معاناة سكان العقارات المتلاصقة: «البيوت مش أسرار»
بيوت متلاصقة فى أحد شوارع منطقة مطار إمبابة
شوارع شديدة الضيق لا تسمح بمرور سيارة، والبلكونات فى الأعلى تكاد تكون متلاصقة، تسمح بأن تقوم إحدى الجارات بتبادل الأغراض مع جارتها دون أدنى مجهود، هذا الوضع المنتشر فى بعض المناطق العشوائية لا يتماشى مع مقولة «البيوت أسرار»، فأى أسرار فى بيوت أصحابها لا يتمتعون بأى خصوصية، فالجيران يعرفون مشاكل بعضهم البعض بسبب القرب الشديد فيما بينهم.
سهولة تواصل ماجدة صلاح، التى تسكن فى شارع على جنيدى، بمنطقة مطار إمبابة، مع جاراتها، سواء بالفضفضة من خلال البلكونات الخاصة بهن، أو تبادل المساعدات والنواقص المنزلية، ساعدتها على التأقلم مع الوضع، تجده محرجاً فى كثير من الأوقات بسبب عدم وجود الخصوصية لكنها اعتادته، وساعدها على ذلك وجودها أغلب الوقت فى محل البقالة الذى يملكه زوجها: «ساعات الواحد بيبقى عايز يقعد براحته وبهدوم البيت بالذات فى الصيف، وبنبقى فاتحين البلكونة والشبابيك عشان الهوا يدخل، لكن ده بيعرضنا لمواقف محرجة كتير، فجأة تلاقى واحد فى البلكونة اللى قدامك شايفك كأنه قاعد معاك فى الشقة، لكن أغلبنا اتعود».
"أم كريم" تتغلب على المشكلة بـ"ستائر سميكة".. و"عبدالحميد" يبتعد عن البلكونة حتى لا يجرح جيرانه
باستخدام الستائر السميكة تحاول أم كريم، أن تحتمى من أنظار جيرانها، الذين دائماً ما يكونون فى مواجهتها سواء من البلكونة أو الشباك، انتقلت منذ 20 عاماً للعيش فى منزل عائلة زوجها بإمبابة، ومن وقتها وهى لا تشعر بأى خصوصية وكل نقاش بينها وبين زوجها أو أولادها يصل إلى جيرانها ولا تستطيع منع ذلك بحكم تقارب الشقق والبلكونات من بعضها: «كلنا بنسمع بعض تقريباً مافيش أسرار بتستخبى ما بينا، فى المناطق الشعبية الحاجات دى بنتعامل معاها بحب، كلنا بنسمع ضحكنا وخناقاتنا، وسهل نحدف لبعض السبت لما نعوز حاجة».
على الرغم من أن التفاصيل الخاصة بالبيوت معروفة للجميع، لا يشعر عبدالمجيد حسن بأى ضيق لأنه ليس من محبى الوقوف فى البلكونة، وأغلب وقته يكون إما فى العمل أو يجلس فى مقهى قريب من منزله، مبرراً ذلك بأن لديه اعتقاداً بأن البلكونة مساحة ترفيهية خاصة بالسيدات، يقفن فيها لأعمال خاصة بتجفيف الخضراوات أو نشر الغسيل أو التحدث مع الجارات: «المشكلة فى الشوارع الضيقة زى اللى ساكنين فيها إن الواحد مابيعرفش يقعد فيها أو حتى يعمل فيها مناسبة زى الفرح بيبقى فيه ربكة، بس ده نصيب، أهم حاجة أن الواحد عنده بيت يؤويه ويعيش فيه مرتاح».