بالفيديو| «نعناعية الغربية»: ترعة أغرقت الأهالى فى دوامة «السرطان».. ومواطنون: «بتقتلنا»
"نعناعية الغربية".. ترعة أغرقت الأهالي في دوامة السرطان
«الرائحة الكريهة بتقتلنا»، هكذا وصف المزارعون وسكان القرى المطلة على ترعة النعناعية، إحدى ترع مركز كفرالزيات، بمحافظة الغربية، معاناتهم بسبب تجاهل المسئولين وعدم تطهير الترعة من المخلفات والحيوانات النافقة، وقال صابر عبدالمعطى، مزارع من قرية دلبشان، إن الترعة يطل عليها نحو 50 قرية وعزبة كونها تبدأ من مركز أشمون بالمنوفية وتنتهى عند مصرف تلا بالغربية، ويصب فيها الصرف الصحى لأن غالبية القرى المطلة على الترعة محرومة من مشروعات الصرف الصحى، بجانب إلقاء القمامة والحيوانات النافقة، ويسقى منها المزارعون المحاصيل الزراعية.
صاحب الـ54 عاماً، أكد أن قريته تبعد عن مدينة طنطا، نحو 50 كيلومتراً، يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة، يمتهن أهلها الزراعة، موضحاً أن والدته تعانى ربو الصدر، وعمه توفى بسبب فشل كلوى، وضيق تنفس نتيجة ذبحة صدرية، بسبب الدخان والروائح الكريهة من ترعة النعناعية.
وقال أسامة رفعت، 52 عاماً، موظف، إن ترعة النعناعية، كان مقرراً تغطيها بالكامل لكن فوجئوا فى 2015 بتوقف المشروع، وعدم استكمال التغطية، مضيفاً أن أعمال التغطية، تصادف توقفها أمام منزله، ما جعل حياة أسرته أشبه بالجحيم بسبب تراكم القمامة والمخالفات والحيوانات النافقة، بجانب قيام البعض بإلقاء مياه الصرف الصحى فيها، وقيام المسئولين كل فترة بتطهيرها وإلقاء المخلفات على جانب الطريق، والانصراف، ما يجبر الأهالى على نقلها بواسطة جرارات على نفقتهم الخاصة، قبل أن يحرقها أصحاب الأراضى كونها تعيق طريقهم، وأضاف أن والدته توفيت متأثرة بمرض صعوبة التنفس وربو الصدر بسبب تلك الرائحة. وطالب محمد المدبولى، موظف، من سكان المنطقة، بضرورة استكمال تغطية الترعة، حفاظاً على صحة الأسر والأطفال المقيمين فى المنازل المطلة عليها بشكل مباشر ويتأذون من المخلفات التى تجلبها المياه معها من القرى الأخرى، حيث إن الترعة تمر من وسط قرى تابعة لمحافظة المنوفية، وتطل على قرابة 32 قرية، منها مشلة، الملقبة إعلامياً بـ«قرية السرطان»، وأكد ضرورة تشديد الرقابة على الترعة ومنع إلقاء مياه الصرف الصحى بها حفاظاً على مياهها التى تسقى منها المحاصيل الزراعية.
مدير «رى المنوفية»: أعمال التطهير تتم بشكل مستمر.. وإلقاء الحيوانات النافقة والقمامة يقف عائقاً أمام عدم استكمالها
ويلتقط طرف الحديث، حسين الشرقاوى، ميكانيكى سيارات، من أهالى القرية، مبيناً أنه عمل فى اليونان 10 سنوات، وكانت الأطعمة والخضراوات التى يتناولها يتم استيرادها من مصر، ويضيف: «اشتغلت فى اليونان 10 سنوات وكنا نشترى من الهايبرات بسلة وجزر وغيرهما من الخضراوات المصرية، وقبل ما أرجع مصر بـ3 سنوات، اختفت المنتجات المصرية من الأسواق، ولما سألنا عن السبب عرفنا أنه عدم مطابقتها للمواصفات، لما رجعت وشُفت حال الترع عرفت ليه الفلاح بيسقى محاصيله من مياه الصرف الصحى».
وتابع قائلاً إن المزارع فى القرية يضطر لرى المحاصيل بمياه المصارف لعدم وصول المياه إلى ترعة النعناعية، بجانب أن مياه الترعة لا تختلف كثيراً عن مياه المصارف، بعد إلقاء مخلفات الصرف الصحى فيها من قبل بعض أهالى القرى التى تمر عليها الترعة. لم يختلف الأمر كثيراً فى قرية «مشلة» الشهيرة إعلامياً بقرية «السرطان» التى التقى طفل منها مصاب بالسرطان الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين عام 2015، حيث يستغيث أهالى القرية من انتشار القمامة فى ترعة القرية بصورة كبيرة، مما يؤثر على صحة المواطنين.
قال ياسر المسيرى، أحد أهالى القرية، إن القرية حظيت باهتمام كبير عقب لقاء الرئيس بنجله أحمد «طفل السرطان» أكثر من مرة، لكن سقطت القرية من حسابات المسئولين عقب ذلك، وخير مثال ترعة النعناعية التى تمد القرية والقرى المجاورة بالمياه لرى المحاصيل. مضيفاً أن الأهالى يشكون دوماً من انتشار القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة بالقرية، ولا تشهد الترعة أى تطهير لفترات تمتد عامين دون تطهير فى غياب تام من المسئولين بالمركز والمحافظة، مناشداً سرعة تطهير الترعة خاصة أن القرية دون مشروع صرف صحى، رغم أنها مُدرجة منذ 5 سنوات، ولكن لم يتم بدء المشروع دون أسباب واضحة من المسئولين.
وقال المهندس حسن خطاب، مدير عام رى المنوفية، إن «ترعة النعناعية سميت بذلك بسبب أن بدايتها قرية النعناعية فى مركز أشمون، بمحافظة المنوفية وتنتهى عند مصرف تلا بمركز كفرالزيات، محافظة الغربية، وأن الترعة بطول 79 كيلومتراً، وتطل عليها نحو 50 قرية، ويقع فى زمامها 56 ألف فدان زراعى بين محافظتى الغربية والمنوفية، وإن أعمال التطهير فى الترعة تتم بشكل مستمر، ودائماً ما تكون المشاكل فى إلقاء القمامة وروث المواشى والحيوانات النافقة، وسلوك المواطنين يقف عائقاً أمام تطهير الترعة». وقال مصدر مسئول بمديرية الرى والموارد المائية بالغربية، إن أعمال تطهير الترع والمصارف تتم بشكل دورى وتوجد خطة لدى المديرية تعمل من خلالها على تطهير جميع ترع المحافظة، مناشداً المواطنين المحافظة على الترع وعدم إلقاء المخلفات والقمامة فيها كونها هى شريان مصر فى رى المحاصيل الزراعية، مضيفاً أن هناك توجيهات من اللواء مهندس هشام السعيد محافظ الغربية، بانتهاء تطهير الترع والمصارف على مستوى المحافظة، ونقل نواتج التطهير يتم أولاً بأول وفقاً للمخطط الذى تم وضعه ومراجعة كفاءة محطات رفع الصرف الزراعى.