انكماش التجارة العالمية على خلفية الحرب الاقتصادية بين بكين وواشنطن
الرئيس الأمريكى والرئيس الصينى
منذ أكثر من ثمانية أشهر تعانى حركة التجارة العالمية من اضطرابات وتباطؤ متزايد، بسبب الحرب التجارية التى اندلعت منذ هذه الفترة بين العملاقين الاقتصاديين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
قامت هذه الحرب على أساس فرض الدولتين لقيود جمركية على السلع المصدرة والمستوردة بينهما، الأمر الذى أثر على حجم التبادل التجارى بينهما، وبكون الدولتين من أكبر اقتصاديات العالم انتقلت آثار هذه الحرب إلى التجارة العالمية.
وأعلنت منظمة التجارة العالمية (WTO) مؤخراً أن مؤشر التجارة السلعية العالمية انخفض خلال الربع الماضى إلى نحو 96.3 نقطة، ليسجل أقل مستوى له منذ 9 سنوات، ما ينبغى أن يكون إنذاراً لصناع السياسات من تباطؤ أكبر إذا استمرت التوترات التجارية بين الدولتين، وسجل مؤشر التوقعات الفصلية للمنظمة، الذى يشمل 7 محركات للتجارة، نحو 96.3 نقطة، وهى أقل قراءة منذ مارس 2010، انخفاضاً من 98.6 نقطة فى نوفمبر الماضى، وتشير أى قراءة دون 100 نقطة إلى انكماش فى نمو التجارة.
وأرجعت المنظمة هذا الانكماش فى نمو التجارة إلى الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وعلى الرغم من جولات المفاوضات بين البلدين للوصول إلى اتفاقيات تحد من هذه الحرب القائمة فإنه ما زالت آثار هذه الحرب واضحة على معدل نمو التجارة.
وليد جمال الدين: الحرب التجارية بين العملاقين سلاح ذو حدين بالنسبة لمصر.. و«طلبة»: قطاع المنسوجات حصل على فرص جديدة منها
ومن جانبه قال مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديرى للمنسوجات، إن للحرب القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تأثيراً إيجابياً على الصادرات المصرية نظراً لحاجة كلا البلدين إلى بديل مُصدر فى حالة ازدياد حدة الحرب بينهما، وأضاف طلبة أنه على الرغم من تباطؤ نمو حركة التجارة العالمية فإنه فى حالة دراسة المصدرين المصريين قائمة السلع الخاضعة للقيود الجمركية من جانب الدولتين يمكنهم الدخول إلى كل من السوقين بالسلع المثيلة، وبالتالى لن تتأثر التجارة الخارجية لمصر بالسلب نتيجة هذا التباطؤ، وذكر طلبة أن هناك العديد من القطاعات التصديرية المصرية التى يمكنها الاستفادة من هذه الحرب التجارية وأبرزها المنسوجات.
ومن جانبه قال وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء، إن الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين أثرت بشكل سلبى على حركة التجارة العالمية، نظراً لكبر حجم السوقين وارتباط الكثير من اقتصاديات العالم باقتصادهما العملاق، وأضاف جمال الدين أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من الممكن أن تمثل فرصة جيدة للصادرات المصرية، نظراً لبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن واردات من دول بديلة للصين، وذكر أن علاقة مصر التجارية بكل من الدولتين علاقة جيدة وتسمح لمصر بالدخول كبديل جيد فى السوقين الصينية والأمريكية ما يؤثر بالإيجاب على الميزان التجارى لصالح مصر، وأشار إلى أنه يمكن الاستفادة من هذه الفرصة عن طريق تحرك المصدرين لسد الفجوة من السلع التى تحظى بقيود جمركية من جانب الدولتين، وذكر أن هذه الفرصة من السهل أن تنقلب إلى تهديد فى حالة قيام دولة الصين على سبيل المثال بتصريف فائض صادراتها إلى مصر للتخلص من خسارتها من التصدير للولايات المتحدة الأمريكية، أو قيام الصين بتصدير هذا الفائض للدول المجاورة لمصر ما يؤثر بالسلب على الصادرات المصرية لهذه الدول.