قبل أسبوعين نشرت «الوطن» مقالى «لهذا لن يثور المصريون»، الذى أشرت خلاله إلى استعداد المصريين لتحمل أعباء تلك المرحلة الانتقالية بكل صعوباتها، ولا يرون يوماً واحداً من أيام الفوضى التى عمّت البلاد عقب أحداث يناير، وبعد عدة أيام نبّهنى الصديق الدكتور نبيل رشوان، الكاتب والمترجم الكبير، إلى أن المدعو محمد ناصر تناول المقال مساء اليوم نفسه عبر منصته الإرهابية «مصر النهارده»، على قناة «مكملين».
طبعاً المقال لم يعجب هذا الناصر، واستعرضه على الشاشة بعد أن وصفنى بالكاتب «الملزق».. بصراحة فرحت بهذا الوصف تصديقاً لقول الشاعر المتنبى (وإذا أتَتْكَ مَذَمّتى من نَاقِصٍ.. فَهىَ الشّهادَةُ لى بأنّى كامِل)، فى البداية قررت أن أرد عليه بالمنطق، وأفنّد تأويلاته الخاطئة لما كتبته، لكنى تراجعت، وقلت لنفسى حلال فيه الشتيمة، وبصيت لوشه وهو بيتكلم، ولاحظت أن اللى شافنى «ملزق» ده، عليه جوزين حواجب فشر مساحات زجاج سيارة نقل الموتى، وناقص بس يكتب على قورته «تحت الطلب».
بمراجعة أرشيف المذيع الإخوانى، اكتشفت أن لسانه الزفر ماسابش حد، وقال إيه دخلنى مع اللى بيشتمهم ويطنشوه ترفّعاً أو تأدّباً، لكن الواضح إنه مايعرفنيش ولا سمع عنى.
شوف يا واد يا سيس يا خرسيس انت -آه مش قاعد فى تركيا- أنا اللى يشتمنى ألعنه.. ماعنديش مشكلة.. ليه بقى؟ أقول لك، لأن الصنف اللى من عينتك تسكت له يطمع فيك.
مش عاجبك تأييدنا للسيسى.. شايف ده ماينفعش علشان لبّس رجالتكم الطرحة والنقاب، إنما نقف مع الجماعة الإرهابية ماشى!، نساند أعنف فصيل سياسى شافته مصر فى تاريخها تلوثت يد أعضائه الإرهابيين بدماء المصريين.. إيه المانع!
المهم وقبل ما القلم يسبقنى فى الكتابة، أقول للإرهابى محمد ناصر اللى سبق له التحريض على الهواء مباشرة على قتل ضباط وجنود الجيش والشرطة وأسرهم كمان، إوعى تكون فاكر أن اللى بتعمله ده اسمه نضال، والّا مخك الزنخ يصور لك أن «أردوغان» هيحميك، ده يبيعك انت وعشيرتك فى ثانية لو اتغيرت حساباته، أنتم بالنسبة له طواشية - اسأل عن معناها بالتركى - وأقول لك جرب كده لو كنت راجل تشاور لأردوغان أن لون كرافتته مش لايق على رباط الجزمة، والله يعلقك من رجليك زى الدبيحة.
بصراحة مش عارف البجاحة دى جايبها منين، ده انت واللى زيك عايشين على قفا شوية عيال مضحوك عليهم بحجة الجهاد، وزواج النكاح، صحيح اللى اختشوا ماتوا.
عجبنى «الطواشى» محمد ناصر، وهو بيسأل فى أول الحلقة، مين اللى خلى كلمة «طظ» يعنى الملح بالتركى شتيمة فى مصر؟.. لأ يا واد ماعرفتكش كده، وسواء كنت عبيط أو بتستعبط أفكرك، كان فيه واحد اسمه مهدى عاكف، وكان بيشتغل مرشد للجماعة الإرهابية، هو اللى دخل الكلمة دى ضمن مفردات الحوار السياسى فى مصر، ومش هاتكلم عنه أكتر من كده لأنه فى ذمة الله.
شوف يا ناصر عايز أفهمك -رغم شكى فى قدرتك على الفهم- أنتم لا تواجهون السيسى والنظام الحاكم فى مصر، مشكلتكم مع الشعب المصرى كله، اللى كرهكم -وما زال وسيظل- وقام عليكم فى ثورة 30 يونيو، وأسقطكم بعد سنة واحدة من وصولكم للحكم.
فى النهاية، أحذرك، لو عدتم عدنا، ولو طولت لسانك مرة تانية، «الملزق»، اللى هو أنا، مش هيسيبك.