الدولة تخوض «حرب تطهير» بحيرات مصر
تطهير بحيرات مصر
هناك فى أقصى شمال المحروسة تقع بمحاذاة البحر المتوسط، تستمد منه مياهها منذ نشأتها الأولى، تتخذ البحيرات الشمالية أشكالاً وأحجاماً مختلفة، لكنها تتشابه فى تاريخها وحياتها وأزماتها، فهى مرايا تعكس ما مر بالبلاد من ثورات وفوضى أو من نظام واستقرار، حيث طالها الإهمال على مدار عقود ماضية، وتقلصت مساحاتها حتى احتضرت تحت فوضى الردم وصرف مخلفات المصانع، فضلاً عن أساليب الصيد الجائرة.
ولأنها جزء من الدولة التى انطلق فيها قطار التنمية، كان لزاماً أن يمر عليها ذلك القطار السريع لينشلها من كبوتها، لتشهد هذه البحيرات حملات تطهير لم ترها من قبل، بتوصيات رئاسية اجتمعت الأجهزة المعنية فى الدولة لتنفيذها منذ نحو عامين، بدأت تباشيرها عند «المنزلة» بتهلل أسارير الصيادين فور رؤيتهم كراكات عملاقة ترمى مئات الأطنان يومياً من باطن البحيرة إلى حوافها، وتعديات تُزال من على وجه البحيرة لينكشف أمامهم مستقبل مبشر وحياة أجمل، لكن فرحتهم هذه لم تدم كثيراً، فسرعان ما سقطوا فى الإحباط على يد عصابات تسطو على أرزاقهم، وتفرض نفوذها بالصيد المخالف والسرقة بل وحتى القتل أحياناً، وسط غياب شرطة المسطحات المائية.
عصابات تسطو على أرزاق الصيادين وتفرض نفوذها وتسرق وتقتل أحياناً.. أين شرطة المسطحات؟
«الوطن» أجرت جولة على البحيرات، وسط حملات التطهير، وكشفت خلالها عن جهود هائلة قامت بها الدولة لتطهير البحيرات، لكن أفسدها تقاعس شرطة «المسطحات المائية» عن أداء واجبها، وما زال الصرف الصحى يُرمى فى «البرلس»، وصيد الزريعة يجرى على قدم وساق عند البواغيز، و«مريوط» تحتضر بقطع منفذها على ترعة المحمودية وحصار العمران لها.