«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. أستاذ الجامعة (3)
الطلبة ضحايا ضعف أستاذ الجامعة
أكد عدد من الأكاديميين أن مصر تعانى قصوراً فى إعداد الأستاذ الجامعى منذ سنوات، وأبرز جوانب القصور ضعف مستوى الخريج المصرى بالمقارنة مع نظيره من دول أخرى، نتيجة ضعف أداء الأستاذ الجامعى، مطالبين بوجود عدد من الخطط التأهيلية والتدريبية للأساتذة، بداية من تعيينهم وتكليفهم بالجامعات، بما أنهم القادة للطلاب داخل منارات الجامعات. وقال الدكتور محمد حسن القناوى، أستاذ طب وجراحة الفم والأسنان بجامعة المنصورة، إن الأستاذ الجامعى أولى مراحل تقدم الأمم وتطورها من خلال أفكاره وإبداعاته التى يفيد بها مجتمعه أثناء دراسته وتكليفه بمهام الدراسة، مؤكداً أن الأستاذ الجامعى هو المصنع الحقيقى لتطوير العقلية لما له من سلطات وأفكار يغرسها فى طلابه وتلامذته، وأضاف «القناوى» لـ«الوطن»، أنه يجب خضوع الأستاذ الجامعى بداية من تكليفه بمنصب المعيد، لعدد من البرامج التأهيلية لتنمية قدراته، على أن تكون الدورات جزءاً من الدراسة الخاصة به، وأن تكون شرطاً من شروط الالتحاق والاستمرارية فى العمل الجامعى، وأضاف أن هناك شرطاً آخر يجب أن تكون هناك آلية لتفعيله، وهو أن يكون المعيد مجيداً لإحدى اللغتين الأجنبيتين «الإنجليزية أو الفرنسية»، مؤكداً أن اللغة عامل أساسى فى التأهيل والتدريب الجيد، ولفت إلى أن معظم أعضاء هيئة التدريس من صغار السن لا يجيدون الإلمام باللغة الإنجليزية، وكذلك التعامل مع الوسائل الحديثة كالحاسب الآلى والداتا شو وغيره، وطالب القناوى بأن تكون هناك فرصة للتدريب بإحدى الجامعات الدولية بالخارج مشهود لها بالكفاءة مدة لا تقل عن 5 أشهر بعد حصول أستاذ الجامعة على الدكتوراه، أو انتداب خبراء من تلك الجامعات لإعداد دورات تأهيلية لهم بديلاً عن السفر، مشيراً إلى أن ضعف مستوى الخريج المصرى أبرز عيوب وقصور الأستاذ الجامعى فى مصر.
«أبوالمجد»: يجب إعادة النظر فى نظام الترقيات بالجامعات.. و«فؤاد»: نعمل على تجاوز القصور وتيسير جميع الطرق للبحث العلمى
من جانبه، قال الدكتور جمال الدين أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا السابق، إن الأستاذ الجامعى نواة التقدم لأى دولة، بما أنه العنصر الأساسى فى تكوين وتركيب الطلاب الذين يصبحون فيما بعد قادة المستقبل لأى أمة، وأضاف «أبوالمجد» لـ«الوطن»، أنه «لإعداد أستاذ جامعى ذى كفاءة عالية، يجب وضع خطة شاملة لتأهيله وتدريبه والنظر إليه، بداية من مرحلة التحاقه بالجامعة وهو طالب وحتى تخرجه وتكليفه بمنصب المعيد»، مشيراً إلى أن التعليم الجامعى أساسه أولاً تأهيل الأستاذ الجامعى لما له من دور فى تربية النشء، موضحاً أن طرق التأهيل تبدأ بتدريب وتأهيل الكوادر من خلال التفكير السليم وكذلك طرق الاستفادة من البحث العلمى جيداً، بالإضافة إلى تدريبه على كيفية الإبداع وتوصيف المعلومة جيداً التى تهدف لخدمة المجتمع، مستطرداً: «عندما يتفوق على دفعته يكون متوفقاً بجدارة وبإبداعه الذى تم تأهيله عليه»، وتابع رئيس جامعة المنيا السابق أن التأهيل من فترة التعيين عن طريق معرفة القدرات المتاحة لديه والعمل على تنميتها فى فترة صغيرة، بحيث يصبح كفؤاً وعلى دراية فيما بعد بتحمل المسئولية، مؤكداً أن مصر لديها عجز شديد فى تأهيل الأستاذ الجامعى، وأنه غير مدرب أو مؤهل عالمياً كنظيره بالدول الأخرى، وتابع أن الجامعات فى أمس الحاجة حالياً لتغيير نظام الترقيات، من مدرس لأستاذ مساعد، ومن أستاذ مساعد لأستاذ، وذلك حتى نتيح الفرصة لتكوين مدارس علمية حقيقية تعتمد على الكفاءة للتقدم، مؤكداً أنه إذا تتبعنا وقمنا بتغيير هذه القواعد سنستطيع إعداد أستاذ جامعى قادر على التغيير والبحث العلمى وأن يكون لديه قدرة على حل المشاكل، كل حسب تخصصه.
من جانبها، قالت الدكتورة منى فؤاد، نائب رئيس جامعة حلوان، لشئون الدراسات العليا والبحث العلمى، إن للأستاذ الجامعى دورين داخل المؤسسة الجامعية، أولاً دوره كأستاذ لجميع الطلاب، والدور الثانى كباحث علمى، مؤكدة أن طرق إعداده وتأهيله كثيرة تساعد بعد ذلك على إخراج نشء سوى قادر على مواجهة التحديات، وأضافت فؤاد، لـ«الوطن»، أن الجامعة تعمل على إعداد الأستاذ بداية من تخرجه كمعيد، عن طريق تيسير جميع الطرق لعمل البحث العلمى، وكذلك منحه فرصاً لأخذ مكافأة للنشر الدولى، وكذلك التشجيع على السفر فى المؤتمرات، كذلك تكوين عدد من الفرق والمراكز البحثية لهم، بالإضافة إلى عمل العديد من الدورات عن كيفية التعامل مع بنك المعرفة المصرى، وكذلك التعامل مع قواعد البيانات والنشر الدولى، وتابعت نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الدراسات العليا، أن هناك قصوراً فى إعداد الأستاذ الجامعى كى يكون كما هو مرغوب فيه، مضيفة أن هناك عدداً من الخطط تعتمد على التأهيل والتدريب لهم من خلال عدد من الهيئات المصرية والأجنبية بدأت الجامعة فى تنفيذها منذ فترة، مؤكدة أنه إذا نجحت الجامعات فى إعداد أستاذ جامعى ذى كفاءة ستنجح فى حل جميع مشاكل المجتمع المصرى.
«خليل»: القانون الجامعى خالٍ من بنود التدريب والتأهيل.. والعملية ماشية بالبركة وهناك أساتذة خارجون على النص وكل يوم مشاكل
وقال الدكتور سعيد خليل، عميد كلية التربية جامعة عين شمس، إن تأهيل أستاذ الجامعة بمثابة عملية ديناميكية ترتبط بعدة عوامل، وأضاف: «مش أى طالب يتفوق بدرجاته التراكمية خلال سنوات دراسته ويصبح معيداً فى المستقبل يكون أستاذاً جامعياً ذا كفاءة عالية»، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون هناك برنامج تأهيلى فى البداية قبل تعيين المعيدين، يعتمد على تأهيله نفسياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً ولغوياً. وأوضح خليل، لـ«الوطن»، أن الدورات التى يجب أن تعطى للأساتذة لا بد أن تشتمل على دورات إعداد مهنى أولاً، بمعنى أن يعرف طبيعة المهنة الخاصة به، ثانياً إعداده لمعرفة الناحية القانونية والفنية بالجامعة، خاصة أن العديد من أعضاء هيئة التدريس لا يكونون على علم أو دراية بالقوانين ولا اللوائح، والثالثة، يجب أن يتم تدريبه على فن القيادة الجيد بما أنه قائد لمجموعته من الطلاب، بخلاف أخلاقيات المهنة التى يجب أن يتم إعطاؤها له قبل تعيينه، وأكد عميد تربية عين شمس، أن مصر تعانى قصوراً فى إعداد الأستاذ الجامعى، مستطرداً: «العملية ماشية بالبركة فى التأهيل والتدريب والتعيين، بدليل أن هناك أساتذة خارجة عن النص وعن سياق الأستاذ الجامعى وكل يوم مشاكل»، وتابع أن الأستاذ الجامعى هو القدوة والقيادة والحكمة التى يستقيها الطلاب أثناء وجودهم بالجامعات على مر سنوات الدراسة، مطالباً الجميع بإعادة النظر مرة أخرى فى عدد من المواد بقانون تنظيم الجامعات التى تؤهل الأستاذ الجامعى وكذلك الطلاب، خاصة أن هناك بنوداً خاصة بالتدريب والتأهيل يفتقدها القانون.