اتفقت د.سحر نصر، وزيرة الاستثمار، مع السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، على تنظيم مؤتمر «مصر تستطيع بالاستثمار» فى نسخته الخامسة لوضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية ودعوة المصريين بالخارج للاستثمار فى بلادهم والاستفادة من خبراتهم.
منذ ثمانية أشهر كتبت مقالاً فى هذا المكان تحت عنوان «أموال المصريين فى الخارج»، طالبت فيه بضرورة إغراء أبناء الوطن المغتربين بتحويل أموالهم إلى بلدهم للاستثمار فيه، وعرضت بعض النماذج الناجحة وضربت مثلاً بالدكتور سعيد دراز، رجل الأعمال المصرى الفائز بجائزة أفضل مستثمر أجنبى فى غانا، وحصلت شركته المصرية على جائزة الذهب الأفريقية لعام 2018.. «دراز» حجم استثماراته فى غانا يقدر بمليارات الدولارات، فى مجالات كثيرة، ويتمتع بعلاقات متميزة مع قيادات الدولة العليا هناك.
المصريون فى الخارج يمتلكون عشرات المليارات من الدولارات ويجب أن يكون لدينا رؤية لكيفية جذبها واستثمارها فى مصر، خاصة أن الدولة تعطى ملف المغتربين أهمية كبيرة، وأنشأت لهم وزارة تتولاها النشطة نبيلة مكرم، وعقدت أربعة مؤتمرات تحت رعاية الرئيس، للاستفادة من خبراتهم وأفكارهم فى نهضة البلاد.
السؤال هنا: كيف تستطيع الدولة إقناع المغتربين بتحويل أموالهم إلى مصر؟
الإجابة: من خلال مشروعات استثمارية صناعية إنتاجية وتقدم لهم الحكومة إغراءات كثيرة تشجعهم على سحب أموالهم من البنوك الأجنبية واستثمارها فى بلدهم. من هنا تأتى أهمية مؤتمر «مصر تستطيع» بالاستثمار.
صحيح أن وزارة الإسكان تطرح قطع أراضٍ ووحدات سكنية للمغتربين، ولكن بجانب ذلك يجب أن تكون هناك رؤية للاستثمار فى المشروعات الإنتاجية بدلاً من تجميدها فى العقارات وتسقيعها والاتجار فيها، وهذا لا يحقق قيمة مضافة للناتج القومى، فالمشروعات الصناعية والزراعية تحتاجها مصر حالياً حيث تسهم فى توفير الغذاء وفرص العمل، والحد من الاستيراد، واستنزاف العملة، وتخفيض الأسعار وتساعد على تحسين مستوى معيشة المواطن.
من المؤكد أن لدينا كثيراً من أمثال المستثمر المصرى «سعيد دراز» فى كل دول العالم، حققوا نجاحات هائلة يجب الاستفادة من أموالهم وخبراتهم فى النهوض ببلدنا، وألا نكتفى فقط بعقد مؤتمر كل سنة لمدة ثلاثة أيام فى أحد الفنادق الفخيمة، وينتهى بتوصيات الله أعلم بمصيرها.
لدينا حالياً خريطة استثمارية موحدة تشمل كل الفرص الاستثمارية المتاحة فى كل المجالات، وهنا يأتى دور سفرائنا بالخارج فى التواصل مع المصريين الناجحين، وإقناعهم بالاستثمار فى بلدهم وعرض الفرص الاستثمارية عليهم، وأن يكون ذلك أساس تقييم السفراء فى عملهم.
الاستثمار فى مصر واعد، والدولة حالياً تمنح المستثمرين حوافز كثيرة تُغرى المصريين فى الخارج باستثمار أموالهم فى بلدهم أفضل من تجميدها فى بنوك أوروبا بالسالب وسداد ضرائب عنها.
أتمنى أن يناقش المؤتمر أيضاً المشاكل والعقبات التى تواجه المستثمرين وكيفية حلها وأن يجيب عن بعض الأسئلة المهمة، منها لماذا حتى الآن بعض المصريين يفضلون استثمار أموالهم فى الخارج عن الداخل؟ فهل ما زالت هناك مشكلة فى الجهاز الإدارى؟ وهل ما زلنا فى حاجة إلى قوانين وتشريعات جديدة لتهيئة مناخ الاستثمار؟
كل التوفيق للدكتورة سحر نصر والسفيرة نبيلة مكرم فى تحقيق نتائج طيبة من المؤتمر لأن مصر تحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق، وتكاتف أبنائها فى الداخل والخارج، والعمل بإخلاص حتى تحيا قوية وناهضة.