بالفيديو| طلاق وغربة وخطف واغتصاب.. محطات العنف فى رحلة «حنان»
«طلاق وغربة وخطف واغتصاب».. محطات العنف في «رحلة حنان»
نحو 30 يوماً داخل غرفة مظلمة، أشبه بالحبس الانفرادى، ظلت السيدة الأربعينية «حنان نصر»، محفِّظة القرآن، برفقة طفليها «شهد ويوسف»، ليمارَس ضدها أقسى درجات العنف النفسى والجسدى والاعتداء الجنسى، دون أن يتسنى لها التوصل إلى الجناة.
الضحية: تعرضت لاعتداء جنسى وقضيت مع أولادى 30 يوماً فى غرفة مظلمة.. ورسالتى للمعنَّفات: إياكن والخوف
«ماعرفش كنت فين.. اتخطفت أنا وولادى من اتنين على موتوسيكل، وقعدنا يمكن شهر ماشوفتش ملامحهم. كنت مفزوعة على عيالى والدنيا ضلمة، اترمينا فى بيت وسط زراعات واغتصبونى، كنت بقاوم»، هكذا روت «حنان نصر»، 41 عاماً، ناجية من العنف، خلال حوار أجرته مع «الوطن»، بهدف التوعية بحملة «16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة».
لم تكن هذه أولى حوادث العنف التى تعرضت لها «حنان»: «اتجوزت 24 سنة، وكان متجوز قبلى، بس كنت صغيرة وأهلى أصروا على الجواز وضغطوا علىّ بمرض والدى فاضطريت أقبل، وخلفت بنتى شهد».
كنت بستلف من شقيق زوجى علشان أعالج ابنى المريض بالقلب.. وأمى قالت لى «شيلى نفسك»
أيام قليلة وبدأت «حنان» فى اكتشاف طباع زوجها: «كان يمنعنى من أن أزور أهلى ويقضى يومه كله فى الشغل.
فى الأول كنت بسكت على أمل يتغير، وبدأ الخناق والضرب».
سنوات من العنف عاشتها «حنان»: «قعدت نحو 4 سنين فى السعودية محبوسة بين 4 حيطان مع بنتى، لدرجة إن الجيران كانوا بيسمعوا صوت صراخى بالليل ويكلمونى لما جوزى يروح الشغل، ونزلنا إجازة مصر، وكنت سعيدة باعتبار إنى هتفسح وأشوف أهلى فى الفيوم. لكن بعد الإجازة، وفى نفس يوم سفرى، فوجئت بجوزى فرغ شنطتى وقال مش هتسافروا معايا، هتستقرى فى المنصورة. اتقهرت، وكان فاضل لى سنة وآخد الإقامة السعودية. رد علىّ إنه بوّظ إقامتى وقطّع جواز سفرى ورماه فى البحر. صدمة دخّلتنى المستشفى، وهو ماسألش فيّا وسافر وسابنى مرمية على الأرض».
أوقات صعبة مرّت بها «حنان» فى التأقلم مع عادات أسرة زوجها: «عندهم الست لازم تشتغل وتربى فراخ وتشيل البيت وممنوع يتقفل علىّ باب إلا وقت النوم. وماكنتش متعودة بس تأقلمت عشان أعيش، وماكانش فيه أى تقدير من جوزى غير إنه منع نزوله إجازات 3 سنوات متواصلة عشان يريّح دماغه، وحتى المصاريف كان بيبعت على القد، ووالدتى كانت بتبعت لى التموين من الفيوم عشان أكفّى بيتى».
موقف صعب دفع «حنان» إلى الطلاق: «حتى بعد زيادة المشاكل أهلى رفضوا الطلاق وضغطوا علىّ إنى أخلف، ولما حملت بيوسف معاملته اتحسنت شوية عشان ولد. لكن ابنى اتولد بثقب فى القلب وكان محتاج علاج، وأبوه رفض يدفع، مش هنسى إنى كنت بستلف من أخوه عشان أدفع للعلاج، ولما خليت يوسف يكلمه يقول له إنه عيان قال له روح موت».
مواجهة مرّت بها الأم للاستقلال بأطفالها: «بعد ما امتنع عنى سنين جه فجأة وكان مخاصمنى بدأ كلام بعنف وصل خناقة وانضربت فيها، ورُحت عملت محضر واتطلقت من غير حاجة». مرحلة جديدة دخلتها الأم الأربعينية: «رجعت بيت أمى، أول ما دخلت قالت لى اللى عايز يقعد هنا يشتغل ويصرف على عياله، شيلى نفسك. نزلت أشتغل أى حاجة، لكن مين هيشغّل واحدة من غير شهادة ولا خبرة. بقيت ألفّ على البيوت أحفّظ قرآن، وطبعاً تخللت الفترة دى تحرش ومن ستات كمان. واتخطفت، قعدت حوالى شهر فى مكان ماعرفهوش، كنت مروحة معايا عيالى اتفاجئت بشخصين بيسحبونا على موتوسيكل لمكان مهجور.. اغتصبونى بس محدش لمس شرفى، قاومت بكل قوتى».
أمل جديد ظهر أمام «حنان» وأطفالها بعد التحاقها بمركز سند لدعم المرأة: «عشت ظروف نفسية صعبة، كنت باخد مهدئات عشان أنام. مش عايزة أشوف ولادى وماعنديش أصرف عليهم. بصرخ فيهم، وبحمّلهم ذنب ظروفى. كانت جارتى بتساعدنى وعرّفتنى على المركز، ورُحت قدمت وبدأت جلسات العلاج النفسى، والحمد لله طاقة نور اتفتحت لى. اتغيرت وبقيت أنا وولادى أصحاب. حاوطت نفسى بالداعمين اللى وقفوا جنبى، ودى رسالتى لكل المعنَّفات: اوعوا تستسلموا للخوف».