حسن البنا لم يولد فى قرية شبشيرة ولم يعش فى المحمودية ولا أصل للعائلة فى البلاد.. البنا لم يحصل على شهادة عليا من كلية دار العلوم وإنما حصل على «تجهيزية» دار العلوم فقط، ولم يكمل دراسته وترك الجامعة وانتقل إلى الإسماعيلية مدرساً للخط العربى.. الإسماعيلية عندما ذهب البنا إليها كانت مركزاً للأعمال الفدائية ضد الاحتلال البريطانى والقوات الإنجليزية، وهنا نضع ألف خط.. البنا لم يحصل على أول دعم لجماعته من شركة قناة السويس إنما من بنك «بلوم» البنك الذى يمتلكه أحد أشهر قيادات المنظمات الماسونية بفرنسا.. البنا لم يلتق «البارون دى بنوا» رئيس شركة قناة السويس، كما قال فى مذكراته، لأنه لا توجد شخصية بهذا الاسم من الأساس! البنا التقى «دو فوجوى» الذى جاء رئيساً لشركة قناة السويس عام 1927، أى قبل تأسيس الجماعة بعام وظل بها حتى عام 1948 وغادر مصر عقب إعلان قيام «إسرائيل» وعاد إلى فرنسا، و«دى فوجوى» كان هناك عمدة بلدية «أويزون» ومؤسس جمعية «التبصر الفرنسية»، التى تتبع المحفل الماسونى بفرنسا، وهو وأسرته ملاك بنك «فرنسا» وقتها، وحصل على «ماركيز» وهو أعلى الألقاب فى قائمة ألقاب النبلاء! البنا التقى «دى فوجوى» لأول مرة بالقاهرة وليس الإسماعيلية «بحضور شخصية ثالثة لا تقل خطورة عن «دى فوجوى».. مفسر القرآن الكبير الشيخ طنطاوى الجوهرى صاحب تفسير «الجواهر» ترك الجماعة مبكراً، قائلاً «الإسلام دعوة وليس غزوة».. جمال عبدالناصر لم يكن يوماً عضواً بجماعة الإخوان على أى مستوى تنظيمى، وكل ما يشاع دعاية إخوانية عنه للتدليل على «غدره بهم».. الجهاز السرى للإخوان هو من اغتال المطربة أسمهان بطلب من المخابرات البريطانية لاتصالها بالألمان دون رغبة بريطانية ولثرثرتها الدائمة عن علاقتها بالبريطانيين.. الإخوان بطلب من جهات مذكورة وراء حرائق حارة اليهود وغيرها من حرائق ممتلكات اليهود للدفع بهم لترك مصر والذهاب لإسرائيل.. الجهاز السرى أيضاً هو من اغتال البنا وليس البوليس السياسى، بسبب رغبة البنا تسليم كشوف أسماء أعضاء الجهاز لوزارة الداخلية كشرط أساسى لبدء صفحة جديدة مع الإخوان.. كل قصص الإخوان عن صمود البنا فى المستشفى قبل رحيله ووصول الملك للتشفى فيه لا أصل له ولا دليل عليه، وكلها قصص لتحويل الحادث إلى أسطورة كبيرة.. الإخوان وراء حريق القاهرة وبصمات الجماعة فى أكثر من موضع مذكورة بالأسماء.. الجهاز الخاص هو من اغتال السيد فايز.. الإخوان على صلة بحادث «لافون» الشهير وتفجير عدد من المصالح لإفساد العلاقات المصرية الغربية بعد قيام الثورة.. عبدالعزيز كامل عضو الجهاز وعبدالرحمن السندى هما من أبلغا جمال عبدالناصر بتدبير الإخوان لاغتياله.. حكمت أبوزيد أول وزيرة فيما بعد كانت الوسيط بين عبدالناصر وعبدالرحمن السندى.. حادث المنشية تدبير إخوانى كامل وشامل لكن عبدالناصر تركه يحدث بترتيبات خاصة لكشف الإخوان على حقيقتهم.. والد عبدالرحمن السندى كان يعمل عند أسرة عبدالحكيم عامر بالمنيا، وهو من جذور غير مصرية وأسرة عامر من أنفقت عليه وعلى تعليمه، وهو ما ساهم فى مراجعات السندى وتراجعه واعتباره شاهداً والعفو عنه رغم أنه مؤسس الجهاز الخاص.. السندى مات مقتولاً وليس صحيحاً أنه مات عام 1962 طبيعياً.. طبيب عبدالناصر الخاص يكشف نوع الحقن التى حقنوا بها السندى للانتقام منه ويبلغ بها عبدالناصر الذى يكلف سكرتيره الخاص بالإشراف على التحقيق فى الأمر بنفسه.. قاتل السندى من أب درزى وأم يهودية جاءت إلى مصر بعد وفاة زوجها هرباً من أحداث الثورة السورية الكبرى على الفرنسيين.. القاتل كان على صلة بـ«إيلى كوهين» الجاسوس الإسرائيلى الشهير بسوريا، الذى تمكنت المخابرات المصرية من ضبطه وإبلاغ السوريين وأعدم هناك بأحد الميادين العامة بعد رفض كل الضغوط والإغراءات للإفراج عنه.. عبدالناصر يقيل لواء بجهاز مهم بتهمة تعذيب شقيق عبدالرحمن الشرقاوى!!
كل ما سبق وغيره من الأسرار المدهشة بل والصادمة يفجرها ثروت الخرباوى فى كتابه القنبلة «سر المعبد2»، متضمناً الدليل على ما يقول مشفوعاً بالتواريخ والأسماء والأرقام وشهادات الشهود والتحليل المنطقى للأحداث.. حتى إنك إن كنت مثلنا ممن قرأوا كل إصدارات الإخوان وما كتب عنهم وما صدر عمن تناولهم بحياد تام مثل ريتشارد ميشيل أو طارق المهدوى إلا أنك ستكتشف مثلنا أيضاً أنك لا تعرف شيئاً عن «الإخوان» على الإطلاق، وأنك تقف أمام تاريخ مزيف لا علاقة له بما جرى فى الواقع.. مساحة المقال لا تحتمل مزيداً من الأسرار ولا مزيداً من الشرح.. كل ما نعرفه أن بين أيدينا واحداً من أخطر ما نشر فى مصر أو ربما الأخطر فى نصف قرن.. إذ يفك طلاسم وألغازاً استعصت على الحل وعلى الفهم.. من مؤلف وكاتب ومفكر بارز بذل مجهوداً خرافياً وحصل على شهادات وأحاديث مسجلة والتقى بمن منعوا أنفسهم عن غيره لنرى تصاريف القدر تتدخل لتقرر أمراً كان مفعولاً!
«سر المعبد2» طبعته الهيئة العامة للكتاب وحسناً فعلت.. إلا أننا نندهش من عدم وجود صحيفة يومية كبرى تتعاقد على نشره لتيسر حصول الناس على ما فيه ولا عرض بطبعة شعبية، رغم أنه يستحق حلقات لروايته وحلقات تحوله درامياً فى حالة من التأمل الطويلة جداً للكتاب لا نعرف سرها ولا سببها!
نحن أمام وثيقة خطيرة ومهمة تحتاج اهتماماً على قدرها وعلى قدر مؤلفها وما بذله من جهد!