والد «محمد»: «الدكتور قال لى خد ابنك وروّح عشان هيموت.. فأصبح بطل سباحة»
«محمد» أثناء تتويجه ببطولة السباحة
«الابن المعاق ليس عالة، ولا يعيبه شىء حتى نخبئه فى البيت، لازم نفتح له طريق فى الحياة» بهذه الكلمات بدأ صالح الشاذلى، من أهالى كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حديثه عن طفله «محمد» أحد مصابى «الصلب المشقوق»، وأضاف الأب: «محمد الآن عمره 6 سنوات، وأحد الأطباء قال لى خد ابنك وروّح ده هيموت، ولكنى لم أفقد الأمل فى الله، وتحسنت حالة محمد، ورغم الأمراض التى يعانى منها أصبح بطلاً فى السباحة وحلمه أن يكون بطلاً عالمياً»، ويروى «الشاذلى» معاناة ابنه مع المرض قائلاً: «بسبب جهل الطبيب الذى كانت تتابع زوجتى عنده الحمل لم يتم اكتشاف المرض حتى موعد الولادة التى أجرتها زوجتى بطريقة طبيعية، رغم أن هذه الحالات تستلزم ولادتها قيصرياً حتى لا ينفجر الكيس الموجود على الظهر، إلا أن ستر الله ورعايته حالت دون انفجار الكيس»، وتابع الأب قائلاً: «وعندما وُلد الطفل فوجئنا بإصابته بهذا المرض الغريب الذى لم نعلم عنه أى شىء، كما فوجئنا بتجاهل غريب داخل المستشفيات الحكومية عند التعامل مع حالة الطفل، فرغم أنه من المفترض إجراء عملية جراحية لإزالة الكيس خلال 48 ساعة من الولادة حتى لا يصاب الطفل بالتهاب سحائى وترتفع معه نسبة احتمالية الوفاة إلى 80%، إلا أن الطفل احتجز لمدة 22 يوماً داخل مستشفى جامعى دون إجراء الجراحة»، وأوضح «الشاذلى» أن «عملية الولادة أجريت فى مستشفى عام فى كفر الدوار، وأخبرنى الطبيب أنه يجب أن أتوجه بالطفل إلى أقرب مستشفى جامعى حتى تجرى له العمليات المطلوبة، فأخذت سيارة إسعاف ولفيت على كل مستشفيات الإسكندرية منذ أذان المغرب وحتى صلاة الفجر، وكل مستشفى يرفض استقبال الحالة بحجج واهية مثل عدم توافر مكان، أو عدم توافر سرير، أو وجود أعداد كثيرة فى قائمة العمليات، وأخيراً تركنى سائق الإسعاف فى أحد المستشفيات وغادر دون أن يخبرنى، منتهزاً فرصة تجادلى مع الأطباء فى الاستقبال لإدخال الطفل»، وأضاف: «أخذت الطفل وعدت به إلى المنزل، وفى اليوم التالى توجهت إلى العديد من الأطباء بحثاً عن علاج لابنى، وكان غالبية الأطباء يرون أنه لا فائدة من علاجه وسيحدث له العديد من المضاعفات إلى أن أكرمنا الله بطبيب يدعى يسرى العدوى، أخبرنا بضرورة إجراء عملية لإزالة الكيس من ظهر الطفل، وعندما علم بظروفى المادية وأننى غير قادر على تحمل كافة نفقات العملية خاصة أنه سيتم إجراؤها فى مستشفى خاص تبرع بأجره الشخصى كاملاً، وتحملت أنا فقط نفقات المستشفى فقط، التى بلغت آنذاك أى سنة 2012، نحو 6 آلاف جنيه»، وأشار الأب إلى أن الطبيب أخبره بضرورة متابعة الطفل لمدة 15 يوماً، حيث سيحتاج إلى عملية إزالة مياه من على المخ (شفط)، وبالفعل بعد 15 يوماً أجريت له العملية ثم بدأنا مرحلة العلاج الطبيعى، واتضح أنه يحتاج إلى أكثر من عملية عظام، حيث كان يعانى من خلع فى الحوض وأجريت له عمليتان بالجانب الأيسر والأيمن وعملية أخرى بالقدم، وعملية شد وتر فى العين، بالإضافة إلى المشاكل البولية»، ولفت «الشاذلى» إلى أنه بدأ التواصل مع مؤسسة «وعد» منذ أن كان عمر ابنه عاماً ونصف العام، حيث كان يجتهد فى معرفة مزيد من المعلومات عن المرض عن طريق البحث على الإنترنت.
وبنبرة ممزوجة بالفرحة، أكمل الأب حديثه قائلاً: «محمد أعظم هدية منحها لى الله.. والمفروض من لديه طفل معاق لا يهمله أو يخبئه، لذلك ومنذ بلغ ابنى 3 سنوات بدأت الاشتراك له فى ممارسة السباحة، وفى العام الماضى خاض بطولة الجمهورية للمعاقين التى أقيمت فى 6 أكتوبر وحصل على ميدالية برونزية، ومن المقرر أن يشارك فى بطولة الجمهورية التى ستقام الجمعة المقبل باستاد القاهرة الدولى».
وأكد الأب أن «هناك مشكلة أخرى تواجه الأطفال وأسرهم وهى عدم توافر الكراسى المتحركة التى تسهل حركة الطفل إذا أصيب بالشلل وفقد القدرة على الحركة، وقد تواصلت مع الجهات الحكومية لإعطاء ابنى كرسياً متحركاً فأعطوه كرسياً خاصاً بشخص وزنه 150 كيلو لا يستطيع طفل وزنه 17 كيلو تحريكه خطوة واحدة»، وتابع: تقدمت بطلب بعد ذلك إلى مؤسسة «الحسن للكراسى المتحركة»، ووفروا لابنى كرسياً كهربائياً متحركاً على مقاسه، بعد أن انطبقت الشروط عليه، مثل التفوق دراسياً ورياضياً، موضحاً أن سعر هذا الكرسى يصل إلى 50 ألف جنيه.
«الشاذلى»: الابن المعاق ليس عالة على أسرته.. ولا يعيبه شىء حتى نخبئه فى البيت ولازم نفتح له «طريق فى الحياة»
وطالب «الشاذلى» الجهات الحكومية والمعنية بعمل توعية كافية عن المرض لدى الأهالى والأطباء، وضرورة الوقاية منه تجنباً لجميع هذه المخاطر، مشيراً إلى أن الإصابات تزداد بشكل كبير، كما أن جهل بعض الأطباء بالمرض والتعامل مع الأطفال قد يؤدى إلى كثير من حالات الوفاة.