د. مصطفى مدبولى أثبت أنه كان اختياراً صائباً، فالرجل شعلة نشاط، ويوصل الليل بالنهار، ويفتح كل الملفات الشائكة فى وقت واحد، ومسئوليته كرئيس وزراء لم تطغَ على مهامه كوزير إسكان أو العكس.
ومن الملفات المهمة التى اقتحمها بكل جرأة مشاكل الاستثمار، وخلال أسبوع اجتمع مرتين مع المستثمرين والصناع حتى يسمع مشاكلهم، واتخذ قرارات فورية فى مشاكل مستعصية، مثل مصنع بتروكيماويات بورسعيد، بتكلفة استثمارية مليار دولار ومشروع النباتات الطبية على مساحة 50 ألف فدان فى الأقصر، الذى يعتبر حلماً لمصر، كما قال لى د. محيى حافظ، صاحب فكرة المشروع، الذى كاد أن يفقد الأمل قبل تدخل د. مدبولى.
بدعوة من الأستاذ محمد فريد خميس رئيس اتحاد جمعيات المستثمرين، حضرت اجتماعاً للاتحاد، وسمعت من الأعضاء إشادة بالروح الجديدة فى التعامل مع المستثمرين، وبالتعاون بين أعضاء المجموعة الاقتصادية الوزارية.
مئات المليارات أنفقتها الدولة على البنية الأساسية لجذب المستثمرين، ثم قامت وزارة الاستثمار بدورها فى إتاحة الخدمات وتحسين المناخ وعمل الإصلاحات التشريعية والمؤسسية والهيكلية لإتاحة مناخ استثمارى جاذب، لكن لدينا مشاكل حقيقية فى التطبيق على أرض الواقع ما زالت عائقاً أمام طموحاتنا الاستثمارية، وفى السطور التالية، سوف أطرح على رئيس الوزراء النشيط جداً والمتحمس، بعض المشاكل المتراكمة منذ سنوات، النائب محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية، حكى لى عن 2000 مصنع غزل ونسيح مغلقة أهدرت علينا فرصاً كبيرة فى الإنتاج والتوظيف.
أيضاً عدم تنفيذ أكثر من 350 قراراً صادراً من لجنة فض المنازعات الاستثمارية ومعتمدة من مجلس الوزراء بسبب تعنت وفساد بعض صغار الموظفين فى الجهاز الإدارى والحكم المحلى، مما أدى إلى تعطيل طاقة استثمارية بمئات المليارات وعشرات الآلاف من فرص العمل وزيادة الإنتاج.
وقد كتبت عن أزمة جامعة الدلتا التى حصلت على 3 قرارات معتمدة من مجلس الوزراء بأحقية الجامعة فى شراء الأرض المقامة عليها، لكن دون جدوى، وخلال 12 عاماً وفرت الجامعة آلاف فرص العمل والتعلم وهى فى الهواء، فتنفيذ قرارات لجنة فض المنازعات أفضل وسيلة لجذب مستثمرين جدد.
أحد المستثمرين أقام مصنعاً للأحذية الرياضية والشنط المدرسية بتكليف من الدولة، لأننا نستورد منها 80%، ويوفر 50 ألف فرصة عمل، وطاقة إنتاجية 2 مليار دولار، المستثمر تعاقد مع كبرى الشركات العالمية، والمصنع سيكون جاهزاً للتشغيل، لكن هناك مشكلة فى توصيل الكهرباء.
بعض المستثمرين حصلوا على 40 ألف فدان بحق الانتفاع لإنشاء مزارع دواجن تسهم فى إنتاج 100 مليون دجاجة ومليار بيضة تحقق الاكتفاء الذاتى وفائضاً للتصدير، لكن للأسف، لأكثر من عام والمستثمرون لم يستطيعوا حتى الحصول على الأرض لإقامة مشروعاتهم.
الوقائع كثيرة والتركة ثقيلة ورثها د. مدبولى، لكنه قادر على حلها لأنه يعمل بإخلاص لوطنه ومواطنيه.
ختاماً، التحية واجبة لإعلام مجلس الوزراء، فمن خلاله علمنا بحجم المجهود الذى يبذله د. مدبولى والإنجازات التى تتحقق، وتحيا مصر.