بطل الاستطلاع المقاتل: عشت خلف خطوط العدو لأنقل للقيادة أدق التفاصيل والمعلومات
سعد زغلول
واحد من أبطال القوات المسلحة الذى استطاع ببسالة أن يزرع نفسه خلف خطوط العدو، ليحصل على المعلومات التى أدت إلى التعديل والتدقيق فى خطة العمليات ومواقع تمركزات القوات، حيث استطاع المقاتل العريف سعد زغلول تعلُّم اللغة العبرية فى وقت قصير كتابةً واستماعاً وترجمة فورية لدرجة أنه كان يطلع على أدق التفاصيل التى كان يتحدث عنها الجنود متخفياً فى زىّ سيناوى.
التقت «الوطن» بالمقاتل زغلول الذى انضم لوحدات الاستطلاع، وكانت مهمته مراقبة العدو ليل نهار على خط القناة، وإبلاغ القيادة بكل المعلومات التى كان لها تأثير كبير على تعديل سير المعركة فى 1973.. وإلى نص الحوار:
ما أهم المعلومات التى حصلت عليها من خلف خطوط العدو وأبلغت بها القادة؟
- تعرَّفت على العديد من المواقع للأسلحة والذخيرة وأماكنها لقوات العدو، فضلاً عن الاستماع إلى بعض التحذيرات والإشارات اللاسلكية التى كانت ترسَل بينهم، وتم إبلاغ القادة بتلك المعلومات، وساعدنى على ذلك إلمامى الكامل باللغة العبرية.
سعد زغلول: صرخات استغاثة العدو فى حرب أكتوبر كانت تشفى غليل صدورنا
احكِ لنا عن أهم اللحظات التى عِشتَها خلال تلك الفترة.
- أهمها سماع استغاثات قوات العدو فى لهفة وطلب الاستنجاد من سلاح الجو الإسرائيلى، حيث كانت تشفى غليل صدورنا، وكان «بينى بيلد»، قائد سلاح الجو الإسرائيلى، يرد على طلبات الاستغاثات لهم ويقول: لن أتمكن من خروج سلاح الجو إلى هذا الحد حيث كانت تمركزاتهم فى الدشم المواجهة للقناة، وأخبرهم بأنه «ممنوع الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومتراً»، وذلك بعد بدء الحرب، وتقدُّم القوات المصرية فى أول أيامها، وكانت شهادة رائعة للدفاع الجوى المصرى.
وماذا عن فترة ما قبل الحرب؟
- كنت قبل الحرب بـ3 سنوات فى منطقة البحر، وكان العدو يتجسس على قواتنا هناك، ووقتها كان الفريق سعد الدين الشاذلى قائداً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، وهو الذى طلب إرسال عدد من المجموعات لتكون موجودة خلف خطوط العدو، لنعرف ما يدور، وإخبار القيادات به، وهو ما تم بالفعل، وكنت أحد تلك العناصر، ولكن أريد أن أوضح أنه لولا حرب أكتوبر 1973 ما كان العدو سيفكر أبداً فى الانسحاب من سيناء، والدليل على ذلك أننى عندما كنت أستطلع العدو وأراقبه ليل نهار، كان يواصل استفزازاته لنا برحلات منظّمة كل سبت لطلبة المدارس والفرق الفنية، من أجل ترسيخ هذا الاحتلال فى نفوسهم، وقد بدا ذلك واضحاً فى كتبه التى تركها فى خط بارليف، وترجمتها لكى نقف على فكر العدو المغرور الذى كان يقول لجنوده فى كذب وزيف، إن «سيناء منذ قدم التاريخ أرض تابعة لإسرائيل، واعلم وأنت فى خط بارليف الحصين أنك تدافع عن البيت.. بعيداً جداً من البيت يجب منع العدو من الملاحة فى القناة»، وكانت من أهم خططهم أنهم يستقتلون من أجل أن تظل القناة مشلولة دون حركة ملاحية.
الأجيال القادمة والحالية عليها معرفة أن حرب أكتوبر هى التى صنعت وقادت عملية التحرير عام 1982
ماذا تقول عن تلك الفترات العصيبة من عمر الوطن للأجيال القادمة؟
- الأجيال القادمة والحالية يجب أن تعرف أن حرب أكتوبر هى التى صنعت وقادت عملية التحرير فى 25 أبريل عام 1982، وهو عيد الاحتفال برجوع سيناء كاملة، إلا مدينة طابا التى تمت استعادتها عام 1989، وفقاً للمفاوضات الدولية، ولكن سيناء تسلمتها مصر بعد خروج العدو منها، ورفعنا العَلم المصرى على كل أراضى سيناء شمال وجنوباً، وهذه اللحظة لا يمكن أن أنساها، وشعرت بفخر إضافى أننى استطعت أن أنسج خيطاً فى كتابة تاريخ الوطن وتحقيق المجد والانتصار له.