ضحايا «البدانة»: «أنا مش بكابوزة»
ياسمين على
منذ كانت طفلة، وحتى صارت أماً لطفلين، والسخرية من وزنها الزائد تطارد الشابة ياسمين على، التى لم تكن تملك إلا الصمت أمام تعبيرات مؤذية مثل «بكابوزة»، و«انتى بترضعى فتة؟!»، وأن تسعى إلى إنقاص وزنها، قدر المستطاع.
«ياسمين»: «بيقولوا لى انتى بترضعى فتة؟» و«محمد»: ظهر فجأة.. و«صادق»: الأعمال المكتبية السبب
طوال أعوام المعاناة، اكتشفت «ياسمين» أن النظرة للسيدة صاحبة الوزن الزائد تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية، فيراها أبناء المناطق الشعبية «جميلة» لأنهم يفضلون السيدة «البدينة»، بينما يراها أبناء المناطق الراقية «مهملة وغير مهتمة بمظهرها».
وصف سيدة بالبدانة أو بأن «لها كرش»، من أقسى الأوصاف التى من الممكن أن يتعرض لها إنسان، وفقاً لـ«ياسمين»، التى قررت محاولة إنقاص 40 كيلو من وزنها، لتصل إلى 85 كيلو، باتباع أنظمة غذائية، وهى تقول: «مفروض مفيش فرق بين راجل وست فى زيادة الوزن، كلنا عندنا ذات المشاعر، التى تتأذى لما نسمع كلمة تجرحنا، خاصة لو الأمر ليس بيدنا، أنا جسمى 125 كيلو وسأجتهد لأصل إلى الوزن المثالى، لأنى تعبت من السخرية».
بدأ محمد حسنين ينتبه إلى أن وزنه يزداد، بعد وقت قليل من تسلم وظيفة مكتبية بإحدى الشركات الخاصة، التى تفرض عليه الجلوس إلى مكتبه أغلب ساعات العمل، مع تناول الأكلات السريعة، ما ساعد على ظهور «الكرش»، لكنه «يحاول السيطرة على الأمر بارتداء ملابس واسعة ورسمية».
«الكرش» باغت محمد، فجأة، وهو لا يعرف كيف يتخلص منه، رغم ما يتعرض له من مواقف محرجة، خاصة إذا أراد التنزه مع أصدقائه وارتداء ملابس «كاجوال»، مؤكداً: «الكرش همّ مش عز».
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، يعتبر أن الفصل بين الرجل والمرأة فى شكل الجسم، ووصف «كرش الرجل» بـ«العز»، بينما توصف المرأة بأوصاف سيئة، ما هو إلا نتاج للثقافة الذكورية التى تسيطر على المجتمع.
وأكد «صادق» أنه من المفترض أن يحافظ الرجل أو المرأة على شكل الجسم وجمال المظهر، بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحى، مشيراً إلى أن «الكرش» يعتبر من علامات المرض وليس مدعاة للفخر و«لو فكرنا شوية هنلاقى الفلاحة والفلاح معندهمش كرش، وأيضاً العمال، عشان بيتحركوا كتير، لكن الأعمال المكتبية تسبب البدانة، وهى من علامات أمراض القلب».