القليوبية.. مصائد للأرواح فوق «قطار الشرق البطىء»
قطارات السكة الحديد - صورة أرشيفية
بعد فترة من اختفائها على خط قطارات «شبرا- بنها»، عادت ظاهرة التسطيح أعلى القطارات لتطل برأسها من جديد، فى وقت لم تتوقف فيه تلك الظاهرة على «خط الشرق»، الذى يربط محافظات القاهرة والقليوبية والشرقية، عبر محطات شبين القناطر وبلبيس، وكذلك على خط «شبرا- القناطر الخيرية»، لتنذر بمزيد من الخطر.
«التسطيح أسهل ما يمكن»، جملة ترددت على ألسنة عدد ممن يقومون بالصعود على أسطح القطارات، والذين برروا قيامهم بذلك بارتفاع قيمة التذكرة، وتزايد الزحام فى القطارات نتيجة تباعد مواعيدها، كما أن معظم هذه القطارات، التى يطلقون عليها وصف «قطارات الغلابة» عادة ما تسير ببطء شديد، وبالتالى لا تشكل الظاهرة خطراً على حياتهم، حيث يمكنهم النزول منها والصعود عليها فى أى وقت، وفى أى من المحطات المنتشرة على طول الخط الحديدى. «سليم. ح. ع»، موظف، تحدّث لـ«الوطن» قائلاً: «بشتغل فى شارع عبدالعزيز بالقاهرة بمرتب 1800 جنيه شهرياً، باضطر أركب قطار الشرق من شبين القناطر إلى شبرا الخيمة والعودة يومياً، وبسبب ارتفاع سعر التذكرة لا أجد أمامى سوى التسطيح أعلى القطار، لتوفير قيمة التذكرة، حيث إن مرتبى يادوب يكفى مصاريف أولادى فى المدارس». «محمود. ر»، أحد الركاب من مدينة بنها، قال إنه يلجأ للركوب بين عربتين فى القطار السريع المقبل من الإسكندرية، والمتجه إلى القاهرة، مشيراً إلى أن هناك عدة أسباب تضطره إلى المخاطرة بحياته يومياً، أولها أنه لا يمكنه دفع قيمة تذكرة القطار المكيف، أما السبب الثانى فيتمثل فى أن القطار سريع، وبالتالى يصل إلى وجهته بسرعة، وطالب بضرورة زيادة عدد القطارات على الخطوط المختلفة، وتقليل الفترة الزمنية بين القطارات، للقضاء على مشكلة الزحام، خاصة فى فترات الذروة الصباحية والمسائية.
وبينما أقر «محمود» بأن بعض الركاب يتعرضون للموت أو للإصابة بسبب التسطيح، إما بالسقوط من أعلى القطار أو الاصطدام بالكبارى، فقد شدد على أن «الشخص الذى يقوم بالتسطيح لازم يكون متدرب، لأن أحياناً بيكون القطار سريع وتتعرض حياته للخطر»، مشيراً إلى أنه يضطر للتسطيح رغم ما يسببه له هذا التصرف من مشاكل صحية، ويعرضه للمخاطر. وقال «أيمن. ع»، أحد ركاب القطارات من أبناء محافظة القليوبية، إن «ظاهرة التسطيح لها مواسم، حيث تكثر أيام المدارس والجامعات، والأيام التى تسبق الإجازات، بسبب الزحام الشديد داخل القطارات، وبسبب كثرة الركاب وعودة الطلبة والعاملين إلى قراهم أو مدنهم، لقضاء الإجازات بها»، مشيراً إلى إن إلغاء بعض القطارات، وخصوصاً فى ساعات الصباح الباكر، وتباعد مواعيدها، يتسبب فى تكدس الركاب داخل القطارات، ولا يجد كثير من الركاب مكاناً لقدم لهم، حتى الذين يحملون اشتراكات منهم، مما يؤدى إلى لجوء بعضهم إلى التسطيح، أو الركوب بين العربات، أو على جانبَى الجرار، للحاق بأعمالهم، وهو ما أكده «محمود. ح»، الذى أكد أنه يضطر إلى التسطيح فى كثير من الأحيان، رغم أنه معه اشتراك، حتى يلحق بعمله.
مصدر مسئول بمحطة شبرا الخيمة، طلب من «الوطن» عدم ذكر اسمه، أكد أن ظاهرة التسطيح بدأت تعود بقوة من جديد، مشيراً إلى أن المحطة شهدت حادثاً مؤسفاً خلال الفترة الأخيرة، نتيجة سقوط طفل من أعلى أحد قطارات «خط الشرق»، نتيجة اصطدامه بكوبرى للمشاة، مما أدى إلى انفصال رأسه عن جسده، وتسبب الحادث فى توقف حركة القطارات لبعض الوقت. واعتبر المصدر أن ظاهرة التسطيح ترجع فى البداية إلى السلوكيات الخاطئة للمواطنين، وعدم تفعيل القانون الخاص بتغريم المخالفين الذين يعتلون الجرارات وأسطح عربات القطارات.