معادلة «ناصر» : المدرسة للترفيه.. والدروس الخصوصية «شر لا بد منه».. ونحتاج إلى دورات فى المواد العلمية
ناصر عبدالحليم معلم رياضيات للمرحلة الإعدادية فى مدرسة حكومية بكفر الشيخ
ناصر عبدالحليم، 43 سنة، معلم رياضيات للمرحلة الإعدادية فى مدرسة حكومية بكفر الشيخ، قال إن المُعلم على مدار الـ20 عاماً الماضية لم يتغير كثيراً عما كان عليه من قبل، لكن مستوى الطالب هو الذى اختلف، معظم الطلبة يعتمدون الآن على الدروس الخصوصية، وتحولت المدرسة إلى مجرد مكان يرفهون فيه عن أنفسهم.
أضاف «ناصر» لـ«الوطن» أن المعلم فى حاجة إلى دورات تدريبية مكثفة فى المواد العلمية بجانب الدورات التربوية والاطلاع بين الحين والآخر على كل ما هو جديد فى طرق التدريس حتى يتمكن من تبسيط المعلومة للطالب أثناء الشرح.
ما الفرق بين المعلم فى الوقت الحالى والماضى؟
- المُعلم لم يتغير أو يتكاسل عن أداء مهامه على مدار السنوات الماضية، لكن أموراً كثيرة تغيرت من حوله، فالمنظومة التعليمية ضغطت عليه بشكل أكبر، ولم يعد مُتاحاً له الحرية الكافية لشرح المنهج المحدد بسبب تكدس الطلاب فى الفصول، فى حين أن عدد الطلبة من 20 عاماً لم يكن يتعدى الـ40 طالباً فى الفصل، بالإضافة إلى أن الطالب نفسه لم تعد لديه الرغبة فى استقبال أى معلومة من المعلم داخل المدرسة.
لماذا زاد الاعتماد على الدروس الخصوصية بدلاً من المدرسة؟
- الدروس الخصوصية أصبحت شراً لا بد منه، لأن ولى الأمر والطالب فقدا الثقة فى شرح المعلم فى المدرسة، لذلك يبحث الطالب قبل بداية الدراسة بشهور عن معلمين فى كل المواد لحجز درس خصوصى رغم أن «المدرس الخصوصى» أحياناً هو نفسه مدرس المدرسة.
مدرس الإعدادى: الطلبة يفكرون فى «التزويغ» أكثر من الدراسة ولا يحترموننا.. و«الرياضيات زمان كانت دسمة أكتر»
وما ردك على ما يردده بعض الطلبة بأن المعلمين لا يشرحون المناهج داخل الفصول؟
- بالعكس أغلب المعلمين حريصون على حضور حصصهم، وبالنسبة لى كمُعلم اعتدت تحضير الدروس قبل الحصة وطريقة شرحها للطالب، ودائماً معى «قلم وكشكول» فى الفصل لتدوين أى ملاحظة أثناء الشرح، ثم يتم تخصيص وقت للمناقشة مع الطلبة وتلقى أى سؤال أو استفسار، لكن الأزمة أننى لا أجد أحياناً سوى 5 طلاب داخل الفصل، خصوصاً فى المرحلة الإعدادية، ورغم ذلك أؤدى مهمتى. المدرسة أصبحت بالنسبة للطلبة مجرد مكان يرفهون فيه عن أنفسهم، وبمجرد دخولهم الفصل يفكرون فى «التزويغ».
هل اختلفت المناهج الدراسية حالياً عن السنوات الماضية؟
- المناهج لم تختلف كثيراً لكن بعض المواد الدراسية كانت «دسمة» خاصة الرياضيات، فالمسائل كانت أكثر عمقاً وتحتاج إلى تركيز، أما حالياً فأغلبها سطحى وأصبح الكتاب المدرسى يعتمد على ذكر مثال واحد على كل نوع من المسائل وهذا غير كافٍ للطلبة، ولا بد من توفير نماذج أكثر واختبارات تعتمد على قياس مدى فهم الطالب للنظرية أو المسألة حتى يتمكن من حل أى اختبار بسهولة.
لماذا غابت فكرة «المعلم القدوة» للطالب فى السنوات الأخيرة؟
- لم يغب بشكل تام، فما زال فى بعض المدارس إخصائيون اجتماعيون ومعلمون يستمعون إلى مشاكل طلابهم ويسعون إلى حلها، لكن ليس بالصورة التى كانوا عليها من قبل، لأن الطالب لم يعد منتظماً فى الذهاب إلى المدرسة، لذا افتقدنا الارتباط بين الطالب وأستاذه، والذى كان يستمر حتى بعد تخرجه، وتحولت العلاقة بينهما إلى «مصلحة»، تنتهى بانتهاء العام الدراسى.
ما الذى يحتاجه المعلم فى الفترة الحالية من وزراة التربية والتعليم؟
- عقد الدورات التدريبية فى المواد العلمية وعدم الاكتفاء بالدورات التربوية حتى يتمكن من الاطلاع على كل ما هو جديد فيها، وتخفيض كثافة الطلاب فى الفصول خصوصاً فى الصفين الأول والثانى الإعداديين، ونتمنى من الوزارة زيادة رواتب المعلمين لأن مهنة التدريس لا تقل أهمية عن أى مهنة أخرى، فهى مهنة مرهقة.