لا تُختصر حكايته في كونه معلقا رياضيا يتمتع بصوتٍ رشيق يدخل سامعيه في أجواء المباراة وكأنهم يشاهدونها من داخل المستطيل الأخضر، بل ارتبط حضوره، عبر أثير الإذاعة، بالعديد من الإنجازات، التي تراقصت لها قلوب الملايين من عشاق كرة القدم المصرية، فتارة تعلو صيحاته فرحا بهدف جلب بطولة قارية للأهلي، وأخرى بُح صوته مع هدف تاريخي حقق لمنتخب بلاده إنجازا غاب لعشرات السنين، ليمثل المعلق الرياضي محمد السباعي، بذاته، "بشرة خير" لكل محبي متابعة المباريات عبر شبكة الشباب والرياضة حينما يداعب صوته آذانهم.
"الأهلاوية" كان لهم السبق في الفرحة مع صوت "السباعي"، الذي رحل عن دنيانا صباح اليوم إثر حادث سير، حيث لا ينسى الملايين من عشاق "الأحمر" صوته الذي ظل يتعالى، عبر أثير إذاعة الشباب والرياضة، طوال 90 دقيقة كاملة هي مدة مباراة الأهلي و"سوي سبورت"، بطل ساحل العاج، في نهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية عام 2014، حتى كانت الثواني الأخيرة من زمن المباراة، لتصل الكرة إلى الهداف، عماد متعب، الذي أسكنها شباك النادي الإفواري، لينتفض "السباعي" مهللا: "جوول.. جوول"، ويكون صوته شاهدا على بطولة لم يحققها الأهلي سوى مرة وحيدة في تاريخه.
تصفيات كأس العالم 2018 كان لها نصيب الأسد من مشوار تفاءل المصريين مع صوت "السباعي"، حيث بدأت مع تعليقه، عبر الإذاعة، على رباعية مصرية في مرمى تشاد خلال التصفيات التمهيدية للمونديال، ثم عاد صوته ليتلألأ، عبر الأثير، مع ثنائية عبدالله السعيد ومحمد صلاح في مرمى غانا على ملعب برج العرب، ليأتي الختام معطرا بالمسك مع تعليقه، عبر نفس الأثير، حين علق على مباراة "الحلم" بين مصر والكونغو برازافيل، والتي انتهت بهدف تاريخي للفرعون المصري محمد صلاح من ركلة جزاء في آخر دقائق المباراة، يفقد معه "السباعي" صوته قبل أن يدخل في نوبة صياح مستمرة: "مبروووك.. مبروووك".
صوت "السباعي" عبر شبكة الشباب والرياضة، حمل الفرحة للجمهور المصري، حين علق على مباراة مصر وتونس، التي شهدت فوز "الفراعنة" بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لتكون تلك هي المرة الأخيرة التي يستمع فيها عشاق الكرة إلى صوت "السباعي"، ليرحل تاركا ذكريات الفرحة في قلوب محبيه.
تعليقات الفيسبوك