"نجلاء" وأولادها الخمسة.. حكاية أم عاصرت مختلف أنظمة الثانوية العامة
الأم نجلاء علي
15 عاما عانتها مع 4 أنظمة مختلفة للثانوية العامة، تكرر التجربة ذاتها على فترات، تعيش القلق وتقدم الدعم اللازم دون أن تبخل بوقت أو مال لتشارك في رسم مستقبل أبنائها، فهي أم لـ5 أبناء مر 4 منهم من مرحلة "عنق الزجاجة"، فعاصرت فترة الثانوية العامة لمدة عامين، ولعام واحد، وآخر بنظام البوكليت، ليتبقى ابنها الأخير الذي يخوض ماراثون الثانوية العامة بنظامها الجديد هذا العام.
نجلاء علي، أم لخمس أبناء منحتهم أبهى سنوات عمرها بحب وحنان، فلم تتوان عن رعايتهم على أكمل وجه، اهتمامها الأكبر كان في تعليمهم من خلال اختيار المدارس التي يلتحقون بها إلى المدرسين الذين يتولون دروسهم الخصوصية.. ركزت كمعظم البيوت المصرية على الثانوية العامة التي يعتبرها الكثيرون "بعبع" الأبناء والآباء، إلا أنها دعمهتم في تلك الفترة نفسيا وبدنيا، وحاولت جاهدة تنظيم وقتها مع أبنائها وعملها كمدرسة فيزياء للمرحلة الثانوية أيضا.
"مأساة لا تنتهي".. هو الوصف الذي عبرت به السيدة الأربعينية، لـ"الوطن"، عن حالها مع أولادها في فترة الثانوية العامة والتي مثلت لها ولزوجها وأبنائها إرهاقا شديدا على المستوى البدني والنفسي والمادي.. بدأت قبل 13 عاما مع نجلتها الأولى التي خضعت لنظام الثانوية العامة لمدة عامين، شاركها شقيقها الأصغر في العام الثاني، قائلة: "الاتنين كانوا عندي في ثانوية عامة في نفس الوقت، واحدة في تالتة والتاني في تانية، وده كان قمة المأساة بالنسبة ليا والدمار المالي".
ومع صعوبة الاختبارات في عامي 2008 و2009، لكن ابنيها تمكنا من تجاوز الأمر بنجاح، فالتحقت الكبرى بكلية الآداب والثاني بكلية الهندسة، لتلتقط أنفاسها بعد ذلك لمدة 5 أعوام، حتى تلتحق ابنتها الثالثة بالثانوية العامة نظام السنة الواحدة، التي وصفتها بأنها الأكثر قلقا، لصعوبة الأمر بالنسبة للطلاب الذين يتحدد مصيرهم في عام واحد، فضلا عن القلق المسيطر عليها كأم، مضيفة: "يعني رغم أنها بتبقى زي العلقة مرة واحدة، بس بتكون صعبة برضه عكس السنتين اللي بتدي فرصة للطالب أنه ممكن يحسن مستواه في المرة التانية شوية"، لتلتحق ابنتها فيما بعد بكلية الألسن جامعة عين شمس.
نظام "البوكليت"، الأفضل في رأي "نجلاء"، حيث كان يوفر للطلاب فرصة جيدة في الامتحانات، ليتسنى له الإجابة على كل سؤال بحرية، ليمثل أحد الأشياء المطمئنة لها أثناء خوض ابنتها الرابعة العام الماضي، كونها محبة للمذاكرة والدراسة عن أشقائها، وهو ما أهلَّها للالتحاق بكلية الطب جامعة القاهرة.
"سنة البوكليت كانت الأصعب من الناحية المالية نظرا لارتفاع قيمة الدروس عن المرات الثلاثة السابقة مع زيادة الأسعار، لتصل قيمة الحصة الواحدة في بعض الأحيان إلى 100 جنيه"، بحسب "نجلاء التي تستعد حاليا لتجربة النظام الجديد الذي تكون الثانوية فيه على 3 أعوام، والذي يعتبر أمرا صعبا للغاية بالنسبة للأم و"شبه مجهول"، على حد وصفها.
تجربة قاسية تمر بها السيدة الأربعينية، وفقا لها، كونها عانت من كافة أنظمة التعليم بالثانوية العامة، لم تتمكن خلالها من "شم نفسها" -حسب وصفها- وتجنب التفكير في مرحلة "عنق الزجاجة" التي تحدد مستقبل الطالب وحلمه في الالتحاق بكلية معينة، ولكن يخذلهم المجموع في بعض الأحيان، وفي أوقات أخرى بسبب وجود مشاكل في تصحيح أوراق الإجابة، فضلا عن صعوبة الأمر ماليا سواء للأسر متوسطة الحال أو الغنية، وخاصة في الآونة الأخيرة مع زيادة الأسعار وقيمة الدروس بأضعاف، موضحة أنها كانت تتغلب على ذلك الأمر باشتراكها وزوجها في "جمعية" كبيرة لتجنب التأثير على متطلبات المنزل وأبنائها الآخرين خلال تلك الفترات، بما يقرب من 20 ألف للواحدة.
"متخوفة جدا جدا من النظام الجديد وخايفة على مستقبل ابني، خاصة أن محدش عارف يحدد لسه، ومع أني مدرسة بس الكل قلقان".. بهذه الكلمات شرحت نجلاء ما يجول في خاطرها اليوم مع بداية العام الدراسي، متمنية أن يأتي النظام الجديد بحل لكل الأزمات التي عاصرتها مع سابقيه ليحقق النقلة النوعية المطلوبة، لذلك تحاول طمأنة ابنها تجاه ذلك.
بينما حظي النظام الجديد لمرحلة رياض الأطفال، بإعجابها الشديد، حيث تمنت أن كان يتم تطبيقه منذ عدة أعوام ليتسنى لأولادها دراسته، لتميزه الشديد وتكامل المواد التعليمية به ووجود عدة أنشطة مختلفة فيه، يساهم في تكوين شخصية الطفل وتنمية مهاراته، فضلا عن جودة الكتب الدراسية به.