"المعاناة تولد التفوق".. حسام تحدى إعاقته بـ"الشغل والدراسة والتمرين"
حسام حواش ، بطل من ذوى الإحتياجات الخاصة فى كفر الشيخ
على "عكاز"، تجده متجولاً بين أروقة نادي الإرادة والتحدي بمدينة كفر الشيخ، يمارس تمارينه الرياضية فى لعبته المفضلة، بعد الالتحاق به منذ ما يقرب من 6 سنوات، فبعد أن عاش طفولة طبيعية حتى الصف الخامس الابتدائي، وتوفي والده وتركه، إلا أنه صمم على استكمال تعليمه، غير متوقع أن القدر سيجعله من ذوي الإعاقة، فذات يوماً وهو في الصف الثالث الإعدادي، كان على موعد مع درسه لدى أحد المدرسين، وبعبوره الطريق، دهسته سيارة، لم يدرٍ ماذا حدث إلا بعد أن قام فريق طبي بـ"بتر قدمه اليمنى"، نتيجة إصابته، ربما كان لا يدرك كثيراً ما حدث، لكنه أيقن أنه سيعيش ما تبقى من عمره بين أطفال وشباب قريته بدون قدم، بدأت الدنيا تُظلم في عينيه، إلا أنه قرر أن يمارس حياته بشكل طبيعى وأن يهزم الإعاقة، فبدأ يجتهد في دراسته حتى حصل على الثانوية العامة والتحق بقسم التاريخ في كلية الآداب، من هنا بدأت حكاية جديدة.
حواش: حصلت على برونزية في "طائرة الجلوس" بكأس مصر وأنا متكئ إلى عكازي
حسام حواش، البالغ من العمر 29 عاماً، والمقيم بقرية كفر عسكر بمحافظة كفر الشيخ، ولاعب نادى الإرادة والتحدى لذوى الإعاقة بكفر الشيخ، تحدى ظروفه الاجتماعية بعد وفاة والده وتحمل مسؤولية الإنفاق على أسرته هو ووالدته، فاستطاع أن يجمع بين دراسته الجامعية حتى أتمها وحصل على دبلومة عامة وتمهيدى ماجستير، وبين عمله فى شركة "بيبسى خاصة" وبين التمارين الرياضية فى النادى، حتى حصل على ميداليات برونزية فى كأس مصر، وكُرم مؤخراً من محافظ كفر الشيخ لتفوقه الرياضى.
يقول حسام: "توفي والدي وتركني وبعدها أصيبت بالإعاقة، فكان الأطفال يخافون مني، ونظراً لأنني أقيم في قرية قررت تحدي الإعاقة، وبدأت أطور من نفسي وركزت في دراستي حتى تخرجت من الجامعة، وخلالها كنت حريصا على المشاركة فى كل فعاليات ذوى الإحتياجات الخاصة، وكنت فى اتحاد طلاب الجامعة، ومتحدثاً باسم المعاقين، وشاركت مع الجامعة فى فعاليات كثيرة وحققت مراكز متقدمة، وتخرجت فلم أجد عملا إلا فى شركة بيبسى، فاضطررت للعمل فى الحسابات بها لأدبر نفقات أسرتى وساهمت فى تجهيز شقيقتى للزواج، ثم التحقت بنادى الإرادة والتحدى وشاركت مع منتخب كرة الطائرة جلوس في مباريات كثيرة وحققنا العديد من الميداليات البرونزية والفضية".
حسام: "دهستني سيارة فبُترت قدمي واجتهدت لتحقيق حلمي"
يضيف حسام: "لم أشعر أنني معاق، وأصدقائي كانوا بجانبي طوال الوقت، ووالدتي دعمتني، وصممت على التفوق، حتى إنني كنت أوفق بين مواعيد عملي الخاص والتمارين الرياضية بالنادي، فكنت أضطر للعمل أسبوع ليلاً في الشركة الخاصة لأحضر التدريبات صباحا، وأنسق مع زملائى فى عملى وتحملونى كثيراً، خاصة وقت المعسكرات الرياضية التى شاركت بها، حتى أصبحنا ننافس على المراكز الثلاثة الأولى بكأس مصر للطائرة الجلوس لـ5 سنوات متتالية، وحصلنا على الميدالية البرونزية أكثر من مرة، رغم قلة الدعم وعدم الإمكانيات فى النادى ومنافستنا بين 18 ناديا منتشرا في أنحاء مصر ولعبنا بدون مدرب، حيث نخوض تدريبات على أيدى أكبرنا سناً، بيدربنا لياقة ونخوض التدريبات بينا وبين بعضنا وانضممت مؤخرا لمنتخب مصر".
يتابع قائلاً: "المتفوق لا يجب أن ينظر خلفه، فهناك الكثيرون يحبطونه ويقللون من جهده، لكن لكل مجتهد نصيب، وأنا مثال، أعمل مدرساً خصوصياً للإعدادى والثانوى، وأعمل محاسباً بشركة خاصة، رغم أنه ليس تخصصي، فضلاً عن أنني باحث ماجيستير، ولاعب في النادي، من يريد العمل سيبحث ويحقق ذاته، كل الموضوع توزيع وقت وفقاً للأولويات، لكن تزعجنا قلة الإمكانيات معندناش إمكانيات في النادى متوفرة، فضلاً عن عدم تقديم الدولة لنا الدعم الكافي سواء في الوظائف أو غيرها".
حواش: "أطالب بدمج المعاقين مجتمعياً وتفعيل دور المجالس الطبية"
يختتم قوله "إن نسبة الـ5% من الوظائف الخاصة بالمعاقين لا تذهب إليهم، إنما تذهب لغير المستحقين، والقوانين التي يناقشها مجلس النواب لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، واستبشرنا خيراً عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن 2018 عام ذوي الاحتياجات الخاصة، لكننا نطالب بالاهتمام أكثر من خلال تفعيل دور المجالس الطبية المتخصصة وعملها بشفافية حتى يأخذ كل ذى حق حقه، مشيرا إلى أن خطوة معاش المعاقين بحيث يحق له الحصول على معاش والده ووالدته، بالإضافة الى ضمهم لمعاش تكافل وكرامة، لكننا نطالب بدمجنا مجتمعياً من خلال توفير وظائف ملائمة لنا.