لم تقتصر مشاكل الكولديرات التى يتم وضعها فى الشوارع كصدقة، على سرقة الحنفيات والأكواب وسرعة تلفها بسبب كثرة الاستخدام، بل وصل الأمر إلى سوء استعمالها لدرجة تحويلها من منفذ لشرب المياه النظيفة المثلجة إلى حوض لغسيل الخضراوات والفاكهة والأطباق والأيدى، وهذا ما دفع أحمد جمال، الذى يعمل فى محل لبيع مستلزمات وأجهزة إطفاء الحريق، لأن يكتب على الكولدير الذى وضعه أمام محله فى حارة الكبارة شارع الجمهورية بالأزبكية، عبارة «ممنوع غسيل اليدين والأطباق والكوبايات داخل الكولدير منعاً للإحراج».
قرر «جمال» كتابة هذه العبارة بعد تاريخ طويل من المعاناة مع مستخدمى الكولديرات تجاوز 11 عاماً، ويروى أنه فى البداية اشترى اثنين، وسرعان ما تم تلفا، فاشترى الثالث، لكنه من سوء الاستعمال أصبح لا يقوم بتبريد المياه، أما الرابع ففوجئ بتحوله إلى حوض، لخدمة متطلبات المارة وأصحاب المحال المجاورة له، لذلك لجأ إلى كتابة هذا التحذير لتنبيه مستخدميه: «الناس بتغسل فيه الخضار والفاكهة والأطباق وإيديهم ووشهم، وده بيسد الماسورة والشارع بيغرق فى الميه، والناس بتضايق وتقول لى شيله، بس أنا سايبه علشان حاجة ثواب لربنا»، مؤكداً نيته فى عدم التخلى عن الكولدير، رغم مطالبات الباعة المجاورين له بإلحاح تجنّبا للمشاكل التى يسببها.
كتابة العبارة التحذيرية لم تحل مشاكل الكولدير بشكل نهائى، لكنها أسهمت فى تقليل استخدامه بشكل سيئ، ويواصل «جمال» متابعته للجهاز ومراقبته له من داخل محله حتى لا يتلف كسابقيه.
تعليقات الفيسبوك