مولد «سيدى الرفاعى».. وِجْهة الباحثين عن راحة نفسية
مريدو «الرفاعى» يحتفلون بإحدى الخيام
كانت وجهتهم واحدة «حى الخليفة»، لكن الهدف مختلف، على بعد خطوات من مسجد الرفاعى اجتمعوا للاحتفال بمولد سيدى أحمد الرفاعى، منهم من اختار حلقات الذكر والجلسات الروحانية للتخلص من الطاقة السلبية التى تراكمت فى نفوسهم من صخب الحياة، ومنهم من طرق أبواب المولد للتجارة ولتحقيق مكسب، مستفيدين من الحشود الغفيرة التى تتردد عليه.
داخل إحدى الخيام جلس على عبدالتواب محمد، تاجر، بجانبه رجال يتراصون فى شكل دائرى، لا يتحدثون إلا عن محبة آل البيت، يسهرون طوال اليوم: «24 ساعة صاحيين، لكن فرحانين بسبب اللقا والذكر والمحبة والكرم اللى بنشوفه فى بعض». وجود «عبدالتواب» فى مولد «الرفاعى» يشعره بأنه عاد عشرات السنوات إلى الوراء: «لما القلب بيبقى صافى العمر بيقل، هنا كلنا قلوبنا صافية».
«عبدالتواب»: 24 ساعة صاحيين نمدح فى آل البيت.. و«سعاد»: طراطير وطرابيش لزوم الاحتفال
الصحبة التى كوّنها فى المولد لم يكن يعرف أصحابها من قبل: «رغم إننا مانعرفش بعض لكن إحنا حاسين إننا إخوات، الأكل والشرب كتير وكله خير من عند الله».
ومن بنى سويف جاء كمال حميدة، وداخله شعور بالرضا: «ذكر وصحبة ولمة حلوة، مفيش أحلى من كده»، وهو نفس ما يشعر به يحيى عبدالستار: «حاسس براحة نفسية وسط الناس فى المولد، اللى جاى من سوهاج واللى من إسنا وكوم أمبو، جاى ناس من كل مكان».
يختلس أحمد حسن بضع ساعات ليذهب إلى المولد يتناول الطعام ويشرب الشاى ليعود إلى عمله فى مصنع الملابس: «المولد فرحة، وراحة نفسية وصحبة جديدة ماتتعوضش». ويؤكد مصطفى على أن تلك التجمعات ساحة محبة لابن المنطقة وخارجها ومن المقبلين من المحافظات المختلفة.
على بعد خطوات من المسجد، جلست سعاد عبدالله تبيع بعض الألعاب، رغم سنوات طويلة فى بيع الألعاب داخل الموالد، فإنها لم تغير أبداً تلك الألعاب، التى تتكون من أقنعة وطراطير وقبعات، بأسعار تتراوح ما بين 5 و15 جنيهاً، ورغم اختلاف أسعارها من عام لآخر فإنها ظلت كما هى حاضرة فى كل الموالد.
منذ أعوام و«سعاد» تبيع تلك القبعات، تحرص على اصطحابها معها فى عدد كبير من الموالد، وتعتبر الأمر «فلكلور ثابت» لا ينبغى تغييره: «المولد سواء فى القاهرة ولّا غيرها واحد، لازمه ألعاب وهدايا بتبقى موجودة فى كل مولد، على رأسها الطراطير والطرابيش والعكاز»، تحكى السيدة، بينما تبيع البقية فى محل لها تملكه بالقليوبية، وتتحرك بتلك الألعاب فى عدد من الموالد التى لا تخرج بعيداً عن نطاق القاهرة الكبرى: «تحسها جزء من روح المولد، ماينفعش يبقى فيه مولد وهيا مش فيه».
أجولة الحمص والحلويات المغلفة، والأخرى التى توضع فى فتارين، تعد هى الأخرى جزءاً من روح المولد، بحسب راضى على، بائع الحمص، الذى يستعد لبيعها خلال تلك الفترة، ويحرص الرجل الذى يبيع فى الموالد منذ سنوات على الحضور بتلك الأجولة.