"مدونة و106كوميك" طرق طلبة "أدب أندلسي" للفهم.. ودكتورة المادة: رفضت الأبحاث
مدونة "أندلسية"
الإطار الثابت، هو تلك الحدود المعنوية التي تحجز بداخلها العديد من المواهب التي تمتلك طاقات تهدر في سبيل السير على ما هو معتاد، النظرة النمطية التي يسعى عدد من أساتذة الجامعات تغييرها بخلق روح جديدة لطلابهم، تساعدهم على الاستذكار وحب ما يدرسونه وترجمته على درجاتهم في الوقت نفسه حتى يزدادوا حماسًا ويفهمون ما يتلقونه، حتى وإن كانت الوسيلة تطويع الأدب الأندلسي ليكون مادة لـ"الكوميكس الساخرة" لترسيخ المنهج الدراسي دون تعقيدات تذكر.
"مش عاوزة أبحاث.. فكروا في حاجات مختلفة"، كان الضوء الأخضر الذي أعطته الدكتورة سحر محمد، مدرس الأدب الأندلسي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، لطلابها حتى يبتكروا طرقًا مختلفة تعبر عن استيعابهم للمقرر الدراسي دون إجراء أبحاث تتم إما عن طريق الإنترنت دون فهم أو النقل عن مراجع من المكتبات كما هي دون استيعاب ما ينقلونه أو اللجوء لمكتبات بيع يطلبوا منهم أبحاث في المادة دون فتحها من الأساس، وبالنهاية لا تجدي نفعًا لا للأستاذ أو الطالب.
وأضافت في حديثها لـ"الوطن"، أن ذلك الأمر كان يجب تغييره "احنا كدة بنعلمهم التدليس من غير مهارات"، لذا عمدت إلى اعتماد أسلوب جديد يبرز مهاراتهم، وتوثيقًا لفكرة "الأنشطة" فهم غير مطالبين بإضافة شيء للعلم حاليًا ولكن يكفي أن يتشبعوا بالمادة.
عدد من الأعمال عرضت على الأستاذة الجامعية ما بين فيديوهات ومجلات حائط وغيرها، إلا أن أكثر ما أثار الانتباه هو تدشين 4 من الطلبة لـ"مدونة" على الإنترنت شارحة بشكل مستفيض ومن خارج المنهج للعصر الأندلسي وأدبياته.
"أندلسية" هو اسم المدونة، التي قسمها الطلبة إلى 4 أقسام، تشمل "آداب ومؤلفات" ذلك العصر وكذلك تاريخه ومعالمه، إلى جانب "أعلام وشخصيات" والأخير "الأندلس في الأدب الحديث".
وتقول الطالبة سارة رمضان، إحدى القائمين على المدونة، لـ"الوطن"، إنه للحصول على درجات أعمال السنة، خيرتهم دكتورة المادة بين إعداد فيديو أو تصميم مجلة حائط أو تسجيل مقاطع صوتية أو إنشاء مجلة إلكترونية، وغير ذلك من الأنشطة البعيدة عن المألوف، ما يهم هو ألّا نكون تقليديين، مشددة على ضرورة العمل الجماعي لذا حذرتهم من عدم قبولها لعمل فردي.
استخدام الأستاذة الجامعية للتكنولوجيا في محاضراتها، بدءا من شاشات العرض وحتى التسجيلات والفيديو، كان الدافع وراء اختيارهم إنشاء مدونة إلكترونية، حسب سارة برفقة زملائها الثلاث "إسلام وحازم ومحمد"، حتى انتبهوا إلى ما تتيحه لهم المدونة من إمكانات "كسهولة التعديل والحذف والإضافة، فصرنا ننظر لمقالاتنا على أنها مسودات دائمة، كذلك أعطتنا سعة المساحة حرية في الكتابة، فأنجزنا عشرات المقالات واستعنا بتسجيلات وفيديوهات بل وبصور هزلية".
البحث باسم "أندلسية" أكثر شيوعا من أندلس على محرك البحث "جوجل" لذا ارتضوا التسمية الأولى لمدونتهم، "نسينا الدرجات، واستسلمنا لاستمتاعنا بما نفعل، فزادت الموضوعات، ومع زيادتها ظهرت الحاجة إلى التبويب، فكان لزامًا علينا تقسيم المدونة إلى أربعة أقسام" حسب الطالبة.
مدهم بالفيديوهات والأبحاث والمراجع، كان الأمر الذي اعتمدته الدكتورة سحر مع طلابها وتفاجئت بقولهم لها إن التسجيلات التي كانت تجعلهم يشاهدونها في المحاضرة عن شباب ابتكروا أساليب مختلفة لتسجيل العصر الأندلسي حافزًا لهم للسير على خطاهم، حتى أنها سعدت كثيرًا حينما عرض عليها طالب منهم إنجاز "كوميكس" عن مفارقات العصر حتى يزيد الأمر حماسًا وشجعته على الاستمرار.
3 أيام قضاها الطالب حازم إمام لإنجاز 106 "كوميك" عن مفارقات ذلك العصر، فبعد أن انتهى من القسم المسؤول عنه بالمدونة وجد وقتًا على تسليمهم للمشروع بنهاية الفصل الدراسي الحالي، وخطرت إليه فكرة استخدام تلك المواد الساخرة المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقترنة بأي حدث وتطويعها معه، وهو ما شرع لتنفيذه على المادة، معتبرًا تجربة المدونة والتعليق الساخر مساهمان أساسيان في استيعاب المادة "احنا كن مضطرين نقرأ ونفهم كويس عشان نبسط المعلومة للناس" مخاطبين بها المتخصصين وغير المتخصصين في الأدب الأندلسي للاستمتاع بما خلفه ذلك العصر.