عمرو عرفة: «أهل الكهف» حلم حياتى.. وسيناريو أيمن بهجت قمر أبهرنى
عمرو عرفة
«حلم حياتى»، وصف عبر به المخرج عمرو عرفة عن مشروعه السينمائى المقبل «أهل الكهف»، المأخوذ عن مسرحية للكاتب الراحل توفيق الحكيم، التى يعود تاريخ نشرها إلى عام 1933، والفيلم سيناريو الكاتب أيمن بهجت قمر، إنتاج شركة «تالنت ميديا» للمنتج وليد منصور، ويشارك فى بطولة العمل مجموعة من أبرز الفنانين: أحمد عز، منى زكى، أمير كرارة، شريف منير ومصطفى خاطر.
إعادة قراءة المسرحية مرة أخرى كانت بمثابة حافز للمخرج عمرو عرفة: «قرأتها للمرة الأولى فى مكتبة والدى منذ ما يقرب من 20 عاماً، لكن إعادة قراءتى لها منذ 9 أشهر تقريباً، أحيت فكرة تقديمها فى ذهنى، ووقتها كتب السيناريست أيمن بهجت قمر معالجة للنص بناء على القصة أبهرتنى، وكانت تلك نقطة الانطلاق فى العمل على الفيلم، واشترينا حقوق تحويل المسرحية من ورثة الكاتب الراحل توفيق الحكيم، وحالياً يعمل أيمن بهجت على كتابة السيناريو والحوار».
وتحدث «عرفة»، لـ«الوطن»، عن التعاون مع أيمن بهجت قمر للمرة الخامسة: «هناك توافق وكيميا بيننا، إضافة إلى التجديد الدائم، فليس هناك عمل جمعنا يشبه الآخر، وطوال الوقت نريد تقديم مشاريع كبيرة ومهمة، لذلك هناك حالة من التلاقى تجمعنا».
وبشأن العصر الذى تدور فيه الأحداث، قال: «نقدم القصة فى زمن حدوثها نفسه ولن نقدمها بشكل معاصر، خاصة أن تلك الأجواء لم تقدم من قبل فى السينما المصرية، وهى الفترة من 300 إلى 680 ميلادية، وهناك فريق كبير يبحث فى المصادر والمراجع التاريخية الخاصة بتلك الفترة، إضافة إلى الاستعانة بمرجع كنسى يؤرخ ما حدث منذ السنة الميلادية الأولى حتى اليوم، لكن فى النهاية نحن نقدم قصة توفيق الحكيم، إذ تضم فرضيات ليست موجودة فى التاريخ، وهى من الأشياء التى حببتنى فى العمل، فنحن نتعامل مع نص أدبى وليس قصة دينية بحتة».
الشيخ على جمعة قال لى «مفيش مشكلة».. واستعنت بفريق كبير ومرجع كنسى للبحث فى التاريخ.. و«حلاوة السينما» فى تحويل الخيال إلى صورة مرئية
وعن موقف الأزهر، قال «عرفة»: «لا توجد مشكلات مع الأزهر فى تقديم القصة، ووجدت مقالاً منشوراً عام 1933 كتبه مصطفى عبدالرازق، شيخ الأزهر آنذاك، مدح فيه مسرحية (أهل الكهف) والكاتب الشاب توفيق الحكيم، كما وصفه، وتنبأ له بمستقبل باهر»، وكشف عن تحدثه مع الشيخ على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحاً: «قال لى إنه لا توجد مشكلة فى تقديمها حيث تعتبر دراما». وذكر المخرج أن المنتج وليد منصور تحمس للفيلم رغم كونه تجربة إنتاجية ضخمة، لأنه عاشق للسينما وهذا سبب كافٍ، مضيفاً: «أتفهم أن أى منتج سوف يحسب حساب الإقدام على هذه التجربة، وبالطبع ستكون هناك حالة من القلق، كونه مشروعاً كبيراً يحتاج لفترة طويلة من العمل قد تصل إلى عام كامل». وعن سبب اختيار مسرحية «أهل الكهف» لتحويلها إلى فيلم، أوضح «عرفة»: «هذه المرة الأولى التى أقدم فيها فيلماً مأخوذاً عن نص أدبى، ورغم صعوبة تحويل الخيال إلى صورة مرئية لكن هنا تكمن حلاوة السينما، وما شجعنى وجود تشابه بين أحداث النص وما يحدث الآن، ورغم مرور الوقت وتغير الأزمان فإن العنف لا يزال موجوداً، والعيب دائماً فى البشر، والتاريخ يعيد نفسه طوال الوقت»، مستطرداً: «يضم النص أبعاداً فلسفية عميقة من الجيد تقديمها فى فيلم سينمائى».
وأضاف: «دائماً أنجذب إلى التحديات والتجارب الصعبة، منذ بدايتى فى فيلم (أفريكانو)، بالنسبة لى تلك الصعوبات هى التى تصنع التميز»، معتبراً أن تحويل عمل أدبى ناجح إلى فيلم مؤشر قوى على نجاحه، لذلك طوال الوقت تعتبر توليفة محببة للمخرجين والمنتجين.
وذكر: «فى فترة ماضية قلّ اعتماد المنتجين والمخرجين على الأعمال الأدبية بسبب أزمة السينما، إذ كانت هناك مشكلة فيما يتعلق بشراء حقوق القصص، وكان الأوفر الاعتماد على سيناريوهات، لكن عندما وقفت السينما على قدميها مرة أخرى عاد الاعتماد على النصوص الأدبية مرة أخرى».
«أهل الكهف» مأخوذ عن مسرحية للكاتب الراحل توفيق الحكيم، ولاقت شهرة واسعة رغم أنها من أوائل أعماله، إذ ترجمت إلى عدد من اللغات من بينها الإنجليزية والفرنسية، وتدور الأحداث، التى لها مرجع فى الإسلام والمسيحية، عن 3 أشخاص يبعثون للحياة بعد سبات عميق استغرق ما يقرب من 3 قرون داخل كهف، ليجدوا أنفسهم فى زمن غير الزمن الذى عاشوا فيه.