الإيجابية التى حققتها فى القطاع المصرفى العالمى، مضيفاً أن الكثير من البنوك المصرية طبقتها فى أسبوع الشمول المالى من خلال عربات متنقلة، وأكشاك بنكية تمكنت من تضمين الكثير من الأفراد ضمن المنظومة المصرفية من طلاب الجامعات وأعضاء النوادى ومراكز الشباب ومن المناطق المهمَّشة والنائية.
وأشار إلى أن القطار البنكى قد يصعب تطبيقه فى مصر، لأنه بحاجة لبنية تحتية قوية وتأمين كبير، لذا ستكون العربات المتنقلة أكثر فاعلية، حيث إنها تتمكن من زيارة المناطق البعيدة والمكوث فيها لعدة أيام، ذلك بخلاف القطارات التى يصعب وصولها لجميع المناطق.
من جانبه، قال أشرف الغمراوى، الرئيس التنفيذى لبنك البركة - مصر، إن البنك المركزى حريص على مواكبة جميع التطورات المصرفية العالمية ونقلها وتطويعها بما يتناسب مع القطاع المصرفى المصرى، حيث قام بوضع الأطر والتشريعات الملائمة لفتح فروع بنكية صغيرة Mini Branch بتكلفة أقل من تكلفة إنشاء الفروع الكبيرة، وعلى مساحة أرض صغيرة وعدد عاملين محدود، وتقتصر خدمات هذه الفروع على منتجات التجزئة المصرفية فقط، موضحاً أن هذه الفروع تُغنى عن البنوك المتحركة.
بينما قالت مرفت سلطان، رئيس مجلس إدارة بنك تنمية الصادرات، إن البنوك المصرية تستخدم السيارات المتنقلة لتقديم خدمات ATM، على نفس خُطى البنوك الأجنبية التى تطبق هذه التجارب.
وأشارت «سلطان» إلى أنه لا مانع من وجود سيارات أو قطارات تقدم خدمات مصرفية فى مصر، ولكن لا بد من وجود بيئة مناسبة لتطبيق مثل هذه التجربة بشكل أكثر كفاءة، مشيرة إلى أن البنوك المتنقلة تُسهم فى نشر الثقافة المالية فى المحافظات والقرى الريفية التى يصعب إنشاء فروع فيها.
وأضافت أن البيئة فى مصر قابلة لتطبيق تجربة البنك المتنقل، بشرط أن يتم وضع الضوابط والأطر التشريعية لهذه الخدمة من قِبل البنك المركزى المصرى.