تجارة تتجاوز 100 مليار دولار حول العالم ونصيب «أم الدنيا» منها «صفر»
معارض الحرف التراثية أبرز طرق الدعاية والتسويق
100 مليار دولار حجم اقتصاد الحرف التراثية حول العالم، وعلى الرغم من أن مصر زاخرة بفنونها اليدوية وتراثها المحفوظ والمتنوع عبر آلاف السنين، فإن نصيبها من هذا الاقتصاد الضخم يكاد يكون صفراً مقارنة بهذا الرقم، لذلك كانت المبادرة الشاملة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتوفير 200 مليار جنيه، وإعطاء قروض ميسرة للشباب بفائدة لا تتجاوز 5% لتوفير فرص عمل ولدعم اقتصاد البلاد مما يحقق الاستفادة من الخامات المحلية، خاصة المتوافرة فى المناطق الريفية، وإمكانية إيجاد فرص عمل أكبر عن طريق تخصيص موارد أقل، مقارنة بمتطلبات الصناعات الأخرى، وقابليتها لاستيعاب وتشغيل أعداد كبيرة من القوى العاملة، بمؤهلات تعليمية منخفضة، وبالإضافة لما سبق، فقد تم إنشاء غرفة صناعة الحرف اليدوية بمقتضى القرار الوزارى رقم 964 لسنة 2015، والقرار الوزارى رقم 59 لسنة 2016. وفى سبتمبر 2016 تم إجراء أول انتخابات لمجلس إدارة الغرفة بالاقتراع الحر المباشر، ثم صدر القرار الجمهورى بالقانون رقم 2 لسنة 2017 الذى جعل الغرفة هيئة حكومية لها شخصيتها الاعتبارية كونها إحدى المؤسسات العامة التى تدعم صناعة الحرف اليدوية بالحفاظ على التراث المصرى الحضارى، من حرف تقليدية، وذلك من خلال دعم وتطوير الصناعات الحرفية المصرية، ودعم ورعاية المبدعين الحرفيين فى كافة القطاعات الحرفية من خلال توفير بيئة صحية صالحة للعمل، وتذليل كل العقبات والمشاكل التى تواجههم بالتعاون مع كل الجهات والهيئات، حكومية كانت أو خاصة.
مؤسس منصة «يدوية»: لا يوجد لدى الحكومة قاعدة بيانات عن الصناعات «الهاند ميد» وأوشكت على الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع
وكانت البداية مع «يدوية»، وهى منصة إلكترونية تساعد على المحافظة على الحرف اليدوية المصرية، فى الزمان والمكان اللذين يفتقر فيهما الحرفيون المهرة لفرص التسويق المستقرة والدخل الثابت، وقد أسسها أسامة غزالى عام 2013، لينطلق منها إلى تأسيس أطلس لخرائط الحرف اليدوية فى مصر.
خرج أسامة غزالى من مسقط رأسه بمحافظة قنا، ليتجول فى محافظات مصر مُستكشِفاً أصحاب الحرف اليدوية، للبحث عن حرف انقرضت، وأخرى أوشكت على الانقراض، وحرف يحاول أصحابها الحفاظ عليها كسبيل للعيش فقط، ليجد أنهم فى حاجة إلى تقديم الدعم الترويجى ومساعدتهم حتى تستمر الحرفة أو الفن، كما يفضل غزالى تسميته، ويسعى إلى تغيير الصورة الذهنية عنهم من كونهم مجرد حرفيين إلى مبدعين.
يقول «غزالى»: «للأسف لا يوجد لدى الحكومة قاعدة بيانات عن الحرف، لذا بدأت المشروع مرتكزاً على عدة مراحل، وأوشكت على الانتهاء من المرحلة الأولى منها، التى هدفت إلى تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الحرف القائمة والمنقرضة والحرفيين، ووضع خرائط تفصيلية نتقدم بها للحكومة كى تتخذ قراراً سليماً قائماً على توثيق دقيق يمكنها من تقديم الدعم، والشراكات التى تحمل على عاتقها مهمة دعم الحرف وأصحابها مثل بنك الإسكندرية، الذى بادر بالتواصل معى كى يطلب أن يكون راعياً لمبادرة «إبداع من مصر»، ليكون هو الممول للمعرض للسنة الثالثة على التوالى، ويتولى البنك التدريبات الحرفية والمهنية لإدارة المشروعات والخامات، وأيضاً توفير مساحات العرض، وكافة تكاليف إعاشة العارضين خلال فترة المعرض مجاناً، وتابع «غزالى» أكثر ما يحزننى أن أجد حرفيين مهرة مررت بهم أثناء رحلتى التوثيقية، هجروا حرفهم هرباً من نظرة المجتمع لهم، وحرفاً اندثرت أو فى طريقها للاندثار لعدم وجود دعم لفنانيها، ومنها التطريز النوبى على النسيج، والكليم الأسيوطى، والحلى والفضة فى واحة سيوه.