رسائل إلى الله على كشك «سعاد»: «ظلمونى الناس.. ظلمونى»
«سعاد» تكتب رسائل إلى الله على الكشك الخاص بها
شعورها بالظلم الشديد جعل القلم هو صديقها فى وقت الشدة، تسطر به معاناتها على سطح الكشك الذى تستأجره فى منطقة إمبابة، تكتب سعاد حسين يومياً ما تتعرض له من ظلم فى الدنيا، تحكى بالقلم عن قسوة البشر، تطلب من الله عبر الرسائل التى تكتبها أن يحميها من الناس حتى أقربهم لها، رسمت مسجداً وكتبت على قبته «الله أكبر على كل ظالم»، وكتبت أيضاً «مفيش حد أحن عليّا من ربنا، الناس مش ناس»، كما كتبت: «سأوكل أمرى لرب الفلق لأرتاح من شر ما خلق».
كانت حياة «سعاد» شبه مستقرة حتى توفى والدها: «من بعد ما مات اتشردت أنا واخواتى، مالقناش حد يسأل عنا، ووالدتى ماتت بعده، وستى أم أمى الغلبانة هى اللى ربتنى معاها فى الأوضة وظروفها كانت صعبة وكنا بنواجه الدنيا لوحدينا»، بعد وفاة الجدة منذ 4 سنوات لم يعد أحد يسأل عنها أو يهتم بها، عندما بلغت الـ16 عاماً، حدث ما تصفه بالظلم الأكبر فى حياتها، تزوجت رغماً عنها: «اتجوزت فى شقة أمه، كنت صغيرة جداً ومش فاهمة حاجة».
كان زوجها يسىء معاملتها، يضربها، يصيبها فى أجزاء مختلفة من جسدها: «كان بيعورنى مش بيضربنى واخواتى كانوا على قدهم كل واحد مشغول بعياله وحاله».
تنازلت «سعاد» عن كامل حقوقها مقابل الطلاق، جعلته يكتب تعهداً بعدم التعرض لابنيه واقتصرت حياتها على تربية الطفلين والشكوى لله عبر الرسائل التى تسطرها على الكشك ومنها: «مهما تكبر الله أكبر»، «يا رب ابعد عنى ولاد الحرام»، «الناس بقت هدوم غالية وشخصيات رخيصة».
الظلم الذى تعرضت له «سعاد» سواء من زوجها أو من مالك العقار الذى تسكنه أو من التجار الذين تتعامل معهم جعلها تفقد الثقة فى الناس: «ساعات أفضل أزعق وأقول يا رب أعمل إيه، الناس تفتكرنى مجنونة وبكلم نفسى، لكن أنا بكلم ربنا اللى أحن عليا من أى حد».