10 سنوات من ألم «الصلب المشقوق»: «روميساء» فقدت القدرة على الحركة.. وتحلم بـ«كرسى كهربائى»
روميساء
روميساء السيد عبدالبديع، 10 سنوات، طفلة قُدر لها أن تتجرع مرارة المرض والألم منذ الدقيقة الأولى لها فى الحياة، لإصابتها بمرض «الصلب المشقوق»، مروراً بمضاعفات المرض حتى فقدت القدرة على الحركة وأصبحت والدتها هى «وسيلة التنقل» الوحيدة لها وبقيت وأسرتها تحلم بامتلاك «كرسى كهربائى».
الأم: أنا «وسيلة التنقل» الوحيدة لابنتى ذهاباً وإياباً إلى المدرسة.. وهى متفوقة وتحصد مراكز متقدمة فى الامتحانات
تقول عزيزة محمد دهشان،30 عاماً، والدة «روميساء»: «تابعت الحمل لدى أحد الأطباء فى عيادته الخاصة، ولم يكتشف الطبيب المرض على الرغم من أننى علمت بعد ذلك أنه يمكن للطبيب اكتشاف المرض أثناء شهور الحمل، وفى اليوم المحدد للولادة توجهت إلى مستشفى «ههيا المركزى» وأجريت عملية ولادة قيصرية، ولكن بعد ولادة الطفلة لاحظ الأطباء وجود كيس أعلى الظهر، وقرروا تحويلنا إلى مستشفى الزقازيق الجامعى، وتركنى والدى فى غرفة العمليات حيث كان الأطباء يستكملون خياطة الجرح بعد الولادة، وتوجه بالطفلة إلى مستشفى الزقازيق الجامعى»، وتابعت الأم قائلة: احتجزت الطفلة بقسم المخ والأعصاب وبعد يومين أجرت عملية لإزالة الكيس من أعلى الظهر، «الصلب المشقوق»، وبعد العملية فقدت البنت القدرة على تحريك الجزء السفلى وتبين إصابتها بشلل نصفى فيما بعد، وأخبرنا الأطباء أنها تحتاج إلى تركيب جهاز لسحب مياه من المخ «شفط»، وتم تحويلنا إلى مستشفى المبرة بالزقازيق لمتابعة باقى العلاج ضمن «التأمين الصحى» على الأطفال وتم تركيب جهاز شفط لها، وأشارت السيدة «عزيزة» إلى «هذا المرض لا ينتهى عند إجراء العمليتين، وإنما يعانى المصاب من استمرار المضاعفات طيلة حياته، ويحتاج دائماً إلى أدوية ومستلزمات طبية، وابنتى على سبيل المثال تحتاج إلى متابعة دورية لدى أحد الأطباء، كما تحتاج إلى نحو 3 حفاضات شهرياً و2 كرتونة أساتر، مع العلم أن الأدوية والمستلزمات الطبية ارتفعت أسعارها خلال الفترة الماضية بشكل كبير»، وتستكمل الأم حكاية ابنتها: «وعلمت بوجود مؤسسة (وعد) بالمصادفة أثناء توجهى إلى مدينة فاقوس، وتوجهت بها إلى المؤسسة، وتم فحص حالة الطفلة وتولت المؤسسة تزويدنا بالاحتياجات اللازمة لها من الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنها جهاز القولون، الذى يتم استيراده من الخارج لضمان جودته، بعد أن كانوا يستخدمون «الحقنة الشرجية» بدلاً من الجهاز نظراً لعدم توافره لديهم»، وأشارت الأم إلى أن المؤسسة قدمت لها إرشادات كافية عن المرض وطرق الوقاية منه، ما ساعدها على تجنب تعرض طفلها التالى للإصابة بهذا المرض، موضحة أنها تناولت دواء «الفوليك أسيد» قبل الحمل بشهرين، وأن ابنها «محمد» عمره الآن 5 سنوات ونصف وصحته جيدة، وأضافت «عزيزة» أنه على الرغم من مرض ابنتها «روميساء» إلا أنها متفوقة فى دراستها، حيث تحصد مراكز متقدمة فى الامتحانات على مستوى المدرسة وسبق تكريمها أكثر من مرة، مشيرة إلى أنها «أى الأم» وسيلة الانتقال الوحيدة لابنتها، حيث تقوم بحملها يومياً إلى المدرسة التى تبعد نحو عدة أمتار عن منزلهم وتُجلسها فى الفصل، ثم تذهب لها فى موعد الفسحة المدرسية وتقوم بإخراجها من الفصل وتساعدها على تناول الطعام فى الفناء، ثم تعيدها إلى الفصل مرة أخرى وتعود إلى المنزل، وتتوجه لها مرة أخرى عند انتهاء اليوم الدراسى لتحملها وتتوجه بها إلى المنزل، وهكذا، يومياً، خلال الدراسة. وناشدت السيدة الثلاثينية وزيرة الصحة ووكيل وزارة الصحة بالشرقية بتوفير كرسى كهربائى للطفلة «روميساء» يساعدها على الحركة، خاصة أن عمرها الآن 10 سنوات، ومن المقرر أن تلتحق بالمرحلة الإعدادية بعد الانتهاء من الابتدائية.