عميد «شريعة الأزهر»: جرائم المرأة ضد أسرتها تشمل هروب الفتيات والتزوج بغير علم الأهل والزواج العرفى والزنا
الدكتور عبدالحليم منصور
قال الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون، إن زيادة جرائم قتل الأم لأبنائها والزوجة لزوجها والبنت لخطيبها، يرجع للتمييز بين الرجل والمرأة ما يخلق جواً من العنف ويمنع التسامح.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى انتشار جرائم المرأة ضد زوجها وأسرتها؟
- هناك أسباب عديدة لانتشار الظاهرة، منها سوء الاختيار بين الزوجين، الذى يؤدى لانتشار العنف الأسرى بين الأزواج، وينتقل بدوره إلى الأطفال من خلال أسرة لم يقم أصلها على أساس سليم، كذلك ضعف الوازع الدينى، من شأنه أن يخلق جواً من العنف، وعدم التسامح بين أفراد الأسرة، فينتشر العنف، بالضرب، أو السب، أو غيرهما، فضلاً عن ضعف الدور التربوى، وأعتقد أن التمييز الشرقى بين الرجل والمرأة سبب الأزمة.
كيف يمكن أن يكون التمييز بين الرجل والمرأة سبباً فى العنف الأسرى؟
- المجتمعات الشرقية بها تمييز فاحش فى كثير من الأحيان، فهذا يقلل من قيمة المرأة فى المجتمع، ويؤدى إلى إشاعة روح العنف ضدها، من خلال أخيها، أو أبيها، أو أمها، على النحو الذى حكاه القرآن الكريم عن مجتمع الجاهلية، حيث يقول «وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم»، مع أن القرآن الكريم سوى بينهما، وقال النبى الكريم «النساء شقائق الرجال»، فلا بد من تغيير ثقافة التمييز المبنية على العرف الجاهلى القديم.
ما أنواع جرائم المرأة ضد زوجها وأسرتها؟
- المرأة لا تعيش بمعزل عن عائلتها، وأى سلوك غير سديد ترتكبه المرأة من شأنه أن ينال من سمعة المرأة وأهلها، على النحو الذى يحدث فى بعض الأحيان من هروب بعض الفتيات، أو التزوج بغير علم الأهل، أو الزواج العرفى، أو ارتكاب جريمة الزنا، وحدوث الحمل كأثر للجريمة السابقة كل هذه سلوكيات ترتكبها المرأة ضد أسرتها، وتؤثر سلباً على سمعة العائلة.
«منصور»: «تمرد الزوجة» جزء من العنف الأسرى
هل توافق على أن تمرد المرأة على زوجها قد يؤدى إلى جرائم العنف الأسرى؟
- التمرد والسخط وعدم الرضا، والقنوط، وغير ذلك من السلوكيات تجعل الإنسان غير راض على كل شىء، وعلى هذا النحو تكون المرأة إن لم تكن راضية قانعة، فإنها تتمرد على حياتها مع زوجها، وتكره كل شىء، وترفض معاشرته بالمعروف، وتجعله يكره كل شىء، الأمر الذى ينذر بكوارث تنتهى حتماً إلى قتل أحدهما لا محالة، كذلك الخيانة فلا شك أن عدم الرضا والاقتناع بالطرف الآخر فى العلاقة الزوجية، يجعل أحدهما أو كليهما يجنح للبحث عن تحقيق مآربه، ورغباته، وشهواته المكبوتة فى داخله، سواء كان ذلك هو الزوج أو الزوجة.
هل لدينا أزمة فى تفسير قول الله تعالى «واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن»؟
- يفهم كثير من الأزواج هذا الأمر خطأ، فيقوم كثيرون منهم بالتعدى على الزوجات، والتقبيح من شأنهن، وإن الأمر الوارد فى الآية مراد به الزجر فقط والتخويف فى ضوء ما أوضحه النبى بأنه يكون بمثل المسواك.