"المعلم القدوة".. مدير مدرسة يصنع البهجة على وجوه الطلاب
مدير مدرسة الفاروق عمر يحمل ألواح الصيانة على ظهره
منذ سنوات عديدة، اعتاد سيد سعيد مدير مدرسة الفاروق عمر، على صنع البهجة للطلاب، الذين أطلقوا عليه "المعلم قدوة"، ومع بداية الموسم الدراسي يبدأ هو بدوره في حمل التخت والأبواب على ظهره، يثم يقوم بتغليف الكتب بالسلوفان للطلاب وافتتاح العام الدراسي بتحية العلم بحضور أولياء الأمور.
صاحب تجربة فريدة، في التعليم الإعدادي، وأصبح حلم أولياء الأمور في التحاق أبناءهم بمدرسة الفاروق عمر الإعدادية بالإسماعيلية، هو الحلم الأكبر، حيث بدأ بالتدافع على المدرسة بشكل كبير، والسبب سمعتها الدراسية، وحزم مديرها، وأخلاقه، والميزة الجمالية التي يمنحها للمدرسة كل عام.
يبدأ الاستعداد لبدء العام الدراسي من كل عام، لايبحث سيد سعيد مدير المدرسة عن عمال للنظافة، ولا نجار لإعادة صياغة التخت الدراسية، ويبدأ بنفسه مستخدما ذراعه، وظهره، ودماغه، في حمل التخت والألواح الخشبية، يدهن الحوائط والأحواش والأرصفة، يدخل إلي دورات المياه، يباشر أعمال الصيانة، يختار الريومات بمعرفة مدرسي مادة الرسم والموسيقى معًا، لفعل تناغم عقلي وروحي يبهج الطلاب ويصب في مصلحتهم.
بهذه الطريقة، استطاع المعلم القدوة، سيد سعيد مدير مدرسة الفاروق عمر الإعدادية، أن يحول فريق التدريس داخل المدرسة، وكذلك الإداريين، والعمال إلى خلية عمل متكاملة، فريق من العمال، يقومون لتنظيف المدرسة وصيانتها، وإعادة تأهيلها كل عام من جديد، لم يقف الأمر عند ذلك فقط، بل شارك أيضا الطلاب مديرهم أعمال التجميل والتطوير، وانضم عدد من الأهالي إلى كتيبة العمل بعد أن أبهرهم الأداء وسمو التجربة.
كل ما يشغل مدير المدرسة، هو إرضاء الطالب وجذبه إلي التحصيل الدراسي بإستحضار المعنويات، والوعي، وحب الحضور إلي المدرسة، والحفاظ عليها.
ويقول مدير المدرسة، أردت أن أحول هذه المدرسة الحكومية إلى خاصة في كل شىء، فكنت قبل أن أتولى العمل بالمدرسة هنا، كنت أعمل بمدرية المنار الخاصة للغات، وتشتهر المدرية بالجمال والنظافة، والألوان الزاهية، استلمت المدرسة شأنها شأن الكثير من المدارس الحكومية، وكان القرار، أبدأ بنفسي، وسيتحول كل شىء إلى ما أريد، بدأت أيادي المدرسين تمتد معي والمدرسات والإداريين، والعمال وبدأت التجربة تخرج إلي النور، ومع توالى الأعوام تتوالى الانجازات، ويقودها كتيبة الطلاب بتفوقهم الدراسي، ليكلل هذا المجهود بنجاحهم وتفوفهم.
وتابع: لم يتبقى سوى ضحكة حلوة في وجوه الطلاب نستقبلهم بها، فكان تغلييف الكتاب الدراسي بالألوان المبهجة والسلوفان وخاصة لطلاب الصف الأول الإعدادي المستجدين من الطلاب على المدرسة.
وشهد طابور الصباح، لفيف من أولياء الأمور الذين حضروا لمشاهدة تحية العلم وتأديتها مع جموع الطلاب والمدرسين، وهو المشهد الذي يحرص عليه المدير لتوثيق معاني الوطنية، ودعم الانتماء داخل الأسرة المصرية، ليختتم مدير المدرسة وصاحب التجربة الفريدة، الأب هو القوة الدافعة تجاه النجاح، وألام مدرسة، والمعلم قدوة، وأريد أن أقدم واجبي على أكمل وجه.