المكتبة اللى ما تعرفش «السبلايز» تقفل أحسن
بعض المكتبات تعانى الركود بسبب عدم وجود «السبلايز»
كل ما يعرفه أمين جودة عن الأدوات الدراسية، لا يتخطى الكشكول والكراسة والقلم الرصاص لطالب الصف الأول الابتدائى والجاف الأزرق لمن سواه، لكن الطلبات التى سمع عنها مؤخراً لم يكن فى مقدوره توفيرها، وصارت الأدوات المدرسية التى كان يعتمد عليها فى كل عام لا تحظى بكل الاهتمام، بعدما زادت طلبات المدارس مؤخراً فيما يعرف بـ«السبلايز».
يبيع «أمين» الأدوات الدراسية منذ 30 عاماً، فى محله الخاص، يجهز قبل كل فترة دراسية مجموعة من الكشاكيل والكراريس والأقلام والجلاد استعداداً ذلك الموسم، لكن الرجل الذى صادفته بعض الطلبات مؤخراً، اقتنع بأن ما لديه فى محله لم يعد وحده ما يملأ حقائب الطلاب فى المدارس: «كانوا شوية كراريس على أقلام وبرايات، وكام فرخ جلاد وأستيكة، وكانت الدنيا ماشية والعيال بتتعلم وزى الفل والله» يحكى الرجل، الذى فاجأته إحدى جاراته بطلب نوع معين من الصمغ لم يسمع عنه قط، وألوان خشبية من نوع معين، غير أن الرجل حين عرض عليها ما لديه رفضت، وأخبرته بأن إدارة المدرسة صارمة فى تلك الأمور: «أهو بنخسر الشغل اللى عندنا، ومش هجيب أنا الكلام اللى بيقولوا عليه، وطلبة المدارس الحكومية مظنش هيبقى عندهم التعقيدات دى».
«أمين»: كانوا شوية كراريس والدنيا ماشية زى الفل
يتذكر أحمد عبدالمجيد فى فترة دراسته، حين كان الجلاد الأحمر والأخضر والبنى من الأمور المميزة للطالب المجتهد، المهتم بشئون دراسته، وكان يغير الجلاد فى كل فترة، لكن أقصى ما كان يحصل عليه من أدوات دراسية، ممحاة كبيرة الحجم، أو «براية» مختلفة الشكل، ليكون مميزاً، ومع القائمة العريضة التى حصل عليها من مدرسة ابنه الخاصة، لم يجد الرجل أمامه سوى التوجه لمكتبات كبرى: «فيه حاجات مطلوبة ملقتهاش فى المكتبات اللى جنبى، ورحت مكتبات كبيرة أجيب منها».
أقلام معينة، وألوان من نوع خاص، وأوراق كبيرة الحجم لكراسات الرسم، وبعض الأدوات التى لم يستوعبها الرجل، لكنه كان مجبراً على شرائها. حبل ومناديل مبللة وأخرى جافة وطمى أسوانى وورق سنفرة، وهى أمور بحسب على عيسوى صاحب أحد المكتبات غير منطقية: «هحاول أوفرها بس صعب يعنى، دى حاجات فى مستوى الطالب المتريّش».