لماذا يلتف قادة العالم حول مائدة الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
إحدى جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية
"الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".. هكذا تتلخص المهمة الرئيسة لمنظمة الأمم المتحدة، التي تأسست عام 1945 عقب فشل عصبة الأمم في تحقيق نفس الهدف نظراً لضعف إجراءاتها إزاء منع الحروب، أو تجريمها ما أدى لتسلح دول بعد الحرب العالمية الثانية على رأسها ألمانيا، والتي أطلقت شرارة الحرب العالمية الثانية، لتسقط معها عصبة الأمم التي عجزت عن معاقبة أو ردع الدول من خوض حرب ثانية.
ظهرت الأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة التي تشبه في تكوينها عصبة الأمم، أبرزها الجمعية العامة للأمم المتحدة بديلاً عن السكرتارية العامة في المنظمة السابقة، وتختلف أيضاً في مهامها، فهي الجهاز الرئيس الذي يقرر السياسات وتمثيل الأعضاء في الأمم المتحدة ،البالغ عددهم 193 عضواً.
توصف "الجمعية العامة" بالمنتدى الفريد الذي يجرى فيه مناقشات متعددة الأطراف بشأن كافة القضايا الدولية، خصوصاً المتعلقة بالنزاع بين الدول للفصل بينها، وهي إحدى المهام الرئيسة للمنظمة الواردة في ميثاقها، وهو فض المنازعات بين الدول بالطرق السلمية أولاً قبل استخدام القوة أو حق الردع الوارد في المادة 51 للدفاع عن هجوم من قبل دولة معتدية إلا أنه بمجرد إخطار مجلس الأمن يسقط هذا الحق، ليتولى الأخير اتخاذ التدابير المباشرة أو غير المباشرة لمعاقبة الدول المعتدية.
تجتمع الجمعية مرتين سنويًا، الأولى من سبتمبر إلى ديسمبر، والثانية من يناير إلى أغسطس بحسب الضرورة، للنظر في تقارير اللجان، والقضايا التي تحتل الأولوية لدى المجتمع الدولي، بإدارة النقاش بين ممثلي الدول الأعضاء، ورئيس الجمعية، وأصبح من المتعارف عليه أثناء انعقاد الجمعية أن تجري مشاورات غير رسمية بين الدول لتسوية بعض المسائل السياسية باعتبارها فرصة لاجتماع دولي بين مسئولي الدول.
وماذا بعد النقاش؟
تقف مهام الجمعية العامة عند تقديم التوصيات للدول الأعضاء بشأن القضايا التي تعكر سفو العلاقات الدولية بين الدول، وتمتد لاتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وإنسانية فيما يخص حماية حياة ملايين البشر حول العالم، وفقاً لمبادئ الحفاظ على حقوق الإنسان، وسيادة القانون الدولي، وغيرها من مبادئ التنمية المستدامة للدول الأعضاء ،التي اعتمدها المنظمة عام 2015.
وفي حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراءات تتعلق بحفظ الأمن والسلم الدوليين، يمكن للجمعية العامة، وفقاً لفتوى محكمة العدل الدولية، الجهاز القضائي الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة، أن تتخذ إجراءات في حالات تهديد السلم، وهي مهمة قرار "متحدون من أجل السلام"، الذي أنشئ ضمن الإجراءات التكميلية لمهام الجمعية عام 1950، واعترضت على إنشائه روسيا، إلا أن المحكمة الدولية أجازت مهامه بالنظر الفوري في المسائل التي تهدد السلم الدولي، وتوصي أعضاءها باتخاذ تدابير جماعية لحفظ السلم والأمن.
"توافق الآراء"، هو المبدأ الرئيس لاتخاذ القرارات بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك من خلال لجنة تشكل في حال اختلاف الآراء بين الدول الأعضاء حول مسألة دولية، ويكون من مهام هذه اللجنة التوفيق بين آراء الدول للخروج برأي جماعي.