صورة تغير مسار التبرع: من المسنين إلى سماح «نموذج للرحمة»
«سماح» تغسل قدم أحد المسنين
كان للصورة مسار، توقعه صلاح كامل العبيدى حين التقطها، ونشرها على صفحته فى «فيس بوك»، أن يتفاعل العشرات معها ويترجمون هذا التفاعل لسيل من التبرعات موجه لدار المسنين، لكن ثمة تغيير عنيف أصاب هدفه، صحيح التفاعل زاد، وسيل التبرعات انهال، لكن على تلك السيدة التى ظهرت فى الصورة.
انحنت السيدة الأربعينية كما بدت فى الصورة على قدم عجوز، وأخذت تدلكها بعناية ورفق، العجوز يدعى الشيخ محمد، وهو أحد نزلاء دار مسنين بقرية بصراط التابعة لمحافظة الدقهلية، التحق بها بعد 35 عاماً قضاها مشرداً فى الشوارع، لتستقبله سماح المنضمة للعمل فى الدار منذ 9 أشهر، رأت فيه جزءًا ولو يسيراً من مأساتها، عاملته كأب، واهتمت به مثل غيره من نزلاء الدار، فنالت إعجاب كل من طالع الصور عبر صفحة «العبيدى»، معتبرين سماح «نموذجاً للرحمة التى اختفت».. تعمل سماح فى الدار على فترتين، تبدأ الأولى منذ الثامنة صباحاً وحتى الواحدة، والثانية منذ الثالثة ظهراً حتى العاشرة مساءً، مقابل 30 جنيهاً يومياً.
عاملة فى دار مسنين تغسل قدم مشرد وتداوى جراحه
«كله عشان منة ومحمد ورحمة» تقولها سماح، الزوجة التى خرجت للعمل لمساندة زوجها «الاستورجى» والمساعدة فى طلبات المنزل، خاصة فى ظل ارتفاع تكلفة الفواتير وتجاوزها مبلغ 700 جنيه شهرياً «ده غير فلوس الدروس ومصاريف المدارس»، الحالة التى أحدثتها صور سماح جعلت التفاعل يذهب للسيدة البسيطة، حيث تواصل العشرات مع «العبيدى» باحثين عن وسيلة اتصال بسماح، تضمن وصول التبرعات لها، وهو ما استقبلته سماح بمزيد من البكاء «الدار أولى منى، وأنا بعمل شغلى، وربنا يبارك فى كل اللى يساعدنى ويساعد المسنين دول».