«رزق» قاطع الزواج من أجل والدته: اللى مالوش خير فى أمه
«رزق» ماسح أحذية فى ميدان رمسيس
اكتفى بوالدته عن أى علاقة تجمعه بالجنس الناعم، أمه هى شريكة حياته، ظل يرعاها ويعتنى بها حتى بلغ الخمسين من عمره، فاكتشف أن قطار الزواج فاته ولم يلحق حتى بمحطته الأخيرة.. السيد رزق، ماسح أحذية، بميدان رمسيس، قاوم كل ملذات الدنيا من أجل والدته، ضحى بحلمه فى تكوين أسرة واكتفى بها أماً وزوجة وأختاً وابنة.
«اللى مالوش خير فى أمه، مالوش خير فى حد»، يقولها «رزق» بملء فمه، مؤكداً أنه كان أمام خيارين؛ إما أن ينفق على رعاية وعلاج والدته، وإما أن يتركها ويدخر ما معه من أموال لتحويش ثمن الزواج، فاختار الحياة الأولى وكرس كل جهده فى سبيل إسعاد والدته: «فلوسى اللى بتيجى ليا أنا وأمى، وماعرفتش أحوش أى قرش ينفع أتجوز به، فمابقتش أتضايق وقلت القعدة جنب ست الكل بالدنيا كلها، ولما كبرت وتعبت بقت الفلوس رايحة على علاجها».
يعيش «رزق» مع والدته فى غرفة واحدة «إيجار» بعزبة خير الله التابعة لمنطقة دار السلام، يقتسمان اللقمة والسرير ويوفران فى تكاليف المعيشة حتى تكفى أمواله القليلة فى سد احتياجاتهما الأساسية: «الأول لما كانت أمى شديدة كنت باخرجها على الكورنيش، ناكل حمص الشام وبطاطا، باعزمها على أكلة حلوة فى الشارع أو فى البيت، دلوقتى كبرت ومابقتش تقدر تخرج من البيت».
نصائح والدته له بأن يتزوج ويتركها لم تفلح فى عدوله عن قراره: «ماكنتش أقدر أعمل ده أبداً وأسيبها لوحدها وهى مالهاش غيرى»، ورغم أنه أصيب بهشاشة فى عظام ساقه اليمنى فإنه يتحمل مصاعب الحياة، ويخرج يومياً إلى العمل من أجل ضمان حياة كريمة له ولوالدته.