في ذكرى وفاتها.. كريمة مختار أصغر أم بالسينما المصرية
الفنانة الراحلة كريمة مختار
ملامحها المحببة وصوتها الدافئ الحنون جعلها الأقرب إلى القلوب، صدق مشاعرها جعلها أشبه بـ "قديسة" بالنسبة لهم فالتصق بها دور الأم على مدار مسيرة طويلة من العطاء الفني، وبالرغم من رحيلها الذي تتجدد ذكراه اليوم، مازالت الفنانة كريمة مختار هى رمز الأم في السينما والدراما المصرية عن جدارة تستحقها، ومازالت حاضرة بأعمالها في وجدان المشاهدين.
صنعت لنفسها قالب مميز بسبب براعتها الشديدة في تجسيد دور الأم منذ بدايتها الفنية، حيث لم تتدرج فى المراحل العمرية على الشاشة بل بدأت في تقديم تلك الأدوار منذ بدايتها الأولى بعد زواجها من المخرج نور الدمرداش بعد سنوات من رفض عائلتها دخولها إلى مجال التمثيل، حيث اقتصر عملها على الإذاعة المصرية بالرغم من تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية.
بعد مجموعة من الأعمال الإذعية، يعتبر فيلم "نحن لا نزرع الشوك" للمخرج حسين كمال، بداية موفقة للفنانة الشابة آنذاك، والتي قدمت خلال الفيلم شخصية أم "حمدي" الذي كان يقوم به محمود ياسين، والذي كان يبلغ وقتها الـ 29 عاما بينما هي لم تتجاوز الـ 36 عاما، وبرغم من صغر سنها إلا أنها لعبت دور ممثل لا تكبره سوى بسبع سنوات، بينما قامت بدور والدة سعاد حسني في فيلم "أميرة حبي أنا" ولم تكن تبلغ وقتها سوى 41 عامًا، وكانت سعاد حسني في الـ 32 من عمرها.
وعندما قدمت دورها الشهير "ماما نونا" في مسلسل "يتربى في عزو" عام 2007، كان الفرق العمرى بينها وبين الفنان يحيى الفخراني 10 سنوات فقط، بينما لم يتجاوز الفرق العمري بينها وبين عادل إمام الـ 6 سنوات عندما أدت بدور والدته في فيلم "رجل فقد عقله".
وعن ذلك قالت الراحلة في أحد حوارتها الصحفية، إن دور الأم لا يرتبط بفئة عمرية محددة، مضيفة: "من الممكن أن يكون عمر النجمة صغيرًا ورغم هذا تستطيع إقناع المتفرج بأمومتها وهناك ممثلات كثيرات لم ينجبن أطفالًا ونجحن في دور الأم، لأن نجاح دور الأم يتوقف على اقتناع الممثلة به حتى يقتنع المتلقي"، كما أوضحت في لقاء تلفزيوني، "شكلي كان أصغر من سني ولكن عندما وجدت أن تلك الأدوار لها قبول عند المشاهد لم أتردد في تقديمها".