من وحي رماد العراق.. "أشرف" ينحت تمثال "السلام"
الشاب العراقي أشرف محمد صاحب تمثال من مخلفات حرب العراق
من رحم دمار الحرب يولد السلام، ومن تحت أنقاض المباني التي هدمتها القذائف يخرج ما يصبح رمزًا للبناء، فالرماد والمخلفات التي خلفتها حرائق القنابل في العراق، جمعه الشاب ليصنع منه تمثالًا يجعله رمزا للبناء والسلام وإعادة إعمار البلاد التي عانت من ويلات الحرب والصراعات والإرهاب.
عمل العراقي أشرف محمد، البالغ من العمر 24 عاما، والطالب بكلية الفنون الجميلة بكلية التربية الفنية جامعة الموصل، على الدعوة للسلام في بلاده وإعادة إعمارها ولكن بطريقة مختلفة من خلال الأعمال الفنية.
ويروي ابن محافظة الموصل، لـ"الوطن"، أن هذا الفن يعرف باسم فن إعادة تدوير المعادن، وجاءته الفكرة من رغبته في استغلال عشرات الأطنان التي تخرج بشكل يومي من ركام الأنقاض والحرب الذي يباع بأثمان زهيدة خارج المدينة، وإحيائها من خلال عمل فني يوصل من خلاله رسالة للعالم كله بضرورة الدعوة للسلام، وإعادة بناء الموصل.
يرمز العمل الفني إلى شخصية المهندس، وفقًا لحديث الشاب، وذلك رغبة منه في الدعوة إلى إنهاء الحرب، وبدء عمل المهندسين في إعادة بناء وإعمار العراق بعد الدمار الذي حل بها.
"قررت تسمية التمثال إسماعيل حمو"، وهو المصمم العراقي الذي كان معلما لـ"أشرف"، أثناء دراسته في معهد الفنون الجميلة، والذي يعتبره أبا روحيا له، واستشهد في إحدى العمليات الإرهابية التي تقوم بها "داعش".
استخدم الشاب العراقي نسبة كبيرة من الحديد في بناء التمثال بلغت 95% من حجم التمثال، بالإضافة إلى بعض قطع البلاستيك وأجهزة الكمبيوتر المتدمرة، وبلغ طول التمثال 250 سنتيمتر، وعرضه قرابة 105 سنتيمترات، ووزنه أكثر من 350 كيلوجراما.
شارك "أشرف"، بهذا العمل الفني في مهرجان السلام الذي أقيم في الموصل، واختير من أفضل الأعمال الفنية، "قررت اللجنة المنظمة عرض هذا التمثال في أحد الميادين الموجودة بمنطقة الجسر العتيق، بمدينة الموصل".