"سيارة الموت".. حكاية مصرع 4 أطفال من أسرة واحدة في ترعة المريوطية
احد شهود العيان يكشف تفاصيل الحادث المروع
لحظات قليلة ما بين الضحكات التي كانت تملأ جنبات سيارتهم، وبين صرخات الاستغاثة، طلبا للنجدة من الغرق، كانت هي آخر ما تلفظت به أسرة (سيدة تقود رفقة أبنائها الـ3، وابني شقيقتها) قبل سقوطهم في ترعة المريوطية، بالقرب من قرية ميت رهينة، بمنطقة البدرشين، في محافظة الجيزة، أودت بحيات 4 من الصغار ونجاة الأم وابنة واحدة فقط من فلذات كبدها الـ3.
محاولات أهالي القرية والمارين على الطريق لإنقاذ كل أفراد الأسرة باءت بالفشل، حين تدافعوا إلى الترعة محاولين رفع السيارة، وبعدما عجزا (لثقلها نتيجة غمرها بالمياه) كسروا زجاج نوافها، ولكن بعد أن "فات الأوان" وصعدت روح الصغار الـ4 إلى بارئهم، بينما نجحت السيدة وصغيرتها.
وعزا بعض سكان القرية، سبب الحادث، إلى إهمال المسؤولين للطريق وعدم تطويره أو وضع حواجز خرسانية على حافتي الترعة، منعا لوقوع الحوادث التي يرونها يوميا.
"سيارة الموت".. هكذا وصفها أحد مزارعي القرية حال روايته لنا تفاصيل الحادث الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح أمس، الجمعة، قائلا: "إحنا كنا بنشتغل فى الأرض بالقرب من الترعة، وكنا شايفين العربية اللى وقعت فيها جاية من بعيد، وفجأة ظاهرة سيارة قطعت الطريق عليها، حاولت قائدة السيارة الأولى تفادي الأخيرة، إلا أنها وقعت في الترعة".
وتحدث محمد طارق (33 سنة)، شاهد عيان، عن ما فعله المتواجدين في موقع الحادث حتى وصول قوات الأمن، وسحب السيارة ومن فيها، إذ قال: "كل الناس اللى كانت موجودة جريت على العربية، علشان ننقذ الناس اللى فيها، كسرنا إزاز العربية، وطلَّعنا الأطفال، ولقيناهم كلهم جثث، كله مات، ومفيش ربع ساعة وجت سيارات الإسعاف، والشرطة، ورفعوا العربية، ونقلنا 4 جثث للأطفال، والمصابين كمان، كله راح على مستشفى إمبابة العام".
الحزن يمتد من قرية ميت رهينة، إلى منطقة الكنيسة بالطالبية حيث مكان إقامة السيدة (قائدة السيارة)، وتدعى شيماء جمال (34 سنة)، وشقيقتها "هبة الله" (37 سنة)، بعدما فقدت كلا منهما 2 من أبنائهما "رفيدة محمد فتحي" 11 عاما، وشقيقها "مصطفى" 4 سنوات، أبناء الثانية، وفقدت الأولى ابنتها "هدى مصطفى" 10 سنوات، وشقيقها الرضيع "عبد العزيز" يبلغ من العمر عاما واحدا.
النيابة العامة انتقلت إلى مكان الواقعة، وناظرت جثث الأطفال الأربعة، وصرحت بدفنهم، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الحادث، واستدعاء قائدة السيارة وشقيقتها، لسماع أقوالهما حول ملابساته.
وذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، التى جرت تحت إشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، أن بداية الواقعة، بورود بلاغ لشرطة النجدة بالجيزة، يفيد بسقوط سيارة ملاكي في ترعة المريوطية على بعد أمتار من كوبري ميت رهينة على طريق دهشور، بالبدرشين.
وانتقلت قوة أمنية من المباحث، تحت قيادة اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عبد الرحمن أبو ضيف رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، والعميد خالد فهمى مأمور مركز البدرشين.
وبعدخلال المعاينة والتحريات، أن عجلة القيادة اختلت في يد والدة الطفلين الأولين، (خالَةْ الـ3 الباقين)، عندما حاولت أن تفادي سيارة أوشكت على الاصطدام بها، فسقطت سيارتها في ترعة المريوطية.
وتبين وفاة الأطفال "رفيدة محمد فتحي" 11 عاما، وشقيقها "مصطفى" 4 سنوات، وابنة خالتهما "هدى مصطفى يوسف" 10 سنوات، وشقيقها الرضيع "عبد العزيز مصطفى يوسف" عام واحد، وأصيبت شقيتهما "فريدة" 7 سنوات.
وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيق.