«ناصر» يختبئ من الشتاء فى عشّة على الرصيف: 15 سنة فى الشارع
«ناصر» يعيش على الرصيف منذ سنوات
كان مستغرقاً فى النوم داخل عشّته المتواضعة، التى تستقر على الرّصيف، يُخبّئ نصف جسده داخلها، بينما النصف الآخر فى الهواء الطلق، يحاول ستره ببطانية مهلهلة، لا تفلح فى حمايته فى ليالى البرد القارس.
يعيش بلا مأوى وزوجته تقيم بمنزل والدها فى بولاق الدكرور
يقسو الشتاء على ناصر عبدالعظيم، الذى يسكن فى عشّة على رصيف مجاور لجامعة القاهرة، منذ 15 عاماً، تأتى الأمطار والرياح لتُحطّم فرشته، فيقضى ساعات فى إعادة ترتيبها حتى لا يصبح بلا مأوى، بينما أوراق الكتب اللى يبيعها تبحث عن شعاع شمس لتجف وتعود إليها الحياة مرة أخرى، وتصلح للعرض على زبائنه من شباب جامعة القاهرة.
حياة قاسية يعيشها «ناصر»، لم يجد لها بديلاً، منذ أن ترك مسقط رأسه الفيوم، وجاء إلى المحروسة بحثاً على فرصة عمل، أخذ يتنقل من رصيف إلى آخر، حاملاً عشته، التى صنعها بيديه من ألواح الخشب والقماش، ويخشى عليها من الأمطار والبلدية: «بييجوا يرموا حاجتى كل شوية»، محاولاً مقاومة أصوات «الكلاكسات» والمارة، التى تنخفض فى الساعات المتأخرة من اليوم.
يمارس «ناصر» عمله فى بيع الكتب إلى جوار فرشته، رغم أنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة، يحفظ فقط عناوين الكتب ويترك الاختيار للزبون، بعد أن يخبره بالثمن، ويدخل عشّته يشرب كوب الشاى الساخن.
يترك «ناصر» زوجته لدى بيت والدها، فهو يخشى عليها من الشارع، وفى الوقت نفسه لا يستطيع العيش معها فى بيت أهلها: «مش عايزها تتبهدل معايا، النوم على الرصيف مش سهل».