سعادتى مثل كل مصرى لا تُوصف باحتراف شيكابالا فى سبورتنج لشبونة، ومن قبله انتقال محمد صلاح من بازل السويسرى إلى تشيلسى الإنجليزى، فكلاهما انتصار لم تحققه الكرة المصرية فى مجدها، عندما فاز المنتخب بثلاث بطولات متتالية لأمم أفريقيا، ونافس بقوة على إحدى بطاقات التأهل لمونديال 2010، ووجود لاعبين فى حجم شيكا وصلاح فى ناديين كبيرين على المستوى العالمى مجرد خطوة صغيرة لمشوار طويل وصعب لم يبدأ بعد.
لكل من صلاح وشيكا تجربة سابقة فى الاحتراف لعل كلاً منهما يستفيد منها فى مشواره المقبل، فشيكابالا لعب لنادى باوك اليونانى، وهو ابن التاسعة عشرة ولم يحقق النجاح المطلوب رغم إمكانياته التى لا يُختلف عليها، لكنه قادر على النجاح هذه المرة بشرط أن يساعده جهازه العصبى وتكوينه البدنى، وعليه أن يتناسى التجربة الماضية، ويأخذ منها إيجابيات «حياة الاحتراف» لتكون تجربته مع لشبونة مختلفة، فرحلته إلى البرتغال، إما أن تصنع منه نجماً يفيد المنتخب والكرة المصرية، وإما أن تجعل منه أطلالاً يبكى عليها جمهور الزمالك، بعد أن تغنوا له وبه كثيراً، دون أن يقدم ما يرد به جميل الجمهور عليه.
أتمنى أن يجلس شيكابالا مع نفسه فى بداية رحلته مع ناديه الجديد، ليحاسب نفسه، ويعاهدها على أن يكون مختلفاً ولو لمرة، ليصنع شيكابالا ما يستحق أن يكون.
أما محمد صلاح، فإشفاقى عليه يزداد رغم ثقتى فيه ومعرفتى الجيدة به، وكيف تطور فى الفكر والأداء، لكنه أمام تحدى الدورى الإنجليزى الصعب الذى يعتمد على القوة البدنية والمهارة بخلاف نظيره السويسرى الذى تزداد فيه المساحات، واللعب فى فريق مثل تشيلسى يحتاج منه لتركيز غير عادى، ولذا أرجو أن يبتعد عنه الإعلام المصرى، وأن يتركه يركز ليعبر أصعب امتحان فى حياته، خصوصاً أن ما مر به اللاعب لا يستوعبه عقل، فصلاح قبل 28 شهراً، وتحديداً فى أغسطس عام 2011 لم يكن يعرفه أحد فى مصر أكثر من زملائه بقطاع الناشئين بنادى المقاولون، وكانت مشاركته فى كأس العالم للشباب وتألقه أمام البرازيل والأرجنتين بداية المعرفة، ثم كانت مشاركة المنتخب الأولمبى فى المغرب بالتصفيات النهائية المؤهلة للأولمبياد، ثم أولمبياد لندن، واحترافه فى بازل فى الدورى الأوروبى ومع المنتخب فى تصفيات كأس العالم محطات تحدٍ ونقلة ليجد اللاعب نفسه يلعب فى أحد أكبر أندية العالم بين صفوة النجوم، بشكل يصيب أى إنسان غير متزن بالجنون، لكن صلاح القريب من الله، قادر أن يكون واحداً من عظماء اللاعبين فى أوروبا.
وأخيراً أتمنى أن تكون تلك النقلة لعدد من لاعبينا على المستوى الاحترافى بداية لفتح صفحة جديدة لصالح الكرة فى مصر، وأن يركز الجميع على تجاوز آثار المرحلة الماضية بعدما أثبت الحل الجذرى لأزمة البث الفضائى التى شغلتنا على مدار أشهر أنها كانت مفتعلة و«شغل شياطين»، وأن أحداً لا يُغلب إلا مصلحته فقط، رغم أن الخسائر نتيجة «العند» تصب فوق رؤوس الجميع.