"أنا أقوى من الشلل الرباعي".. محمد يتحدى البحر الذي كسر عموده الفقري
صورة محمد أثناء سباحته في البحر
ذكريات مؤلمة تراكمت داخل ذهن الشاب محمد رمضان، تجاه شواطيء مدينة بور سعيد، التي شهد أحدها سقوطه على منطقة ضحلة من المياه تسببت في إصابته بشلل رباعي، غير متوقع تغلبه على هذه التخوفات، التي دامت أكثر من 5 أعوام بعودته العوم في البحر مرة أخرى لكن بمساعدة شقيقه وارتداء عوامه أطفال.
ذات يوم ذهب فيه الشاب صاحب الـ31 عاما، إلى نزهة في إحدى الكازينوهات، التي تقع على إحدى الشواطئ الساحلية، المعتاد زيارتها والتنزه فيها برفقة خطيبته، مجذوبا بجمال مشهد البحر، الذي دفعه إلى التسلق بمكان مرتفع والقفز من أعلاه "وقعت على رأسي عشان المنطقة اللي نزلت فيها مكنش فيها عمق، أصبت بكسر في الفقرات وقطع في الحبل الشوكي أدى إلى شلل رباعي ومن ساعتها مقربتش من البحر غير في الفترة اللي قررت انزل أعوم فيها".
حياة مغلقة فرضت على رمضان، الذي كان يعمل صنايعي "المونتال"، وعلى وشك الزواج، بعد تعرضه للحادث تقتصر فيها خروجاته من المنزل سوى للذهاب إلى الأطباء أو لإجراء عمليات جراحية، "فضلت قاعد في البيت أكتر من سنتين كنت لسه بتفهم الوضع اللي حصلي، لكن حسيت بفرحة كبيرة بعد ما نزلت المية تاني وهي بتحرك جسمي لوحدها واللي مكنتش بفارقها قبل الحادثة وبخطط الفترة اللي جاية اتجرئ وانزل في نفس الشط اللي وقعت عليه".
أنشطة كثيرة ومواهب اكتشفها محمد، بدأ يمارسها رغم صعوبة تحركه، الذي تحداه باستخدامه لسانه في الكتابة على هاتفه المحمول، محاولا من خلالها كتابة رواية بشكل كامل، "بدأت ارجع لحياتي تاني واتكيف مع الوضع بقيت بقرأ كتب وبجاوب أحسن من لغتي العربية عشان أقدر اكتب الرواية بتاعتي، دا غير إني قدرت تاني أروح البحر من غير ما أخاف ونفسي يبقى فيه أماكن في الشواطئ تساعد ذوي الاحتياجات عشان يقدروا يعوموا هم كمان".