صحفي بريطاني عن تجربة قطار النوم بمصر: العربات نظيفة والأسرَّة مريحة
هاريسون جيكوب
روى الصحفي البريطاني هاريسون جيكوب، محرر السياحة بصحيفة "بيزنس إنسايدر" البريطانية، تجربته في استقلال قطار النوم أثناء زيارته إلى مصر.
وقال "جيكوب": "خلال زيارتي إلى مصر في ديسمبر الماضي، وجدت أن الطريقة الأقل تكلفة والأكثر فاعلية للسفر من القاهرة إلى الأقصر وأسوان، هي استقلال قطار النوم، والذي يأخذ 12 ساعة كاملة للوصول إلى أهم وجهتين سياحيتين في مصر".
ووصف "جيكوب"، عربات القطار بأنها كانت نظيفة والأسرة كانت مريحة والخدمات كانت جيدة، وقال: "منذ أن كنت طفلاً قرأت في الروايات عن تجربة قطار النوم والسفر به لمسافات بعيدة، وكنت أرغب دائماً في تجربته لو لمرة واحدة، وعلى الرغم من أن تجربتي بالقطار في مصر لم ترق إلى حد الخيال الذي كان في ذهني منذ أت كنت صغيراً، إلا أن مقصورات النوم كانت نظيفة والأسرة كانت مريحة، والخدمات كانت جيدة، وكنت بالكاد أحاول النوم من تأرجح عربات القطار".
وذكر "جيكوب"، أنه حجز تذكرتين بالدرجة الأولى في حجرة مزدوجة، لينعم بالراحة طوال 12 ساعة في رحلة طويلة تبلغ 600 ميل. وقال إن "العصر الذهبي لقطار النوم قد ولى، ولكنني على يقين أنك إذا سألت معظم الناس في عصرنا السريع والرحلات الجوية الرخيصة، وخيرتهم بين أن يستقلوا طائرة أو أن يستقلوا قطاراً لعدة أيام والتمتع بمشاهدة المناظر الطبيعي، فإنني أضمن أن معظمهم سيقولون نعم للقطار، وفي ديسمبر الماضي اكتشفت أن هناك قطارات نوم تابعة للشركة الوطنية لإدارة خدمات عربات النوم (إرنست)، فلم أتردد في تجربة الفرصة الأولى لي".
ووصف "جيكوب" رحلته بالكامل ووثقها بالصور في تقرير نشره على الصحيفة البريطانية، وقال: "توجهت إلى محطة القطارات بالجيزة، على بعد حوالي نصف ساعة بالسيارة من وسط القاهرة، وكان من المقرر أن أستقل قطار الـ7:45 مساءً، حيث تأكدت أن أصل إلى المحطة قبل هذا الموعد، وعندما وصلت إلى المحطة وجدت زحاماً لكن لم يكن جميع المسافرين سيستقلون قطار النوم، بل كان غالبية المسافرين على رصيف المحطة في انتظار قطارات الدرجة الثانية أو الثالثة التي تسير في نفس الطريق جنوبًا".
وأشار "جيكوب" في تقريره إلى أن تذاكر قطارات الدرجة الثانية والثالثة غير مكلفة، ولكنها قطارات مزدحمة ولا تحتوي على تكييف هواء وغالباً ليس بها غرف للنوم، ولا تبدو بحالة جيدة، حيث وصل عدد قليل منها أثناء انتظاره لقطار النوم. وقال إن "قطار النوم كان يتميز بشريط أخضر ووصل متأخراً، وفي ذلك الوقت لم يكن بالمحطة سوى مجموعات سياحية من ألمانيا والصين في انتظاره".
وتابع، في تقريره: "قام أحد الموظفين في القطار بتفقد التذاكر وتوجيهنا في عربات القطار، وكانت عربات القطار مزينة بالألواح الخشبية الرقيقة والسجاد الأحمر، وبها روائح خفيفة من النسكافيه وسجائر كليوبترا".
وقال "جيكوب": "بالنسبة إلى مدمن سفر مثلي، لا يوجد شيء أفضل من الاستقرار في حجرة دافئة مثل التي وجدتها في هذا القطار، كما كانت دورة المياه جيدة، وبالنسبة إلى السرير فكانت المفارش به سميكة ومريحة والوسائد كانت ناعمة، وأكثر راحة من معظم وسائد الفنادق التي صادفتها، وفي منتصف الليل بدأت بالاستغراق في النوم، وعندما بدى ضوء الصباح في اليوم التالي، كان الإفطار جاهزاً لتناوله، وهو عبارة عن كرواسون ومربى، وتناولت كوباً من النسكافيه، حيث كان متوفراً مع الشاي بقيمة دولار واحد".وأضاف "جيكوب": "على الرغم من أننا استيقظنا حوالي الساعة الخامسة صباحاً، إلا أنه كان لدينا ساعات قليلة قبل الوصول إلى أسوان، مكنتنا من مشاهدة الريف المصري بالخارج عبر النوافذ، والتنقل بين عربات القطار للتمشية، والتمتع بمناظر الضواحي والقرى النوبية حول الأقصر، حتى وصلنا إلى المحطة متأخرين حوالي نصف ساعة، ولم يكن ذلك سيئاً بالنظر أن قطارات أخرى تأخرت لساعات".
واختتم: "ربما تفتقر قطارات النوم اليوم إلى عظمة الأيام القديمة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يحبون السفر، فإنها لا تزال تجربة فريدة لا ينبغي تفويته، وربما كانت هناك وسائل أخرى للسفر قد تكون أرخص وأسرع، لكن تجربة مشاهدة القرى والبلاد من خلال نوافذ قطارات النوم، تجربة لا يمكن الاستغناء عنها، وكان من دواعي سروري أن استقل قطار النوم، واعتبره شيئًا أحتاج إلى تجربته أكثر من مرة، فما زلت أحلم بالرحلة الطويلة التي يستغرقها قطار السكك الحديدية عبر سيبيريا في روسيا، وربما في يوم من الأيام أستطيع الاستمتاع بها".