معمرة الأقصر تتمتع بذاكرة فولاذية.. والأهالى: «مصلحة أحوال مدنية»
فاطمة
جلست على أحد الأحجار فى منزل متهالك، فتحت يديها لاستقبال المياه من صنبور أمامها لكى تتوضأ استعداداً للصلاة، فقد أوشك العصر على الأذان، وبعد الصلاة جلست مع أحفادها لتروى حكاية كل يوم.
فاطمة عيد محمود، مواليد 1925، يلقبها أبناء قريتها، العضايمة، بمركز إسنا، بمحافظة الأقصر، بـ«مصلحة الأحوال المدنية»، لتمتعها بذاكرة فولاذية فى استعادة الأحداث والتواريخ الخاصة بزواج وميلاد ووفاة أبناء قريتها بدقة شديدة: «عندى 93 سنة، حفظت أجزاء من القرآن على يد شيخ الكتّاب فى القرية، ربنا وهبنى ذاكرة جيدة، عندى 6 أبناء و36 حفيد حافظاهم اسم اسم».
رغم سنها الكبيرة، تحرص «فاطمة» على صلة الرحم، منزلها لا يخلو من الزائرين الذين يبحثون عن تواريخ مضت.
مشيرة إلى أنها تتذكر السنوات بدقة، وهى موهبة مَنَّ بها الله عليها: «جالى الشيخ عبدالله الأزهرى، إمام وخطيب بالقرية، عشان يعرف تاريخ زواج والده، قلت له أبوك اتجوز سنة 1969، وقت حصاد القمح يعنى فى شهر أبريل». وبخلاف «عبدالله» طرق بابها الكثيرون لمعرفة التواريخ الدقيقة التى تحفظها عن ظهر قلب، حيث يعتبرها أهالى القرية مرجعهم، وبمثابة جهاز كمبيوتر متحرك لا يمكن أن يخطئ: «محافظة على صلاتى فى وقتها، بنام بعد صلاة العشاء، وأصحى قبل الفجر، والحمد لله صحتى كويسة وقادرة أتحرك وأروح وآجى من غير مساعدة حد، رغم إن أصغر ولادى عنده 67 سنة».