داخل مدرسة بالشروق.. "حضانة" في ثوب النظام الجديد
فصول رياض الأطفال بمدرسة الطبري الحكومية بالشروق
نظام جديد يترقب له الطلبة وأولياء الأمور، يبدأ مع العام الدراسي الجديد، ومن داخل مدرسة الطبري الحكومية بمدينة الشروق بمحافظة القاهرة، ترصد "الوطن" تداعيات النظام الجديد، ومدى الاستعدادات داخل المدارس الحكومية، والمشاعر المسيطرة على الأهالي ما بين الحماس والخوف.
في فصول مرحلة رياض أطفال، يوجد فصلان بالدور الأرضي بالمدرسة، ويتغير شكل الفصول عن المألوف عنها، فالمقاعد مربعة ومستطيلة ذات ألوان ذاهية، وتوجد بنهاية الفصل مجموعة من الأرفف لاستخداما الطلاب من وضع حقائب أو كتب.
كما شملت الفصول أيضا على عدد من اللوحات وبعض الرسومات والعبارات مثل عبارة "أنت مستقبل مصر"، بالإضافة إلى بعض صور للحيوانات مع أسمائها باللغة الإنجليزية.
ومنذ الصباح الباكر والضجيج يكسر حالة السكون الصباحي داخل جدران المدرسة، ويظهر بوضوح ملامح الزحام والطوابير أمام أبوابها، فدارت عدة مشاجرات بين مسؤولي المدرسة وأولياء الأمور، فمنذ السابعة وخمسة عشر دقيقة صباحا، اصطفت أعداد كبيرة من أولياء الأمور أمام أبواب المدرسة، يتناقشون مع مدرسي المدرسة، بسبب رغبتهم في التواجد بجانب أبنائهم والاطمئنان عليهم داخل الفصول، وما لبث وأن احتد النقاش حتى وصل حد الشجار بين معلم وبعض أولياء الأمور.
مشكلة أخرى واجهها أولياء الامور داخل المدرسة، هي عدم وجود نظام لدفع المصروفات، كما أن عملية الدفع تتم ببطء من جانب الموظف المسؤول، حسب ما قاله "أحمد" أحد أولياء الأمور الذي يرى أن ذلك أمر اعتيادي واجهه مع أبنائه "كل سنة نفس المنظر دا.. زحام ومفيش نظام وتأخير.. وممكن عشان تدفع تيجي أكتر من مرة".
ومع أول يوم دراسي لأبنائهم، تتباين مشاعر أولياء الأمور، ما بين آباء وأمهات تعلو وجوههم الابتسامة، تتجلى في أعينهم نظرات الفرحة، تتشابك أيديهم مع أطفالهم، في أول يوم لهم، بعد أن ألبسوهم الملابس الزاهية المعطرة، وصغارهم الذين يتملكهم القلق والخوف من المرحلة الجديدة.
ويتزامن مع أول يوم دراسي لهولاء الصغار، بداية نظام التعليم الجديد الذي يعتمد على عناصر عدة، منها استخدام بنك المعرفة حيث يحتوي على نسخ تفاعلية من الكتب الدراسية ومصادر تعليمية شيقة للطلاب، ليتفاعل معها الطالب من خلال "التابلت".
يقف محمد الحديدي والد الطلفة "جنا"، في الصف الأول الأبتدائي، يتمنى أن يكون النظام التعليمي الجديد في صالح ابنته، قائلًا في حديثه لـ"الوطن"، إنه في حال تطبيق هذا النظام فإنه سيخرج أجيالًا أفضل من سابقيها.
"المشكلة مش في نظام التعليم الجديد.. المشكلة مين هيقدر يطبقه صح"، هكذا قالت والدة الطفلة "مريم"، في أول يوم لابنتها في الدراسة، لـ"الوطن"، موضحة أن الخطة التعلمية التي أقرتها الوزارة طموحة جدًا وتعتقد أنها مفيدة وستطور التعليم، ولكن هل تملك الدولة المعلمين الأكفاء القادرين على تطبيق هذه الخطة، هذا التساؤل الذي طرأ على ذهن السيدة الثلاثينية.
وتساؤلات عديدة أخرى طرحتها والدة الطفلة "ريم"، والتي تقول، إن خطة الدولة في البرنامج التعليمي الجديد تشي بالتفاؤل "بس هل فعلا الدولة هتطبقها زي ما قالت.. هل الدولة هتقدر تغير بعض المدرسين معدومي الضمير.. هل المعلمين في الفصول لديهم القدرة على تنفيذ هذا البرنامج؟"، مضيفة أن إجابات هذه التساؤلات هي من ستحدد نجاح التجربة من عدمه.