بالفأس لا بالرسم.. "حامد" يحفر خريطة مصر على أرض مدرسته
أحمد حامد رفقة "خريطة مصر"
بفأس وأسمنت تغنى على أرض مدرسته، ضربات متأنية تتحلى بنظرة فنية ثاقبة شقت نيلاً صغيرًا في فنائها، "مفيش أحسن من المجسم عشان يوصل المعلومة للطالب، بيحسسه أنه على أرض الواقع".
"الجغرافيا عشقي الأبدي، وعشق كثير من طلابي، وإيصال المعلومة بدراسة ميدانية أسهل وأفضل"، هكذا يحكي أحمد حامد محمد، مدرس الجغرافيا الذي تخرج في كلية الآداب جامعة جنوب الوادي عام 2003، وصدر قرار تعيينه عام 2011،
عام 1982 كان ميلاده، بقنا درس الجغرافيا وأحبها، وعلى ساحل البحر الأحمر عمل وعلّم، ولخريطة مصر في أذهان المحبين نحت كما شق الأرض بفأسه لها وبنى، "انتهيت من المشروع في 3 أسابيع، وقام المشروع على الجهود الذاتية فقط، وزارت المدرسة وفود جامعية من جامعات المنوفية والقاهرة ودمياط وأسيوط وقناة السويس".
كف "حامد" جعل من خريطة مصر أيقونة في أذهان من رآها، فاستحق بها زيارة مشرفي تقييم المشروعات البيئية بوزارة التربية والتعليم، "حصل المشروع على أفضل مشروع بيئي على مستوى محافظة البحر الأحمر، والمركز الثاني على الجمهورية".
فخر في صوته وكلماته وشعور بالعزة رافقه في حكايته، "بنظم رحلات للمحميات الطبيعية عشان أشرح للأولاد على الطبيعة".
"بعامل الطلاب معاملة الأخ الكبير"، بميكريفون يقف "حامد" بين طلابه يتحرك على مجسمه من الإسكندرية لأسوان بخفة راقصي الباليه، يعطيهم من المنهل الذي نهل منه والذي نبت من ترابه وعاش عليه، يغرس في طلاب ثانوية مرسى علم الأمل والمحبة والفخر بمصرهم، ويغرس فينا العزة بأرضنا وترابها.