عميد «القومى للتغذية»: زيادة الوزن والأنيميا وقصَر القامة «مشكلة أمن قومى»
![الدكتورة عفاف عبدالفتاح تتحدث لـ«الوطن»](https://cdn.elwatannews.com/watan/840x473/20475992571552585832.jpg)
الدكتورة عفاف عبدالفتاح تتحدث لـ«الوطن»
كشفت الدكتورة عفاف عبدالفتاح، عميد المعهد القومى للتغذية، التابع لهيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية، عن جهود «المعهد» فى تقديم غذاء صحى سليم للمصريين، والخدمات التى يقدمها لمواجهة مشكلات المصريين الغذائية، وأشارت فى حوارها لـ«الوطن»، إلى تدشين «مطبخ تعليمى» داخل «المعهد»، لمساعدة الأمهات على اختيار وجبات غذائية صحية سليمة لأطفالهن، بحيث لا يكلفهن الطعام مبالغ مالية كبيرة، وتأتى بالفائدة الصحية للأطفال، حيث تتعلم الأمهات الوجبات المناسبة للأطفال من عمر 6 أشهر، وبالمجان، وتستطيع أى أم أن تستفيد من هذه الخدمة. وأوضحت «عفاف» أن «القومى للتغذية»، يضم عيادة لـ«الرضاعة الطبيعية»، لمساعدة الأمهات على مواجهة المشكلات التى تواجههن، من نقص للبن الطبيعى، أو مشكلات جسدية، فضلاً عن عيادات لمواجهة الأنيميا، وقصر القامة، والسمنة سواء للصغار أو للكبار، وأشارت إلى أن «المعهد» لديه عيادات متخصصة تُساعد المرضى سواء السكر أو الضغط أو مختلف الأمراض على اختيار الغذاء الذى يساعد على شفائهم أو تحسين نمط العلاج، دون الاستغناء عن الأدوية، بما يسهم فى تقليل الجرعات الدوائية مستقبلاً.
وأكدت أن «الأكل الفلاحى»، والطعام المصرى الأصيل هو الأغنى بالعناصر الغذائية، وأكثر الأطعمة أماناً للصحة، على نقيض «الوجبات الجاهزة المشبعة بالدهون»، ونصحت بأن تكون الوجبات بها ألياف، حيث تطرد كل ما هو مضر من جسم الإنسان، وأن يحتوى «الطبق الغذائى» على خضراوات سواء مطبوخة أو «سلطة»، وفاكهة، وحبوب وبروتين سواء نباتى أو حيوانى، ولفتت إلى أن الغذاء لا بد أن يكون متوازناً؛ فالعلم يتفق مع الحديث الشريف بأن يكون هناك ثلث للماء، وثلث للطعام، وثلث للهواء، مشددة على أن المصريين لا يهتمون بشرب المياه، مع أنها عنصر غذائى مهم.
د. عفاف عبدالفتاح: "الأكل الفلاحى" أغنى الأطعمة.. وأفضل من "الوجبات الجاهزة"
ما أبرز الخدمات التى يقدمها «القومى للتغذية»؟
- لدينا عيادات عامة للكبار والأطفال، وعيادات تخصصية؛ فنحن نعالج «سوء التغذية»، مثل النحافة والسمنة، وقصر القامة، كما توجد لدينا معامل للتحاليل، وصيدلية لصرف الأدوية بسعر مخفض للتذاكر، كما توجد لدينا عيادات متخصصة للعلاج بالتغذية، بالإضافة للأدوية التى يتناولها المريض بناءً على وصف من طبيبه.
تقصدين «التغذية العلاجية»؟
- هى أغذية مساعدة للعلاج، ولا يجوز أن يستغنى بها عن الأدوية كما يصورها البعض؛ فمريض السكر يجب أن يتناول دواءه، إلى جانب الأغذية الموصوفة له حسب حالته، وكذلك مرضى الضغط، والمفاصل، والسرطان.
وما دور «الأغذية» فى تلك الحالة؟
- تُساعد الأدوية على أن تأتى بنتيجة أفضل، وفى بعض الأحيان يتم تقليل جرعات الأدوية نتيجة الأثر الإيجابى لتلك الأغذية فى العلاج.
يكثر الحديث عن أمراض «التمثيل الغذائى»؛ فهل تعملون فى هذا المجال؟
- نعم؛ توجد لدينا عيادة متخصصة فى هذا الصدد، التى يوجد فيها نقص أحماض أمينية أو إنزيمات؛ فيتم وصف علاج لهم، وأغذية معينة، ويوجد لدينا «مطبخ تعليمى» يستفيدون منه.
لدينا "مطبخ تعليمى" لتعريف الأمهات بالأغذية السليمة والمفيدة لأبنائهن من عمر 6 أشهر.. ويعلمهن «نظرياً وعملياً».. وجميع خدماته بالمجان
ماذا تقصدين بـ«مطبخ تعليمى»؟
- نُعلم الأمهات كيفية تجهيز وجبات مغذية ورخيصة الثمن لصالح أطفالهن، بما ينعكس على صحتهم، ونموهم، ونشاطهم، وأدائهم فى حياتهم بصفة عامة.
وأين يوجد هذا «المطبخ»؟
- داخل المعهد القومى للتغذية.
وهل توجد شروط معينة لكى تأتى الأم لـ«المطبخ التعليمى»؟
- أى أم ممكن أن تأتى إلينا.
وما موعد عمل «المطبخ التعليمى»؟
- بالتزامن مع مواعيد العيادات، من الساعة 8 ونصف صباحاً، حتى الساعة 2 ونصف ظهراً.
وكيف يتم تعليم الأمهات فى «المطبخ التعليمى»؟
- هناك جزء نظرى، يتم إعطاؤهن معلومات علمية عن كيفية تغذية أبنائهن، وهناك شق عملى؛ فمثلاً «فطام الطفل»، يتم عمل وجبات من الحبوب أو الوجبات الموجودة بالسوق المحلية؛ فبدلاً من الوجبات الجاهزة من السوق المحلية، يتم تعليمها وجبات تعدها لأطفالها بطريقة آمنة، ومغذية لهم.
مثل ماذا؟
- لدينا معامل متخصصة فى معهدنا تعمل على تحليل العناصر الغذائية، واقتراح أفضل العناصر، ومنها نعلمها كيفية إعداد وجبات من خلطات حبوب القمح، والأرز، والفول، والشعير، ووجبات أخرى يضاف لها خضار، وفاكهة، وتجربها الأم، وتتعلم كيف تعدها لأبنائها.
وما سعر الاشتراك فى «المطبخ التعليمى»؟
- مجانى تماماً، والمريض لا يدفع شيئاً.
وهل «المطبخ التعليمى» يركز على أعمار سنية معينة؟
- كل عمر يكون له غذاؤه الذى يحتاجه، ونحن نركز على أعمار معينة، وهى الصغيرة، ولدينا عيادات لـ«الرضاعة الطبيعية».
نشجع "الرضاعة الطبيعية".. ونساعد الأمهات على علاج مشكلات مثل نقص اللبن أو انشغال الأم بعملها.. والعلم يتفق مع الحديث النبوى بأن نعطى الثلث للطعام والثلثين للماء والهواء
وما دور «عيادات الرضاعة»؟
- هى عيادات تتابع الأمهات اللاتى يرضعن أبناءهن، وتساعدهن على علاج المشكلات المتعلقة بالرضاعة التى قد تحدث لهن؛ فمثلاً لو كان اللبن قليلاً كيف تزيده، أو كان هناك «تشقق حلمة»، أو التهاب، أو لو كانت تعمل؛ فكيف ترضع ابنها بشكل لا يؤثر على نموه، وبشكل مغذٍ ومفيد له، ثم يتم توجيهها لـ«المطبخ التعليمى»، حيث يمكن إعطاء الأطفال وجبات معينة بعد الشهر السادس من ولادته، حتى عامين إلى 6 سنين يكون لها وجباتها، فكل مرحلة لها متطلباتها الغذائية.
وما أبرز نصائحكم للأمهات والأمور التى يتعلمنها داخل «المطبخ التعليمى»؟
- نعلم الأم أن الوجبات لا تكون مثل «أكل الشارع»، أو غنية بالدهون، وتكون الكميات ليست زيادة أو قليلة، ونتابع الوزن وطول الأبناء فى العيادات المتخصصة بـ«المعهد»، ونساعدهم على علاج أى مشكلة متعلقة بالنمو الخاص بهم.
وهل تقدمون خدمات أخرى داخل «معهد التغذية»؟
- لدينا وحدات متعددة؛ فمثلاً لدينا وحدة لتسجيل المنتجات ذات الاستخدام الطبى، مثل «المكملات الغذائية»، كالألبان، ولكنها تكون مدعومة بالحديد والكالسيوم، ولدينا أقسام تغذية إكلينيكية، تدرس المنتج قبل طرحه، وتحلل ما هو مكتوب عليه، وما موجود فى الواقع، وتحلل عناصره، حتى نتأكد أنه مفيد، ولن يسبب أضراراً للمواطنين، وهذا يسرى على أى منتجات غذائية تسرى فى الأسواق، مثل مشروبات الطاقة، وبدائل السكر، وكلها تتم دراستها فى وحدات المعهد.
ولماذا يعمل «المعهد» على تسجيل تلك المنتجات قبل طرحها بالأسواق؟
- لسنا مكاناً إدارياً للتسجيل، ولكننا نرى أنه يسير مع المحددات والإجراءات الدولية؛ فمدة الدراسة ليست كثيرة، ولكننا نحرص على أن يكون الغذاء ومشتملاته مطابقاً للمواصفات المصرية والعالمية، حرصاً على صحة ومصلحة المريض.
وهل هناك أمراض تنتج عن الأغذية؟
- نعم؛ فنحن لدينا أقسام نفحص فيها أكثر الأمراض الموجودة فى المجتمع والمتعلقة بمجال عملنا، ونجرى دراسات أولية مثل «فيتامين د»، وكثر الحديث عنها مؤخراً، مع مطالب بالاطمئنان على نفسك من حيث نقصه أو عدمه، وكنا من أولى الجهات التى تفحص؛ فصندوق المعهد كان يجريه بـ100 جنيه، فى وقت كان يكلف 145 جنيهاً، فى حين أن البعض يجريه بـ800 إلى ألف جنيه، وما زلنا نقدم خدماتنا فى هذا «الإطار».
وهل جميع العاملين فى معهدكم أطباء؟
- لدينا أطباء وكيميائيون وزراعيون؛ فلدينا فئات علمية مختلفة، وجميعهم مسجلون ماجستير أو دكتوراه لممارسة عملهم.
وما دور الكيميائيين؟
- يعملون داخل المعامل على بعض الدراسات؛ فمثلاً هناك معامل تدرس «كيمياء التغذية»، حيث تحلل تأثير ما يؤكل على «الأيض» لدى الإنسان، والهضم، وأجهزة الجسم المختلفة، ولدينا علوم الأطعمة؛ فنحن من أوائل الدول فى شرق البحر الأبيض المتوسط التى يوجد لديها «تحليل الأطعمة»، فأى أكل موجود يأكله الإنسان، لدينا تحليل «إيه مكوناته»، سواء جاف أو مطبوخ؛ ودرسنا ما هو الأكثر شيوعاً، مثل الأرز، والمكرونة، والمحشى؛ فلدينا تنوع جغرافى، ومنوعاته.
ماذا تعنين بتحليل مكونات الطعام؟
- نحدد فيه الطاقة والبروتين والدهون، ونحلل عناصر الفيتامينات؛ فلدينا «17 فيتامين وأملاح معدنية»، ونحلل الدهون لأنها عامل مؤثر على صحة المصريين، حيث توجد أحماض دهنية مشبعة وغير مشبعة وحميدة وغير حميدة.
تقولين إن «الدهون» لها تأثير سلبى على صحة الإنسان؟
- ذلك أمر علمى معروف منذ زمن، لكن دخلت أنواع معينة من المركبات الصناعية، وطرق الطهى السريعة، ليصبح هناك اهتمام بتأثير الدهون على الإنسان؛ فمعروف كل ما تكون الأحماض الدهنية غير مشبعة تكون آمنة لصحة الإنسان.
مثل ماذا؟
- زيت الزيتون من أفضل الدهون الموجودة، وزيت بذر الكتان، وغيره من الأكل المتعود عليه الإنسان المصرى من زمان.. هو غذاء آمن؛ فمثلاً «الزبدة الفلاحى» آمنة تماماً؛ فـ«الأكل الفلاحى واللى متعودين عليه من زمان هو الأكل الصحى والمفيد».
وهل هناك بلدان غير مصر تحلل «الأغذية» ومكوناتها؟
- تحليل الطعام الذى نأكله أمر تفعله كل بلدان العالم قبل أن تضع برامج أو استراتيجيات للتغذية، وتعرف المواطنين الأكل الصحى؛ فنحن مهتمون بتوعية الشباب والمثقفين حول الأغذية التى نتناولها، وتأثيرها عليهم سواء إيجابى أو سلبى؛ لدينا منتجات كثيرة عليها موافقة وزارة الصحة والسكان، وتلك منتجات تأخذ بها، وتُؤكل باطمئنان، ويجب أن ننشر ثقافة مراجعة محتويات الأغذية قبل أن نتناولها، لمعرفة كم سعراً حرارياً موجوداً فيه، ومكوناته؛ فيجب أن نتعود أن نقرأ مشتملات الأغذية، ونأخذ ما هو مفيد منها.
وما أبرز نصائحكم للمصريين فيما يتعلق بـ«التغذية»؟
- ننصح بتناول الأغذية التى يوجد بها «الألياف»؛ فكلما زاد معدل الألياف بنسبة معينة، يتم التخلص من كل ما هو مؤذٍ ومواد ضارة فى الجسم مع الأكل، لكن يجب أن يكون الطعام متوازناً.
وكيف يكون «الطعام متوازناً»؟
- يكون نصف الطبق خضاراً وفاكهة، لاحتوائها على فيتامينات وألياف، والأملاح المعدنية، وهى لازمة لهضم كل طعامنا؛ فيجب أن نواجه «الجوع الخفى».
ماذا تعنين بذلك؟
- أن تأكل، ولا يأخذ جسمك احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة، مثل فيتامين د، أو الكالسيوم أو اليود، أى «بياكل كتير وجسمه ميتأثرش بفوائد الأطعمة».
وكيف ستبنون تلك «الثقافة»؟
- نبدأ من البيت والمدرسة، ويساعدهما أدوات مثل الإعلام، وغيره؛ فنعلم المواطنين كيف يختارون وجبتهم، بحيث يوجد فيها «عيش»، وهو منتج من القمح أو الحبوب، ويكون موجوداً الخضار، مطبوخ أو سلطة، وبروتين، وأنتجنا منها قصصاً ودعاية بأسلوب مبسط للأطفال، وغيرهم، وقدمنا هذا الموضوع للدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، لإدراجها فى المناهج التعليمية بداية من «رياض الأطفال»، بحيث نوعيه على الأكل، وتطبيقاته، بحيث تتم عبر «ألوان»، ويختار وجباته عبر عناصر مختارة؛ فمثلاً تجعل الطفل يختار وجبته، يكون أساسها الخضار والعيش أو الأرز وبروتين، وهنا يكون «الطبق كمل»، لكن يجب أن نترك ثلثاً للماء، وثلثاً للهواء؛ فالمياه لها دور فى الشبع، والهضم، وهو ما يتوافق علمياً مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا الصدد.
المياه تساعد على "الحرق".. ويجب أن نتناول 8 أكواب يومياً.. وألياف الخضراوات والفواكه تطرد الأضرار.. ويجب تغيير "ثقافة الدليفرى".. وأكلات الفول والكشرى وطبق البصارة مفيدة للصحة
وهل المياه من «عناصر الغذاء»؟
- بالتأكيد، ونحن شعب ننسى أهمية المياه، ولا نعمل لها حساباً، وهى من أهم عوامل حرق الغذاء فى الجسم، وهى عوامل حماية من أمراض كثيرة.
وما الكمية المفضل أن يأخذها الإنسان يومياً من المياه؟
- من 8 إلى 10 أكواب مياه، ومع كل إحساس بالعطش أو الحر، تزيد الكمية، ويجب أن نحسبها؛ ورياضة المشى مهمة جداً؛ فيجب ألا نركب على كل شىء؛ فالحركة والمشى مفيد، ويجب أن نعلم الطلاب بالمدارس، وشباب الجامعات أهمية الحركة والرياضة بشكل عام، وفى المدن الجديدة نخطط مسارات للدراجات؛ فيجب أن يكون هناك يوم للحركة، وتفعيل الأنشطة الرياضية فى المدارس، وهو أمر مهم لحياة صحية آمنة وسليمة؛ فكثير من البلدان تفرض على موظفيها كل ساعة هناك 10 دقائق يتنزهون فيها، حيث يزيد ذلك التركيز، ويزيل القلق، والاكتئاب، والضغط العصبى، وتجعلك تستعيد نشاطك، وتفكيرك، ولا تجعلك تشعر أنك «تعبت ومش قادر تركز»، وهو ما لا نسميه سوى «نمط حياة صحى».
وهل ستستعينون بالدراما فى ترسيخ هذا النمط فى أذهان المصريين؟
- بالتأكيد، الدراما وغيرها من الأدوات؛ فعلاج «التقزم» مثلاً ليست مشكلتنا فى وزارة الصحة والسكان فقط، ولكن مشكلة مجتمعية يجب أن يشارك فيها الجميع؛ فمثلاً يجب أن نغير ثقافة طلب كل شىء «دليفرى»، ونعمل على توصيل الرسالة؛ فوضع جملة أو جملتين فى الدراما يساعد على حل المشكلات فى بلدان كثيرة، وتوعية المدرسين، والأب والأم، ونأتى بالكبار؛ فحين نظمنا حملات لدعم الملح المعزز باليود، كنا نوعى الأهل حتى لا تهد وتهدم الصحيح فى أذهان الأطفال.
يجب أن نعتاد على قراءة مشتملات الأغذية ومحتوياتها قبل تناولها لاستبيان عدد السعرات الحرارية ومكوناتها
وكيف ترين مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للاكتشاف المبكر للأنيميا والسمنة والتقزم وعلاجها؟
- مجهود من وزارة الصحة والحكومة كبير للغاية، للكشف عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم، بالعدد الكبير المستهدف، الذى يبلغ 12.5 مليون طالب وطالبة؛ ولدينا مؤشرات منذ عام 2005 أن هناك تصاعداً فى مؤشرات الأمراض الثلاثة لدى أطفالنا.
هل هذا يعنى أن بداية زيادة الأنيميا والسمنة والتقزم لدى المصريين كانت منذ عام 2005؟
- نحن كمعهد قومى للتغذية لدينا دراسات من أواخر التسعينات، ولدينا أبحاث منذ عام 2000، تقول إن 70% من المصريين مصابون بزيادة وزن وسمنة بين البالغين أكثر من 18 سنة، وكان من عمر سنتين إلى 6 سنوات، 2.5%، ومن 5 سنوات إلى 10 سنوات نحو 5.5%، وهو مؤشر للزيادة.
ولماذا لم نواجه تلك الظاهرة حين رصدناها؟
- كانت هناك محاولات فردية لمواجهتها، ولكن الوضع مختلف عما يجرى حالياً؛ فالآن لدينا استراتيجية قومية لمواجهة هذه الأمراض، بمعنى أن جميع أجهزة ومؤسسات الدولة تعمل على مواجهة هذا الأمر، بعد الانتباه لتلك المشكلة، بداية من الإعلام، وشركات التغذية الكبيرة يجب أن تساعد بحملات كبيرة، مع إمكانية بحث زيادة الضرائب على التغذية المضرة أو كل ما هو مضر مثل التدخين؛ فالحكومة الحالية تعمل على بناء الإنسان فى مختلف المجالات، ومنها المجالات الصحية.
وما الذى تقولينه لأولياء الأمور فى هذا الصدد؟
- يجب أن نوعى المواطنين أنه كلما تم حل مشكلة تلك الأمراض مع الطفل فى أوقات مبكرة، وفى صغره ستكون النتائج أفضل.
وهل سيؤثر ذلك على الأطفال فى المستقبل؟
- بالتأكيد؛ فمثلاً مشكلة قصر القامة كنت أقول إنها «مشكلة أمن قومى»، وهناك معدلات دولية للطول فى كل مرحلة سنية، وكلما يقل عنها فى مرحلة معينة يسير فى مسار قصر القامة، وعياداتنا تعد منحنى لهذا الصدد، ومراكز الرعاية الصحية الأولية كذلك، فحين تعرفه فى صغره ستفيده، لكن حين يصل للبلوغ يصل النمو مداه.
وما تأثير «قصر القامة» إذاً؟
- الإنسان البالغ قصير القامة بشدة أو التقزم قد يواجه مشكلات فى بذل مجهود، وأجهزته قد لا تعمل بشكل سليم، وكل الدول تنتبه لذلك حالياً.
ماذا عن «الوجبات المدرسية»؟
- نحن نشترك مع جهات أخرى فى وضع مواصفات «الوجبة المدرسية»؛ فما توفره الدولة فى هذا التوقيت أقصى ما تستطيع تقديمه بسبب «الميزانية»، وحين وضعت أهداف «الوجبة»، كانت أن تمده بالعناصر لمساعدة الطفل على استمرار يومه، وفى بعض المناطق الفقيرة كانت تساعد على انتظام الأطفال بالمدارس، وأريد أن أقدم للطالب وجبة غير نمطية يحبها، ويريد أن يتناولها، وتفيده؛ فوضعت مجموعة من الأنواع، نراجعها هل مطابقة لاحتياجاته؛ فقيل إنه سيتم وضع عصير وحلوى ومربى، وقلنا إن الطفل لا يستطيع أن يتحمل تلك الكمية من السكر، ووضعنا وجبات، ولا يوجد مكان يجهز 11 مليون وجبة تقريباً؛ فمن السهل أن أعلق المشكلة على شماعة أحد، وأن نضع مواصفة وفق الإمكانيات المتاحة.
وما أقرب الوجبات التى تقدمونها للطلاب؟
- ما نريد أن نصل إليه، وما تم عرضه على لجنة التغذية المدرسية، أن نجعلها بناء على احتياج المحافظات، ومن الممكن أن تكون مركزية؛ فمثلاً فى الوادى الجديد يجب أن تكون الوجبة بها بلح، وفى الصعيد ننظر احتياجاتهم، بالاختيارات والبدائل، لتكون أفضل، وقلنا إن «البسكويت» متاح.
وكيف ترين «أغذية المصريين»؟
- «إحنا مش شعب جعان»، كما يقول البعض، ولا يوجد أحد ينام «من غير أكل»، وأكلنا المصرى الأصيل هو الغنى والمشبع، وهو الأكل الذى تأكله أى أسرة مصرية؛ فمثلاً الفول والكشرى وطبق بصارة أو بطاطا، هى أفضل من الوجبات الجاهزة.
كيف نواجه السمنة؟
أولاً نحتاج أن نفهم، أنه يجب ألا نقول للإنسان عندك سمنة؛ لأنك لو وجهت لوماً، أو قلت للإنسان «أنت مريض»، فإن ذلك سيمثل حائط صد ليس له داعٍ، لكنى أخاطبه بأنى أدلك على طريقة صحية للحفاظ على صحتك؛ فلن يكون الأمر مجرد حملة ينساها المواطنون بمجرد انتهائها، ولكن نبنى ثقافة يمكنها أن تسود داخل مجتمعنا.
مبادرة «الأمراض الثلاثة»
حملة الكشف والعلاج المبكر لطلبة المدارس الابتدائية من أمراض السمنة والأنيميا والتقزم.
تأتى تنفيذاً لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى بمواجهة الأمراض الثلاثة، والاهتمام بصحة الطلاب.
تجرى الحملة خدمة قياس نسبة الهيموجلوبين بالدم للكشف المبكر عن الأنيميا.
يتم قياس الطول والوزن لتحديد مؤشر كتلة الجسم ومستوى السمنة والتقزم.
تستهدف ما يقارب 12 مليون طالب فى أكثر من 22 ألف مدرسة.
225 عيادة تقدم خدماتها لطلاب الابتدائية فى الحملة.