«فريدة» و«آية» ضحيتا تنمر المدرسين: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فريدة
«شيكابالا» و«شيكولاتة»، وصفان ظلا ملتصقين بـ«فريدة» منذ المرحلة الابتدائية، وحتى وصولها إلى الصف الأول الثانوى، وورثتهما عنها شقيقتها الصغرى «آية». الاثنتان من ذوات البشرة السمراء، لانحدارهما من إحدى قرى مركز دراو بمحافظة أسوان. فى وقت مبكر من عمريهما نزحت الأسرة من المحافظة الجنوبية إلى القاهرة، وتحديداً فى المطرية، منطقة شعبية تعرّضتا فيها للمرض النفسى، جراء مناداة كل منهما بلفظ «يا سودا».
تحكى والدتهما مرفت حسين، التجربة المريرة فى التنمر، التى مرت بها مع ابنتيها «فريدة» و«آية»: «فريدة كانت كل يوم تيجى من المدرسة معيطة، المدرسين ينادوها بشيكابالا وأصحابها يقولوا لها يا سودا، حالتها النفسية كانت زى الزفت، وطلع لها حبوب فى وشها بسبب إحساسها بأنها وحشة وأصحابها بيتريقوا عليها». عرضت الأم ابنتها على طبيب أمراض جلدية، فأكد أن سبب المرض الجلدى نفسى، فلم تتأخر عن عرضها على طبيب نفسى، لم يتوقف الدعم الأسرى لـ«فريدة» عند والدتها، فخالتها التى تعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية تدخّلت أيضاً: «خالتها بعتت لها صور فنانين ومشاهير بشرتهم سمرا، وقالت لها إنهم محققين شهرة كبيرة، وسمار بشرتهم ماكانش عائق قدام نجاحهم».
تحسّنت حالة «فريدة» قليلاً، وعادت إليها ثقتها فى نفسها، وسرعان ما انتقلت الحالة إلى الأخت الصغرى «الآية»: «من أول العام الدراسى ما بدأ وآية كل يوم تيجى تشتكى، وأنا أروح المدرسة اشتكى، مفيش فايدة. كتبت «مرفت» استغاثة على صفحة منظمة «اليونيسف» على موقع «الفيس بوك»، تطلب فيها المشورة، وسط آلاف التعليقات من آباء وأمهات يشكون من تعرض أبنائم للتنمر فى المدرسة، «الحملة القومية لحماية الأطفال من التنمر علشان يبقى لها نتيجة إيجابية لازم القائمين على الحملة من قبل وزارة التربية والتعليم ينزلوا المدارس، يوعوا الأطفال، لكن الفيديوهات التوعوية لوحدها مش كفاية»، مؤكدة أن ابنتيها موهوبتان فى الرسم الذى تخرجان فيه كل طاقاتهما السلبية المشحونة.