«بوكابيكيا».. 12 ألف كتاب للتبادل عبر «منصة إلكترونية»
«هشام وبسيونى» وفريق العمل أمام مكتبة تبادل الكتب
مهندس وطبيب تعوّدا منذ الصغر على تبادل الكتب فيما بينهما، وكبرا معاً على حب القراءة ومشاركة الخبرات المعرفية، حتى أصبحت كتبهما غير مُشبِعة لحاجتهما، فاضطرا إلى اللجوء لفضاء أرحب وهو مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تكون سلة التبادل أكثر تنوعاً وأكبر حجماً، فوجدا أن عملية التبادل عندما يكون للعامل البشرى والتواصل المباشر دور أكبر تحدث مشكلات من صعوبة إقناع الآخر للاستغناء عن كتبه، فكانت الفكرة بإنشاء موقع «بوكابيكيا» لتبادل الكتب أكثر من مرة بطريقة تعتبر فريدة من نوعها فى 2016، بحيث أصبح الموقع بمثابة مكتبة استعارة للكتب الورقية بطريقة إلكترونية.
ظل سيد بسيونى وهشام الجمل يعملان على فكرتهما 9 شهور حتى توصلا إلى عمل مكتبة تتجمع فيها الكتب التى يريد أصحابها مبادلتها مقابل نقاط إلكترونية، ثم كان اختبارها لمدة 4 شهور على عدد صغير من المهتمين، لفحص طرق التسلم والتسليم وشركة الشحن والتعاملات الإلكترونية.
مؤسس الموقع: نحلم بالوصول إلى مليون عربى حتى نصبح «أمازون» الشرق الأوسط
توقفت دور النشر عن طباعة بعض الكتب وارتفعت أسعار الكتب، فانفضَّ البعض عن القراءة فى خضم ضغوطات الحياة، كان ذلك سبباً أدعى كى تظهر «بوكابيكيا» كمنصة افتراضية تبيح زيادة المكتبة الإلكترونية لكل فرد دون تحمل أعباء مالية كبيرة سوى رسوم الشحن.
كانت الفكرة هى الاعتماد بصفة أساسية على تبادل الكتب المستعملة، ولكل كتاب سعر إلكترونى يُقدر بنقاط الـ«إكس بى»، حتى ظهر عملاء ليس لديهم ما يبدلونه ولكنهم يرغبون فى القراءة والاستفادة من تلك الخدمة بأسعارها الزهيدة، فما كان من القائمين على الموقع الذين وصل عددهم الآن إلى 6 أفراد إلا تقديم خدمات شراء النقاط بجانب التبادل، ما يوفر 70% إذا اشتريت الكتاب جديداً والاحتفاظ به بعد الانتهاء من قراءته دون فائدة تُرجى.
بسيونى: نفرز الكتب غير الأصلية والباهتة.. وفزنا بالجائزة الأولى فى «معرض الكتاب»
مجتمع الـ«بوكابيكيا» لا يقبل دخول أى كتاب أو مجلة إلا أن تكون أصلية، حيث تدرب فريق العمل على فرز ما هو أصلى من عدمه والذى قد تكون طباعته باهتة أو ألوانه غير مضبوطة أو أن شكل الكتابة غير مريح للعين. ولأن دعم المشاريع الثقافية ضعيف وغير مُجدٍ، يقول الدكتور سيد بسيونى، لـ«الوطن»، إنه وفريق العمل على المشروع لا يسعون إلى تكوين أرباح طائلة، وإنما الهدف الأساسى هو قدرة المشروع على تغطية نفقاته والاستمرارية من خلال تطوير الموقع وإدخال أفكار جديدة والحفاظ على العملاء، حيث يتم تقديم وصف أمين لحالة الكتاب يُسهِم فى رسم صورة الكتاب فى ذهن المستلم كما هى بالضبط قبل أن يستلمه.
فى فبراير الماضى، وفى نهاية فعاليات معرض الكتاب، فاز موقع «بوكابيكيا»، الذى يحمل شعار «تبادل بلا حدود»، بجائزة المركز الأول بمسابقة المبادرة، كأفضل موقع إلكترونى لنشر الثقافة، ليزيد ذلك من طموحهم وأملهم فى الوصول بمشروعهم إلى أن تكون القراءة أسلوب حياة وجزءاً لا يتجزأ من حياة المواطن، بعد أن وصل عدد الكتب على الموقع بعد سنتين من انطلاقه إلى أكثر من 12 ألف كتاب، يقول مؤسس الموقع: «نحلم بالوصول لمليون عربى حتى نصبح «أمازون» الشرق الأوسط».